في ٣١/٧/٢٠١١ كتبت افتتاحية بالعنوان اعلاه والنص ادناه، ارى فائدة اعادة نشره:
"منذ عقود تنافست فلسطين والعراق على الخبر الاول عالمياً.. واستطاع الاخير التصدر.. حرب الخليج.. الكويت والعقوبات.. والاحتلال ووجود القوات. واذا كانت الازمة الاقتصادية العالمية والانتفاضات العربية وايران وافغانستان قد تصدرت الاخبار اليوم، لكن العراق مرشح للصدارة مجدداً.
يساهم العراق اليوم باقل من ٤% من الانتاج العالمي للنفظ، رغم احتياطه الثالث عالمياً.. وقد يتجاوز انتاجه (١٠ م/ب/ي) في ٢٠١٧ بتنفيذ عقود التراخيص.. بل سيعني تحقيق نصفها حدثاً مهماً له وللعالم. وسيضيف حسب وكالة الطاقة الدولية (٣،٦ م/ب/ي) لانتاجه الحالي.. وتخمن ”البريتش بتروليوم" (٥،٥ م/ب/ي) في ٢٠٣٠.. وان العجز عن تحقيق هذه المعدلات سيحدث فجوة بين العرض والطلب.. لتتفجر ازمة جديدة تضاف الى ازمة الديون.
الاقتصاد محور مهم للسياسة.. والطاقة محور مهم للاقتصاد... فالعراق ضرورة عالمية. وهذه ليست موضوعة للتباهي والغرور، بل حقيقة يدركها العالم، وقد نكون نحن من يتآمر عليها ويعمل خلافها. اما الجغرافيا والتاريخ فهما محوران اساسيان للسياسة والاقتصاد، وقد نسيء استخدام محوريتنا فيهما.. في منطقة وتاريخ اعتبرا قلب العالم ومهد الحضارات.. فنخون مصالحنا ونعرقل خدمتها.
فتعددية وادي الرافدين ومخزوناته المادية والقيمية عنوان لمكونات المنطقة وتطلعات العالم، وعوامل قوتها.. لترتد على نفسها –ضعفاً وفتنة- ان سادت الرؤى الضيقة والتصادمية مع داخلنا وخارجنا. فالوحدة وخدمة شروط قوتنا هي اشارات الطريق بين التدهور والنهوض. وجعل التغيير -لدينا ولدى غيرنا- تحولاً نوعياً، يخدم تلك الشروط ويركب موجتها.. بديلاً عن ماض فاسد واخر شكلي يقف بحدود الاشخاص والطائفة والحزب.. متخاصم مع نفسه ومع شروط قوته. فنجاحنا سيعزز نجاح غيرنا.. ليعود ويعزز نجاحنا. وهنا دورنا لاستثمار حاجة العالم لنا ولتشجيع عوامل التغيير لدينا ولدى غيرنا.. لمصلحة شعوبنا وانظمتها الجديدة او المجددة.. لتوليف السياسات وتشجيع الحوار والتقارب والاصلاح خصوصاً بين ايران والسعودية وتركيا.. وبقية الاطراف الاقليمية والدولية.. التي تحتاج سياساتها ومواقفها للتغيير ايضاً.
فعوامل قوة العراق هي في تاريخه وجغرافيته ومخزوناته ومستقبله.. وهي موجودة ولا ينقصها لتنطلق سوى التخلص من عوامل الكبح والجمود المزروعة في نفوسنا. فرشد سياسته الداخلية يرتبط برشد سياسته الخارجية، والعكس صحيح.. ورشد نظامه السياسي يرتبط برشد نظامه الاقتصادي، والعكس صحيح. عندها ستسمى بغداد دار السلام.. ودار الحكمة.. ودار العلم، كاعتراف من العالم بدور العراق.. وكدليل لوعي العراقيين لعوامل قوتهم."