:: آخر الأخبار ::
الأخبار الكهرباء ترسل تطمينات بخصوص خطة التشغيل الصيفية (التاريخ: ٣ / فبراير / ٢٠٢٥ م ٠٣:٥٥ م) الأخبار ايران تزيح الستار عن منظومة باور ٣٧٣ للدفاع الجوي بنسختها المطورة (التاريخ: ٢ / فبراير / ٢٠٢٥ م ٠٤:٣٩ م) الأخبار القضاء على (٧) ارهابيين في صلاح الدين بضربات جوية (التاريخ: ٢ / فبراير / ٢٠٢٥ م ١٢:١٠ م) الأخبار العراق: الإعدام بحق تجار مخدرات ضبطت بحوزتهم ١٨٦ كغم (التاريخ: ٢٩ / يناير / ٢٠٢٥ م ٠٩:١٢ ص) الأخبار وزارة الكهرباء: الوقود (تحدي اكبر) (التاريخ: ٢٩ / يناير / ٢٠٢٥ م ٠٨:٢٧ ص) الأخبار القاء القبض على مسلح يخطط لقتل وزراء ترامب (التاريخ: ٢٩ / يناير / ٢٠٢٥ م ٠٨:٢٣ ص) الأخبار عراقجي: الهجوم على المنشآت النووية في ايران سيؤدي الى كارثة سيئة في المنطقة (التاريخ: ٢٨ / يناير / ٢٠٢٥ م ٠١:٤٩ م) الأخبار ترامب: لم أتراجع عن فكرة نقل الفلسطينيين من غزة (التاريخ: ٢٨ / يناير / ٢٠٢٥ م ٠١:١٩ م) الأخبار اندلاع حريق في احد مخازن السيراميك في مدينة كربلاء المقدسة (التاريخ: ٢٨ / يناير / ٢٠٢٥ م ٠١:٠٢ م) الأخبار السجن (٧) سنوات بحق مدير مستشفى العزل الصحي السابق في صلاح الدين (التاريخ: ٢٨ / يناير / ٢٠٢٥ م ١٢:١٩ م)
 :: جديد المقالات ::
المقالات مركز صحي خيري في البصرة .. بشراكة الهلالين العراقي والكويتي (التاريخ: ١٥ / يناير / ٢٠٢٥ م) المقالات ( يُؤتىٰ الحَذر مِن مَأمَنه ) (التاريخ: ١٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات الحُقوقُ تُؤخَذ ولا تُعطىٰ (التاريخ: ٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات كِيدوا كيدَكُم (التاريخ: ٢٣ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات إسرائيل، ومعضلة السردية الفلسطينية في دول الغرب.. (التاريخ: ١١ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات كيف تقرأ (ايران) فوز (ترامب) برئاسة الولايات المتحدة؟ (التاريخ: ١٠ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات دولة اسرائيل الكبرى.. الحلقة الثانية (التاريخ: ٩ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات كيف نقرأ فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة (التاريخ: ٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات من يحكم اميركا .. أي فردة من الحذاء (اجلكم) (التاريخ: ٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م) المقالات حَربُ العَقيدة وَعَقيدةُ الحَرب (التاريخ: ٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤ م)
 القائمة الرئيسية
 البحث في الموقع
 التأريخ
٤ / شعبان المعظّم / ١٤٤٦ هـ.ق
١٥ / بهمن / ١٤٠٣ هـ.ش
٣ / فبراير / ٢٠٢٥ م
 الإحصائيات:
عدد المتواجدون حالياً: ٥١١
عدد زيارات اليوم: ١٣٥,٤٥١
عدد زيارات اليوم الماضي: ٦٠,٣٧٨
أكثر عدد زيارات: ٢٨٧,٠٨١ (٧ / أغسطس / ٢٠١٤ م)
عدد الزيارات الكلية: ١٨٦,٧٤٤,٣٦١
عدد جميع الطلبات: ١٨٣,٧٧٦,٥٧٣

الأقسام: ٣٤
المقالات: ١١,٣٢٠
الأخبار: ٣٨,٩٠٧
الملفات: ١٥,٢٢٢
الأشخاص: ١,٠٦٢
التعليقات: ٢,٤٣٦
 
 ::: تواصل معنا :::
 المقالات

المقالات الأضـواء في أسرار زِيَارَةِ عَاشُورَاء( ١-٢-٣)

القسم القسم: المقالات التاريخ التاريخ: ١٢ / ديسمبر / ٢٠١١ م المشاهدات المشاهدات: ٤٩٤٤ التعليقات التعليقات: ٠
من اعداد الشيخ حيدر الربيعاوي وتاليف الدكتور الشيخ عباس الانصاري ومن اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية النجف الاشرف



بسم الله الرحمن الرحيم
المقدّمة:

قال سبحانه وتعالى:
«ومَنْ يُعَظِّمُ شَعَآئِرَ اللهِ فإِنَّها مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ»( ).
وقال رسول الله |:
«إنَّ الحُسَينَ مِصباحُ الهُدى وسَفينةُ النَّجاة» ( ).
«السّلامُ عليك يا أبا عبدالله وعلى الأرواح التي حلت بفنائِكَ، عليك مني سلام الله أبداً مابقيت وبقي اللّيل والنهار...»
 


* * *
والحمد لله ربّ العالمين.. مبدأ الوجود ومنبعه، وغاية كلّ موجود ومرجعه، ذي الجلال والاكرام، خالق السموات السبع والأرضين; ومابينهنّ وما تحتهنّ، وربّ العرش العظيم; الذي حارت العقول بكنّه عظمته وبالغ حكمته.. حمداً كثيراً على عظم آلائه وسوابغ نعمائه، وخفي ألطافه، ووافر إحسانه.
وأَفضل الصلاة وأتم التسليم على نبيه، الّذي بُعِثَ رحمةً للعالمين وخاتماً للأنبياء والمرسلين، نبيّنا محمّد الذي جاء بالحقّ المبين ليهتدي بنور رسالته المهتدين..
ووافر السلام والصلاة التامة على آله الكرام الطاهرين، الذين أذهبَ الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، فاصطفاهم من بين الخلائق، ليكونوا الإمناءَ على الدّين، لاسيّما حجة الله في الأرضين، مولانا الإمام الحجّة المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه وسهّل مخرجه وجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه).
* * *
لقد إقتضت حكمة الله (سبحانه وتعالى) البالغة، وتعلّقت إرادته الأزلية، بأن يكلف عباده باعمال خاصة ـ بعد فرض الواجبات ـ ومستحبّات أكيدة لها آثارها العجيبة، وكراماتها الغريبة; ولا غرابة في ذلك عند أهلِ البصيرة والإيمان.
إنَّ هذه الاعمال العبادية والشعائر الدينية، هي عبارة عن معاجز إلهيّة لها عنايتها الربانيّة في ثبوتها على أرض الواقع العمليّ، وقد ثبت البعض الكثير منها بحق أهل بيت النبوة (صلوات الله وسلامه عليهم)، وهذا مما لاشك فيه بحسب عقيدتنا الحقّة ـ الشيعية ـ ، وذلك لعظم منزلة أئمتنا الأطهار (عليهم السلام)، وسمو مقامهم عند الباري الخبير بالسرائر (جلّ وعلا).
فمن تلك الشعائر زيارتهم (عليهم السلام); حيث أَنّها من أعظم الشعائر الألهيّة؛ لأنها مظهر من مظاهر الطاعة والولاية لله ولرسوله الكريم، وقد أمرنا بذلك النبي الأعظم | عندما كان يحث الناس على إتباعهم بشكل عام، وزيارتهم والولاء لهم (عليهم السلام) بشكل خاص، بل يؤكده مراراً وتكراراً، «ومَنْ أطاع الرسول فقد أطاغ الله».
* * *
ثم أَنَّ الموضوع أخص من ذلك؛ لأننا نعلم من خلال سيرة أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وتاريخ حياتهم أن لتلك الأعمال المندوبة، والشعائر الدينية آثاراً خاصةً؛ لذلك كانوا (صلوات الله عليهم) على استمرار متواصل، ومواظبة دائمة، وحرص شديد على الاتيان والإِلتزام بها، ذلك فضلاً عن ثوابها الجزيل وأجرها العظيم، كما أنَّ التقرب لله (تبارك وتعالى) يحصل من خلالها.
ومن هذه التكاليف المندوبة، ( زيارة عاشوراء ) لأبي الأحرار وسيّد الشهداء مولانا الإمام الحسين بن علي ‘، ولايخفى بأنّ هذه الزيارة المعروفة متميزة عن سائر الأعمال والزيارات ندباً، من حيث كراماتها وشرفها; وكونها مفتاحاً لجميع أبواب الرحمة الالهيّة؛ لما فيها من الكنوز الخفيّة والمعارف والأسرار الألهيّة، مضافاً الى أنّها مظهر تعبير عن حب الحسين (عليه السلام) والأخلاص له، ونصرته، وتعظيم مظلوميّته؛ لذلك قال مولانا الامام الباقر (عليه السلام):
«لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين (عليه السلام) من الفضل لماتوا شوقاً، وتقطّعت أنفسهم عليه حسرات» ( ).
والسرُّ في ذلك كله واضح؛ لأنَّ الإمام الحسين (عليه السلام) قدم نفسه الزكية الطاهرة في سبيل الله تعالى، وطاعة له (جل أسمه)، باعتباره إماماً وقائداً حقاً للمسلمين، وحافظاً للرسالة، ومدافعاً عن الدين آنذاك، وقد قام بثورته الجبّارة في الوقت الذي كان فيه الخطر مهدداً لأركان الدين.
* * *
فقد كان إمامنا سيّد الشهداء (صلوات الله عليه) يرى أنَّ هذا الخطر الفعلي لايرتفع عن دين جده المصطفى |، إلاّ بجهاده وثورته العارمة حتى الشهادة، ولقاء الله، وهو مخضب بدم الثورة الرساليّة، لهذا أقدم على الاصلاح والثورة مع ثلة من اصحابه المؤمنين على قلة عدتهم وعددهم وناصرهم، وقدم نفسه العزيزة ثمناً لإحياء الرسالة السماوية بكل شجاعة وإخلاص منقطع النظير، قائلاً:
«إنْ كان دين محمّد لم يستقم إلاّ بقتلي فياسيوف خذيني» ( )، لأنه (عليه السلام) يعلم علم اليقين بمشيئة ربه سبحانه وتعالى وإرادته الأزلية، كما أفصح عنها لأخيه محمد بن الحنفية عندما إعترضه على القدوم الى الكوفة؛ لشدة خوفه عليه من أن يُغدَر بهِ، كما حصل لأبيه أمير المؤمنين، وأخيه الحسن ‘، وذلك بقوله:
«شاء الله أن يراني قتيلاً» ( )، لهذا قال الامام الصادق (عليه السلام) ـ عندما سئله ابن سدير عن زيارتهِ ـ :
«زره ولاتجفه فإنّه سيّد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة».
* * *
ومن هنا عمدت للبحث في «زيارة عاشوراء المعروفة» مؤكّداً على أهم الموضوعات المطروحة فيها، محاولاً إبراز الأهم من مفاهيمها، والحمد لله وفّقت لعرضها على المنبر الحسيني المقدّس في عشرة محرم الحرام لعام (١٤٢٢) هجرية في مدينة الأهواز ـ في حسينية سيّد الشهداء (عليه السلام) ـ حيث كانت ببركة الامام الحسين (عليه السلام)محلاً للاقبال والأعجاب، كما وفقتُ لاداءئها في تعظيم مصاب سيد الشهداء (عليه السلام)، وبيان مظلوميّته؛ وذلك من خلال نصوص الزيارة، والتي تُعَدُ عبارة عن بيانٍ إعلاميٍّ خالد ينصّ على رفع شعار الولاء لسيد الشهداء (عليه السلام)، والمضي على منهجه الحق بعد إستشهاد.
وعندما طُرحت فكرة الكتابة عن مكانة أهل البيت في المجتمعات الاسلاميّة، في مؤتمر الشيخ الطوسي الذي يقيمه المركز العالمي للدراسات الاسلامية للحوزة العلمية، في مدينة قم المقدّسة، حاولت، مستعيناً بالله تعالى ونبيه المصطفى | وآله الميامين (عليهم السلام) تطوير هذا الجهد المتواضع وتبويبه الى عدة أبواب وفصول؛ لهذا شرعت باذلاً كل ما بوسعي من عزم وقوة بما يتناسب وطرحه ككتاب في ترويج ما يتيسر لي من مقامات أبي عبدالله الحسين (عليه السلام)، ولتسليط الاضواء وكشف بعض الأسرار والحجب، ورفع الاستار عن مكانة مرقد سيّد الشهداء (عليه السلام) المكنونة في زيارته الميمونة ـ زيارة عاشوراء ـ ، ومكانة مرقده الطاهر; والتي جاءت على لسان حفيده الامام محمد الباقر(عليه السلام)، ولكن قبل الدخول في شرح فقرات هذه الزيارة الإلهيّة المقدسة، بدأت باستعراض المراحل التأريخيّة والعقائديّة لشهادة سيّد الشهداء (عليه السلام)، وشرافة البقعة الطاهرة التي رقد فيها، كما تبعتها ببيان واقع الاحداث العدوانيّة التي تعرّض لها المرقد الطاهر من قبل الطغاة، بعد تشييده من قبل محبي الحسين وشيعته، حيث أصبح صرحاً ولائياً وثورياً شامخاً.
ولاأدعي الكمال والتمام في ذلك، إنّ الكمال والتمام كله للواحد القهّار «جلّت عظمته»، فمنيّ الجد والسعي ومنه تعالى الأعانة والتوفيق راجياً بذلك من كرمه تبارك وتعالى أن يسددني ويتقبّل بلطفه ورضوانه هذا القليل، ويجعله خالصاً لوجهه الكريم، إنه تعالى خير موفق ومعين وما توفيقي إلاّ بالله السميع المجيب.
«سبحانك لاعلم لنا إلاّ ما علّمتنا إنّك أنت العليم الحكيم».
والحمد لله ربّ العالمين والصلاة على محمّد وآله الطاهرين.
(٢)المدخل: بعدَ أنْ تم الكلام مقدمة هذا الكتاب ـ بحمده تعالى وتوفيقه ـ شرّعنا في بيان خمس مقدمات تمهيّديّة لتعزيز البحث بما يوضح اعتماده على بيانها لأنها متماسكة معه برابطة متينة، لرفع الغموض والأبهام؛ لأنه قد يحصل فراغ غير مقصود عند الدخول في مطالبه.
ففي هذا المورد ـ مدخل البحث ـ أورد أَنْ أُشير الى أَن الكلام فيه ينقسم الى جزئين: ـ
*: الجِزءُ الأوّل: هو الأضواء في مكانة مرقد سيّد الشهداء (عليه السلام) وقد وقع البحث فيه في بابين:
ـ الباب الأول: هو في تاريخ الامام الحسين (سلام الله عليه) بين الشهادة والسرُّ في شرافة البقعة الطاهرة لمرقده.
ـ الباب الثاني: هو في تأريخ المرقد الشريف وواقع الأحداث المتعاقبة على الحرم الحسيني المطهّر في عهود الطغاة.
*: الجَزْءُ الثّاني: هو الأضواء في أسرار زيارة عاشوراء، وهو الآخر الذي قُسم فيه الكلام على بابين أيضاً:
ـ الباب الأول: في خصائص زيارة عاشوراء ومابرتبط بها من آداب وأحكام وكرامات .. الى غير ذلك.
الباب الثاني: هو بصدد بيان مكانة سيّد الشهداء (عليه السلام) من خلال أهم المفردات التي وردت في فقوات زيارة عاشوراء، وبيان مصيبته، وإبراز مظلوميّته، وتشخيص أعدائه والناصبين له الحرب وما يستحقّون من الجزاء في الدارين، وكذلك تشخيص أوليائه ومحبّيه والسائرين على نهجه..
ومن خلال ذلك كُلّهُ تظهر لنا أحقيّة سيد الشهداء في ثورته الجبّارة، ومطابقة المنهج العمليّ مع الشعار الذي رفعه عند خروجه لتفجير الثورة.
نسأل الله تعالى التوفيق والنجاح في تمامه وفاءً لولاية سيّد الشهداء التي تتجسد فيها ولاية أهل بيت النبي وعترته الطاهرة (صلوات الله عليهم) والحمد لله ربّ العالمين.
(٣)إمامة الأمام الحسين (عليه السلام) وثورته الجبارة حتى الشهادة :
تصدى سيّد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) لمقام الإمامة في سنة (٥٠) هجرية، بعد أن أستشهد أخيه الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) وكانت مدة إمامته من سنة (٥٠) هجرية إلى سنة (٦١) هجرية( )، وكان الإمام الحسين(عليه السلام) قد مضى فترة طويلة من إمامته في أيام معاوية، وكان معاوية قد تعهد للإمام الحسن (عليه السلام) ضمن شروط الصلح والهدنة بينهما بشروط ..منها أنْ لا يوصي لأحد من بعده وتكون الخلافة للامام الحسن، وإذا حدث للإمام الحسن (عليه السلام) حادث فللإمام الحسين (عليه السلام) من بعده، لكنه وضع تلك الشروط والقيم تحت قدميه, فأخذ البيعة مِنَ الناس لابنه يزبد من بعده, بالجبر والقوة والقسر، وأعلن رسميا في حياته أنه ولي العهد من بعده( ).
لما حضرت معاوية الوفاة دعا إبنه يزيد، فأجلسه بين يديه، فقال لـه: (يا بني قد ذلّلت لك الرقاب الصعاب، ووطدت لك البلاد وجعلت المُلك وما فيه لك طعمة، وإنّي أخشى عليك من ثلاثة نفر يخالفون عليك بجهدهم، وهم:
١ - عبد الله بن عمر بن الخطّاب .
٢ - عبد الله بن الزبير .
٣ - الحسين بن علي( ) .
وكان معاوية قد حذره بشدة من هؤلاء الثلاثة؛ لأنهم كانوا قد خالفوه علناً عندما أجبر الناس على البيعة ليزيد.
فلمّا هلك معاوية، وتولى الأمر من بعده إبنه يزيد (لعنه الله) لم يلتفت الى وصّية أبيه, فكتب الى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان, وكان والياً على المدينة من قبل معاوية فقال له:
«خُذْ البيعة من الحسين بن علي ولا ترخص لـه في التأخير عن ذلك».
فأنفذ الوليد الى الحسين (عليه السلام) في الليل فاستدعاه( ).
وبعد محاورات جرت بين الوليد والإمام الحسين(عليه السلام), استغرقت ليلة ويوم( ), أبى سيد الشهداء (عليه السلام) أن يبايع يزيد, قائلاً:
(وعلى الإسلام السلام إذا قد بليت الآمة براع مثل يزيد, ولقد سمعت جدّي رسول الله |يقول:
(الخلافة مُحرّمة على آل أبي سفيان).
وخرج الإمام الحسين (عليه السلام) الى مكة ليلة الأحد مع أهل بيته, فلمّا بلغ اهل الكوفة ذلك. إجتمعت الشيعة في منزل سليمان بن صُرّد الخزاعي وكتبوا كتاباً الى الامام الحسين (عليه السلام) يدعونه فيه الى القدوم للكوفة( ).
فاختار الحسين(عليه السلام) ابن عمه مسلم بن عقيل, فبعث معه الجواب, فتحرك مسلم (عليه السلام) الى الكوفة,وأقبلت الشيعة تختلف ‘ إليه, فكلما إجتمع اليه منهم جماعة قرأ عليهم كتاب الإمام الحسين (عليه السلام) ,أخذوا يبكون ,ويعلنون البيعة والولاء( ).
وبهذه الصورة بايع مسلم بن عقيل جمع كبير,فكتب إلى الحسين(عليه السلام) يخبره بذلك, فكتب دعاه يزيد إليه يخبرونه بما جرى في الكوفة من البيعة لمسلم ببن عقيل, وكان آنذاك النعمان بن بشير والياً على الكوفة.
فعندما وصلت كتبهم إليه, دعا سرجون اليهودي مولى معاوية وشاوره في الأمر, فأشار اليه أن ْيبعث عبيد الله بن زياد والي البصرة الى الكوفة ليستتب لَهُ الأمر في الكوفة ويخرج مسلم بن عقيل منها.
فكتب يزيد الى عبيدالله بن زياد وشرح لـه أوضاع الكوفة,وترك يديه طلقاً في العمل كيف يشاء ليحفظ لـه الكوفة.
ولمّا قرأ إبن زياد كتاب يزيد أمر بالتهيُّؤ والمسير الى الكوفة من الغد, ثم ّخرج من البصرة وأستخلف أخاه عثمان بن زياد.
حتى دخل الكوفة وعليه عمامة سوداء وهو ملثم. والناس قد بلغهم إقبال الحسين (عليه السلام) إليهم ,فهم ينتظرون قدومه, فظنوا ـ حين رأوا عبيد الله ـ إنّه الحسين فأخذ لا يمر على جماعة من الناس ألاّ سلموا عليه, وقالوا:
«مَرْحَباً يابن رسُول ِاللهِ, قدِمْتَ خَيْرَ مَقْدَمٍ».
فرأى من تباشرهم بالحسين ما ساءه.. وسار حتى وافى القصر في الليل( )... فاصبح إبن زياد,فنادى في النّاس: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فخرج اليهم وخوّفهم من حكومة يزيد قائلاً:
«ومَنْ لم يكتب لنا أحداً فليضمن لنا ما في عِرافيةِ, ألاّ أيخالفنا منهم مخالف ولا يبغ علينا منهم باغٍ, فمن لم يفعل برئت منه الذمة وحلالاً لنا دمه وماله, وأيّما عرافته وجد في عراقته من بُغية أمير المؤمنين أحد لم يرفعه إلينا صُلب على باب داره، ألغيت تلك العرافة من العطاء»( ).
وهكذا نرى كيف فرّق عبيد الله بن زياد جمع المسلمين, وقضى على بيعتهم لمسلم بن عقيل (عليه السلام) سفير الحسين وناصره, والتي تُعد بيعة مباشرة لأبي عبد الله الإمام الحسين (عليه السلام), وكل ذلك تمَّ لهذا الجائر الخبيث بالارهاب تحت شعار قطع الرقاب, الأمر الذي أدى الى تفرّق الناس من أطراف مسلم بن عقيل خوفاً على أنفسهم من القتل, فما زالوا يتفرّقون حتى أمسى وحيداً غريبا.. ليس هناك من يدله على الطريق إلى بيتٍ يأويه.
فمضى حتى أتى إلى باب امرأة يقال لها (طوعة)..., فعندما علمت أنّّه مسلم بن عقيل آوته؛ لأنّها امرأة محبة لأهل البيت (عليهم السلام), فدخل بيتها.
آما عبيد الله بن زياد فلم يكتفْ بذلك, وإنّما بذل آلاف الدراهم من اجل العثور على مسلم...فوصل الى مراده عن طريق وشاته، وقبض على مسلم فقتله( ).
وفي الأثناء تحرّك الإمام الحسين (عليه السلام)من مكة الى العراق مع أهل بيته وأصحابه حتى قطع البوادي والصحاري القاحلة في سبيل الله (تعالى)، وطلب الإصلاح في امة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله)( ). ووقعت لسيّد الشهداء (عليه السلام) في هذه المسيرة الشاقة حوادث شتى, وكان من أهمها نبأ شهادة سفيره وابن عمه مسلم (عليه السلام), وخبر اهل الكوفة, بأن قلوبهم معه وسيوفهم عليه بعدما نقضوا بيعتهم.
ولكن الامام الحسين (عليه السلام) كان يرى أنَّ تكليفه يقتضي أن يقاوم تلك السلطة الباغية, وأصر ّعلى القدوم الى كربلاء ويقاوم حتى الشهادة, لكي يغيّر الاوضاع السائدة آنذاك ويفضح بني أمية؛ وذلك من خلال تضحيته بنفسه واهل بيته، والثلة المخلصة من اصحابه (سلام الله عليهم)؛ وذلك لحماية الدين والحفاظ على العقيدة الحقّة، ومكافحة الظلم والاستبداد.
وهكذا صمد سيّد الشهداء (عليه السلام) بوجه الاعداء، بالرغم من كثرة المحن والمصائب, وقدم اهل بيته وأصحابه قرباناً لإحياء الشريعة المقدسة,وهم يزدادون تلهفاً للاستشهاد, وكان هو (عليه السلام) كلما إقترب من من الشهادة يزداد تألقاً في وجهه ونوراً مشرقاً يدل على سكينة نفسه وطمأنينة قلبه الشريف رضاءاً بقضاء الله وشوقاً للقاءه مخضباً بدماء التضحية في سبيله..حتى أُستشهد (سلام الله عليه) في كربلاء عام(٦١) للهجرة, وهو على تلك الحالة.. كما قال (عليه السلام): «لا أرى الموت إلاسعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما»( ).
  
التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
 
المقالات مركز صحي خيري في البصرة .. بشراكة الهلالين العراقي والكويتي

المقالات ( يُؤتىٰ الحَذر مِن مَأمَنه )

المقالات الحُقوقُ تُؤخَذ ولا تُعطىٰ

المقالات كِيدوا كيدَكُم

المقالات إسرائيل، ومعضلة السردية الفلسطينية في دول الغرب..

المقالات كيف تقرأ (ايران) فوز (ترامب) برئاسة الولايات المتحدة؟

المقالات دولة اسرائيل الكبرى.. الحلقة الثانية

المقالات كيف نقرأ فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة

المقالات من يحكم اميركا .. أي فردة من الحذاء (اجلكم)

المقالات حَربُ العَقيدة وَعَقيدةُ الحَرب

المقالات سَننتصِر نُقطة، راس سَطر ✋

المقالات ما سر (قلق) الشعب الاميركي من الانتخابات التي ستجري يوم الثلاثاء المقبل؟

المقالات كيف نقرأ فوز محمود المشهداني برئاسة البرلمان؟

المقالات كيف ستنتهي (معركة طوفان الأقصى)

المقالات المؤلف والمخرج والاول والآخر هو الله..!

المقالات ما أخفاه الكيان الإرهابي، يظهر على السطح ...

المقالات وإنكشف المستور...

المقالات ملامح الأنحطاط في الإعلام العربي..!

المقالات مسؤولية الجميع؛ الوعي والتضامن والدعم..!

المقالات واشنطن وتَل أبيب يهاجمان لبنان..أغبياؤنا يشاركون بمهارة..!

المقالات بوتين على خط الصراع، هل تستفيد المقاومة من ذلك..!

المقالات الى شعب المقاومة العزيز...

المقالات أغتيال إسماعيل هنية في طهران، ما هي الرسالة، وكيف الرد..!

المقالات علاقة العراق بالهجوم على لبنان..!

المقالات يوم الغدير يوم مرجعية الأمة..!

المقالات نتنياهو وملك الأردن أنقذونا.. وقبرص لا شأن لنا بالحرب..!

المقالات العراق بين مطرقة الصراع الداخلي السياسي وسندان الاحتلال

المقالات المندلاوي: تزامن استشهاد الصدر مع ذكرى سقوط الدكتاتور رسخ في الأذهان حقيقة انتصار الدم على السيف

المقالات الحاشية..!

المقالات انتفاضة ١٩٩١م الانتفاضة الشعبانية..!

المقالات قرار المحكمة الاتحادية يلزم بغداد، مواطن الإقليم..!!

المقالات رد نيابي عراقي حاد .. على البيان السعودي الكويتي بخصوص خور عبد الله

المقالات أمريكا؛ شرارة الحرب الاهلية الثانية

المقالات غزة هزة الكيان الصهيوني والبحر الأحمر اغرق الكيان

المقالات السقوط الاخلاقي في ظل التكنولوجيا

المقالات أبو غريب يمثل نوايا أمريكا...وما علاقة الموقع الأسود (black site) و CIA ….

المقالات "الإعلام المزيف وتأثيره على المجتمع والديمقراطية"

المقالات تهديم الدولة العميقة: مفهوم وتأثيراته

المقالات اصلاحات في النظام السياسي العراقي

المقالات الطفل خزينة الدولة والمجتمع...

المقالات والاخبار المنشورة لاتمثل بالضرورة رأي الشبكة كما إن الشبكة تهيب ببعض ممن يرسلون مشاركاتهم تحري الدقة في النقل ومراعاة جهود الآخرين عند الكتابة

 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم شبكة جنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني