:: آخر الأخبار ::
الأخبار "العراق يقترح صندوقًا عربيًا لإعادة الإعمار: خطوة نوعية نحو التعافي والتنمية!" (التاريخ: ١٧ / مايو / ٢٠٢٥ م ٠٥:٥١ م) الأخبار أنقرة وأربيل وبغداد تبحثان مستقبل الـ PKK: نهاية مرحلة وبداية جديدة (التاريخ: ١٧ / مايو / ٢٠٢٥ م ٠٥:٢٢ م) الأخبار عباس يدعو في قمة بغداد إلى انسحاب الاحتلال الإسرائيلي بالكامل من غزة (التاريخ: ١٧ / مايو / ٢٠٢٥ م ٠٤:٣١ م) الأخبار السوداني يعلن عن ١٨ مبادرة و٤٠ مليون دولار لدعم إعمار غزة ولبنان (التاريخ: ١٧ / مايو / ٢٠٢٥ م ٠٢:٤٢ م) الأخبار رئيس وزراء إسبانيا في قمة بغداد: فرض واقع جديد بالقوة في الشرق الأوسط يعيد مآسي الماضي (التاريخ: ١٧ / مايو / ٢٠٢٥ م ٠١:٤٢ م) الأخبار قمة بغداد: بوابة الاستثمار العربي في العراق (التاريخ: ١٧ / مايو / ٢٠٢٥ م ١١:٤٦ ص) الأخبار هبوط نفط البصرة... هل يتجه العراق نحو أزمة اقتصادية؟ (التاريخ: ١٧ / مايو / ٢٠٢٥ م ٠٩:٥٥ ص) الأخبار قوات الحدود تؤمّن طريق الحجاج وتوفر التسهيلات عبر منفذ عرعر استعداداً لموسم الحج (التاريخ: ١٦ / مايو / ٢٠٢٥ م ٠٤:١٢ م) الأخبار الرئيس الفلسطيني محمود عباس يصل بغداد للمشاركة في قمة العرب ٣٤ (التاريخ: ١٦ / مايو / ٢٠٢٥ م ٠٣:١٤ م) الأخبار ترامب بعد عودته من الجولة الخليجية: لقد حصلنا على ٤ ترليون دولار ! (التاريخ: ١٦ / مايو / ٢٠٢٥ م ٠٢:٣٨ م)
 :: جديد المقالات ::
المقالات "العراق بين قمتين" (التاريخ: ١٥ / مايو / ٢٠٢٥ م) المقالات القوة تصنع السلام… اليمن أنموذج..! (التاريخ: ١٤ / مايو / ٢٠٢٥ م) المقالات صفقة الرياض: كيف باعت واشنطن الجولاني للرياض..وماذا ستفعل قطر ؟! (التاريخ: ١٤ / مايو / ٢٠٢٥ م) المقالات اعتراف ترامب..شهادة أمريكية بشجاعة الحوثيين وصلابة اليمنيين..! (التاريخ: ٨ / مايو / ٢٠٢٥ م) المقالات هدنة غير معلنة: اتفاق غير مباشر بين الحوثيين وواشنطن بوساطة عمانية (التاريخ: ٨ / مايو / ٢٠٢٥ م) المقالات “شبح الحرب في جنوب آسيا: هل تقترب الهند وباكستان من مواجهة جديدة؟” (التاريخ: ٧ / مايو / ٢٠٢٥ م) المقالات *إستراتيجية البَقاء والتمدُّد, داعش إنموذجاً* (التاريخ: ٤ / مايو / ٢٠٢٥ م) المقالات أخطر الأشياء على الشيعة..! (التاريخ: ١ / مايو / ٢٠٢٥ م) المقالات ما هو التمكين..ولماذا الصلاة..وهل الغرب “مُتمكِّن” أم “مُستدرَج ؟! (التاريخ: ٣٠ / أبريل / ٢٠٢٥ م) المقالات خميس الخنجر يبدا حملته الانتخابية المبكرة ....... بالاساءة الى شيعة العراق ؟ (التاريخ: ٣٠ / أبريل / ٢٠٢٥ م)
 القائمة الرئيسية
 البحث في الموقع
 التأريخ
١٩ / ذو القعدة / ١٤٤٦ هـ.ق
٢٨ / اردیبهشت / ١٤٠٤ هـ.ش
١٧ / مايو / ٢٠٢٥ م
 الإحصائيات:
عدد المتواجدون حالياً: ١٨٤
عدد زيارات اليوم: ٣١,١٣٣
عدد زيارات اليوم الماضي: ٥٩,٦٤٤
أكثر عدد زيارات: ٢٨٧,٠٨١ (٧ / أغسطس / ٢٠١٤ م)
عدد الزيارات الكلية: ١٩٣,٣٦٣,٥١٠
عدد جميع الطلبات: ١٨٩,٢٠٤,٧٢٨

الأقسام: ٣٤
المقالات: ١١,٣٣٣
الأخبار: ٣٩,٣١٧
الملفات: ١٥,٦٧٥
الأشخاص: ١,٠٦٤
التعليقات: ٤,٠١٢
 
 ::: تواصل معنا :::
 المقالات

المقالات الجهاد في فكر علي بن أبي طالب {ع} – المنبر الحسيني

القسم القسم: المقالات الشخص الكاتب: الشيخ عبد الحافظ البغدادي التاريخ التاريخ: ١ / نوفمبر / ٢٠١٤ م المشاهدات المشاهدات: ٢٧٧٧ التعليقات التعليقات: ٠

"من خطبة لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام"

 

             { أمّا بعد ، فانّ الجهاد باب من أبواب الجنّة فتحه اللّه لخاصّة أوليائه * و هو لباس التّقوى ، و درع اللّه الحصينة ، و جنّته الوثيقة ، فمن تركه رغبة عنه ألبسه اللّه ثوب الذّلّ ، وشمله البلاء ، و ديّث بالصّغار و القماء ، و ضرب على قلبه بالأسداد ** ألا و إني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلا و نهارا ، و سرّا و إعلانا ، و قلت لكم : أغزوهم قبل أن يغزوكم فو اللّه ما غزى قوم في عقر دارهم إلاّ ذلّوا فتواكلتم ، و تخاذلتم حتّى شنّت الغارات عليكم ، و ملكت عليكم الأوطان ، و هذا أخو غامد و قد وردت خيله الأنبار ، و قد قتل حسّان بن حسّان البكرىّ ، و أزال خيلكم عن مسالحها ، و لقد بلغنى أنّ الرّجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة ، و الأخرى المعاهدة ، فينتزع حجلها و قلبها و قلائدها *  ما تمتنع منه إلاّ بالاسترجاع و الاسترحام ، ثمّ انصرفوا وافرين ما نال رجلا منهم كلم ، و لا أريق لهم دم ، فلو أنّ امرءا مسلما مات من بعد هذا أسفا ما كان به ملوما ، بل كان به عندى جديرا ، فيا عجبا و اللّه يميت القلب و يجلب الهمّ اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم و تفرّقكم عن حقّكم فقبحا لكم و ترحا ، حين صرتم غرضا يرمى ، يغار عليكم و لا تغيرون ، و تغزون و لا تغزون ، و يعصى اللّه و ترضون ، فإذا أمرتكم بالسّير إليهم في أيّام الصّيف قلتم هذه حمارّة القيظ ، أمهلنا يسبّخ عنّا الحرّ ، و إذا أمرتكم بالسّير إليهم في الشّتاء قلتم : هذه صبارّة القرّ أمهلنا ينسلخ عنّا البرد ، فإذا كنتم من الحرّ و القرّ تفرّون فأنتم و اللّه من السّيف أفرّ ، يا أشباه الرّجال و لا رجال حلوم الأطفال ، و عقول ربّات الحجال ، لوددت أنّى لم أركم و لم أعرفكم * قاتلكم اللّه لقد ملأتم قلبي قيحا , وشحنتم صدرى غيظا .....وأفسدتم علىّ رأيي بالعصيان و الخذلان ، حتّى قالت قريش : إنّ ابن أبى طالب رجل شجاع ، و لكن لا علم له بالحرب *  للّه أبوهم و هل أحد منهم أشدّ لها مراسا ، و أقدم فيها مقاما منّى ؟ لقد نهضت فيها ، و ما بلغت العشرين ، و ها أناذا قد ذرّفت على السّتّين ، و لكن لا رأى لمن لا يطاع..}...

               هذه الخطبة من أشهر خطب العرب والمسلمين في الجهاد ... أشار فيها أبو الحسن {ع} إلى فضائل الجهاد ترغيبا فيه ،وما هي النتائج التي تترتب على من ترك الجهاد ... وقد أكد على كلمة باب من أبواب الجنة .. وإنها لباس التقوى ودرع الله الحصينة ..لانّ الإنسان يتّقى العدو بالترس , فيشير أمير المؤمنين إن التترس من عذاب القبر وعذاب الآخرة ينجلي عن المجاهدين  وجاءت كلمة ( ديث بالصغار ) فكلمة ديث هي الذل .. والصغار ذل معه ضيم ..

و القماء : معناها الحقارة و الذّل أيضا . كقوله تعالى : ( وَ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَ الْمَسْكَنَةُ ) نقول فلان  سامه خسفا أي : أولاه ذلاّ . هذه الصفات كلها تحدث لمن ترك الجهاد حسب قول الإمام أمير المؤمنين {ع} . و قوله : لا رأى لمن لا يطاع ، مثل ، قيل : أول من سمع منه هو عليه السّلام .

                     موضوع الجهاد مرتبط ارتباطا وثيقا  بصفة الإيمان,  هي من الصفات المحببة لكل مسلم , يسعي لتحصيلها والوصول أليها  , غير إننا لا نعرف الاهتداء الى هذه الصفة  فنجد الساعي للإيمان لا يمتلك الصفات الأساسية لها، كثير منا من يفهم الإيمان على انه اعتقاد,, صلاة وصوم وعبادات وغير ذلك من الأمور الشرعية ... هذا صحيح منزلة قليلة من الإيمان عند الله لأنها سهلة ويسيرة ....والواقع إن الإيمان لا يمكن أن يفهم هذا الفهم البسيط ... لأقرب لك مثلا الآن ... الولايات المتحدة وإسرائيل والدول الغربية لا يهمها عدد المصلين والصائمين , وهي تشجعهم على الصلاة والصوم , وتنقلهم بأحدث الطائرات إلى مكة والمدينة المنورة ..  وتتبرع لهم بأموال لبناء جوامع في أوربا وأمريكا .. وكل مكان ... إذن لابد من البحث عن البرنامج الذي يوصلنا إلى فهم الإيمان على حقيقته، باعتبار ان الإيمان قمة الكمال لا يبلغها الإنسان ببساطة.... فهي (التصديق) كما إن لها معنى آخر وهو (الاطمئنان).....

    هنا لا بد ان نرجع الى  القرآن رسالة الله و عهده إلى الإنسان ,فيه سنن الخالق في الحياة ، و يقرأ الخير و الشر ، و الحق و الباطل ، و الجنة و النار، و الدنيا و الآخرة ..  ما يفيد بحثنا في الجهاد والعبادات الأخرى نطالع موضوع { الخوف والعلع } الذي كان يخاطبه الإمام علي {ع} في خطبته المذكورة انفا .ومن أبرز ما في القرآن تعريف الانسان بنفسه ، ذلك ان الانسان قد خلق جهولا ، يجهل أقرب الأشياء اليه ( وهي نفسه ) وفي ذلك خطر عظيم عليه ، فقد يدعوه الجهل بالنفــس إلى الشـرك بالله ، و قد يدعوه إلى ممارسة الأخطاء الفظيعة في عباداته  ومناسكه ...من هنا رأينا توجها تربويا في القرآن اختص بمعالجة موضوع الذات الإنسانية ، و بيان صفاتها و طبائعها ، كما الآية التالية ...[ إن الإنسان خلق هلوعا ]

قيل الهلع له صفات عديدة منها . شدة الحرص على ماله ونفسه و قلة الصبر ، و قيل : الهلوع الضجر, وقيل الهلع هو البخل و الحرص ، وكذلك الخوف و قلق القلب ، واضطراب نفسي من كل صوت  عالي  او و حدوث أمر غير متوقع يغير سعادته واطمئنانه ..... المهم كلها تعني حالة واحدة إن أصل الهلع هو الخوف ..

فالهلوع يخاف عند الشر فيجزع ، ثم يخاف عند الخير أن ينفذ منه فيخاف على المال  فيكون بخيلا شحيحا على نفسه وأبناءه ... يتصور لو تكرم بمال معين سينفذ ذلك المال وينتقل من يديه إلى غيره , وحين يسمع بمكان فيه جهاد فيخاف من القتل والدم ورائحة البارود وحالات الجهاد الأخرى ... فيفقد الإنسان توازنه و ثباته أمام الظروف و العوامل و الحوادث المحيطة .يبقى بيان القرآن لمعنى الهلع أجلى و أبلغ من بيان كل مفسر و أديب حيث يقول تعالى : [ إذا مسه الشر جزوعا ]  يصبح طعما لحالات الخوف النفسية ، فيفقد توازنه النفسي و الفكري و السلوكي ، إلى حد الهزيمة و اليأس... لذلك البعض كردة فعل من هلعه وخوفه , يصبح مهاجما للمجاهدين ينتقدهم ليبرر خوفه وهلعه ...

    مثلا .. لو حققنا في حوادث الانتحار في العالم سنجد معظمها عائد إلى صفة الهلع ( الجزع ) يقول تعالى " مسه " لان المس تعني في اللغة مس العقل وهو الجنون , [ وإذا مسه الخير منوعا ]السبب حبه المفرط لذاته ، و شح النفس الذي يجعله يريد الخير لنفسه فقط ،يسمى منوع * التفسير الكبير / ج ٣٠ - ص ٦١٢ ." و انه لحب الخير لشديد " جاء في رواية : " ما فتح الله على عبد بابا من أمر الدنيا إلا و فتح الله عليه من الحرص مثله " ... فهو هلوع  ومنوع ،... مقابل هذا هناك  إنسان يبيع نفسه وحياته لله ...فقوله تعالى: (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ ) هذه نزلت في علي بن أبي طالب {ع} حينما نام في فراش النبي {ص} ..قال الثعلبي ورأيت في الكتب إن رسول الله{ص} لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب بمكة... فأمره أن ينام على فراشه .. وأنزل الله على رسوله{ص}وهو متوجه إلى المدينة ......

      هل هذه المنزلة خاصة بعلي {ع} انتهى حكمها لغاية وصول النبي {ص} المدينة وهجرة الإمام علي {ع}  فقط....أو إنها صفة للمجاهدين الذين يبيعون أنفسهم لله تعالى ..؟.

           الجواب :... الله تعالى يعرف البشر , وما توسوس له نفسه , شرها و خيرها ، و أعطاه إرادة الاختيار حتى يتجاوز بها صفات السوء و طبائع الخوف والجزع ..  إن شاء تعامل مع الله وشملته الآية , او يختلق الأعذار ليبتعد عن الجهاد ... ويبقى مكتفيا بالصلاة والصوم والحج والزيارة ,او يستمر معها ..يقول علي بن أبي طالب {ع} " الرجل موقف " فما هو المنهج الذي يريده أمير المؤمنين من المؤمنين ولماذا يحثهم على الجهاد ... لنرجع إلى المنهج الذي يعتمده الإمام {ع} بخطبته الشريفة ...

ــــــــــــ   أولا : حضور الآخرة في عقله ووعيه نفسيا و فكريا ، المؤمن حين يتذكر انه وراءه موت وحساب  وعقاب وأهوال , تهون عنده الدنيا الفانية , لأنه يكون مشغولا  عن الدنيا بهول المطلع يوم القيامة , قوله : { ابتغاء مرضات الله } فإنه يعني أن هذا الشاري يشري طلب مرضاة الله وقوله " يشري " , فكأنه قال . ومن الناس من يشتري مرضاة الله , وهذا البيع والشراء بأغلى ما يملك الإنسان .. وان الله لغرض الإصلاح العام يتقبل من المجاهد هذا البيع ويكون عطاءه لا حدود له ...

تراه يعيش السكينة و الاطمئنان رغم صعوبة الجهاد والمعاناة يقول تعالى : " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله إنا أليه راجعون " ، فهو صلب موكل أمره لله , لا يبطره شر ولا , كلما تراكمت الهموم والمصائب , توجه الى الله , طمعا في الثواب .." وهذه الليلة جسدت هذا الصبر والتوكل بكل معانيه " وما أروع موقف أبي عبد الله {ع}  يوم غد حين يقع من جواده , وهو يعرف إن مقاومته انتهت , ولا توجد فيه قوة للدفاع عن عائلته ونفسه , توجه إلى ربه , مجسدا البيع والشراء مع الله .. لم يتذكر عائلته ولا أطفاله , ولا جبهة مكسورة , ولا سهم في الصدر .. ولا أبناء وأصحاب وأخوة ضحايا , ولا أخوات وزوجات وبنات ستسبى .. كلها تركها وتوجه إلى ربه .. قائلا :" الهي تركت الخلق طرا في هواك , وايتمت العيال لكي أراك , ولو قطعتني في الحب أربا , لما مال الفؤاد إلى سواك .... هذا تجسيد حضور الآخرة ...

ـــــــــ   ثانيا : الصلاة التي هي معراج المؤمنين إلى  الله .. المجاهد الحق تكون الصلاة محببة إلى قلبه لأنها السلم الذي يصل به المسلم إلى ربه ... فهي تزكية للنفس وتربية روحية , هي حبل الله و سفينة نجاة الإنسان وهي الفاروق بين المسلم وغيره ... الذين عرفوا الصلاة على حقيقتها فأقاموها في حياتهم .. عرفوا الصلاة بأنها الاتصال الدائم بلا انقطاع مع الله ، عرفوا انهم عبيد لله يحرصون على طاعته وتطبيق أوامره, لا صلاة قشور محصورة في الركوع و السجود و بعض المظاهر . فما هي الصلاة الحقيقية في مفهوم القرآن ؟!

إن القرآن لا يفصل لنا في كيفية الصلاة ولا عدد ركعاتها و سجداتها ، وإنما يعرفنا الصلاة الربانية ببيان صفات المصلين الواقعيين عند الله ، وهي :

الأولى : الدوام على الصلاة . [ الذين هم على صلاتهم دائمون ]  قال الزمخشري : يواظبون على أدائها ، و لا يخلون بها ، و لا يشغلهم عنها شاغل ... في الدر المنثور عن ابن مسعود قال: " الذين إذا صلوا لم يلتفتوا عن يمين و لا شمال" هذا الرأي يريد أن يجمد عقل المسلم , أي قيمة لمن لا يلتفت . وهل هناك من يلتفت ولا تبطل صلاته ..؟ صحيح الالتفات استخفاف بالصلاة , ولكن ليس هذا رأي الآية , هي جاءت لتعطي البعد الأشمل و الأصح للصلاة كما يراها الإسلام و يلتزم بها المصلون الحقيقيون ، وهي الصلاة الدائمة التي تورث الصلة المستمرة مع الله .الحالة التي تجعل الإنسان ينفلت من ذاته ويصبح يتحسس الآم الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء ...

 مثلاً: التصدي لهموم الناس المعيشية والاجتماعية , فالناس يحتاجون إلى من يتصدى لهمومهم, فعندهم مشاكل مادية، فقر ومشكلات معينة، ظروف يعانونها، وصعوبات في الحياة, أشياء يجدون صعوبةً في التعامل معها, هذه قضايا تهم كل إنسان، سواء كان متديناً أو غير متدين, لذلك الاهتمام بهذا الهم الإنساني هو الأساس الذي يشجعه الإسلام ,حاجات الناس ومطالبهم الدنيوية التي يريدونها, هي جزء من مهم من المنظومة الأخلاقية التي عمل بها أهل البيت {ع} هي الإحسان الذي نادى به القران ..

ولذلك فإن الرسول {ص} في أحاديث كثيرة يتعرض لحقوق للمسلم على المسلم, مثل رد السلام, وعيادة المريض, وتسميت العاطس, ونصر المظلوم, جاء في حديث أبي سعيد الخدري، قال النبي{ص} { لا قُدِّسَت أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع } معنى المتعتع {المتردّد في  خوف وخجل ينطَق بصعوبة } .

 فالأمة التي تسلط فيها الظالمون والضعيف لا يستطيع أن يأخذ حقه, هذه الأمة ليست  مقدسة، أمة آيلة إلى الزوال والفناء, وقد ذكر النبي{ص} في حديث بمناسبة قصة، وهي أن أم سلمه ذكرت للنبي{ص} قصة رأتها في الحبشة قالت:حين كنا مهاجرين في الحبشة, جاءت امرأة عجوز تحمل قربة من الماء على ظهرها, فجاء شاب طائش , وضرب القربة من وراءها، فسقطت منها، وسقطت العجوز, لا حولاً ولا قوة, فقامت ونظرت إلى الشاب, وقالت له: ستعلم يا غُادَر، إذا نزل يوم القضاء، كيف يكون جزاؤك, فتعجبت أم سلمه من كلام المرأة، وإيمانها، ومعرفتها بأن الله ينزل يوم القضاء بين الناس! وأخبرت الرسول {ص} فقال: { صدقت لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف حقه غير متعتع },ثم قال:{ إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم: يا ظالم, فقد تُوُدِّعَ منهم }  تُودع منهم أي تودعهم يتركهم الله لاستواء وجودهم وعدمهم،  فهم من الحديث أن ترك إنكار المنكر من أسباب خذلان الامة لنفسها .. فيتركها الله .. ان تنصروا الله ينصركم ..

لذلك انفردت صلاة المجاهد عن صلاة المسلمين بأحكام لا تشمل سوى المجاهدين .. أليك بعض الأحكام ..

تختلف الأحكام الشرعية عند المجاهدين في الصلاة عن الآخرين اختلافا كبيرا .. السبب لأنه  كثيراً ما تضيق به السبل ويتعرض لأنواع الابتلاءات .. مرة يبتلي بنقص الماء بسبب القتال , أو يحاصر من العدو , أو يضيع في البراري او الجبال ......  ولأجل إيضاح الأمر سنذكر بعض الأحكام الهامة التي يهتدي بها المجاهدون في لحظات الحرج والضيق والحصار وهي:

مســــــألة :..  ما هو حكم الذين يبعثون في مأمورية في زورق  بحري , ويحين وقت صلاتهم بحيث لو لم يصلوا في هذا الوقت , لن يتمكنوا من الصلاة بعد ذلك في داخل الوقت؟ .. يقول الولي الفقيه ..في هذه الحالة  يجب عليهم أن يصلوا داخل الزورق وبأي نحو ممكن لهم , أي بأي اتجاه وبأي طريقة يعبر عنها بالصلاة ...

*مسألة :...هل تصح الصلاة إلى أيّ جهة في حال  اشتداد المعركة .. في وقت يتعذر فيه التوجه إلى القبلة , أو وقت لا يمكن تحديد القبلة أصلا ..؟ ..يجيب سماحة الولي الفقيه .. يقول : " إذا لم يحصل لك الظن بجهة معينة- وكان الوقت واسعا - فيجب على الأحوط أن تصلي لأربع جهات وأما إذا لم يتسع الوقت لذلك فيصلي إلى الجهات المحتملة بقدر ما يتسع له الوقت... تذكر صلاة الخوف في الكتب الفقهية ويقصد بها كما في الينابيع الفقهية ٣/٣١:

أما إذا كنت راكبا وحضرت الصلاة وتخاف من سبع أو لص أو غير ذلك فلتكن صلاتك على ظهر دابتك وتستقبل القبلة وتومئ إيماءا إن أمكنك الوقوف وإلا استقبل القبلة { بالافتتاح} ، ثم امض في طريقك التي تريد حيث توجهت بك راحلتك مشرقا ومغربا، وتنحني للركوع والسجود ويكون السجود أخفض من الركوع وليس لك أن تفعل ذلك إلا آخر الوقت . وإن كنت في حرب هي لله رضا وحضرت الصلاة فصل على ما أمكنك على ظهر دابتك وإلا تومئ إيماء أو تكبر وتهلل.يعني تكون الصلاة بالإبهام ... أو باللسان فقط ..

وهناك صلاة أخرى تسمى بصلاة الآيات تصلى عند كل مخوف سماوي كالصاعقة والصيحة والريح والسوداء وغيرها وعند كل مخوف ارضي كالخسف والهدة وهي ركعتان في كل ركعة خمس ركوعات فيكبر المصلي تكبيرة الإحرام ثم يقرأ الفاتحة وسورة ثم يركع ثم يقرا الفاتحة وسورة وهكذا إلى الركوع الخامس ثم يهوي للسجود فيسجد السجدتين ثم يقوم للركعة الثانية ويفعل بها كما فعل في الركعة الأولى ..

متى يسقط الوضوء عن المجاهد؟   هناك حالات عديدة تسقط الوضوء عن المجاهد  وهي :...

١- عدم وجود ماء كما لو كنت محاصرا في منطقة لا يوجد فيها ماء قريبا منك , وصار وقت الصلاة وبحث عن الماء في الجهات الأربع المحيطة به ٦٣ متراً من كل جهة ولم يجد،أو لم يكن بإمكانك البحث وجب عليك التيمم ولا تعرض نفسك للخطورة ...

٢- عدم كفاية الماء كما لو كان الماء لديه يكفيه للشرب فقط ولا يكفي للطهارة فيجب عليه التيمم.

٣- الخوف من الوصول إلى الماء بسبب الخطر الذي يتعرض له لو حاول الوصول إليه.. كما لو كان الماء واقعا تحت نيران العدو. وهذا يسقط المسافة المنصوص عليها في الرسائل العملية ...

* قد يضطر المجاهد في بعض الحالات الحرجة إلى أن لا يخلع حذاءه وثيابه المتلوثة بالدم ولا سيما حال اشتداد المعركة، فهنا لا يجب عليه أن يخلعها بل تصح الصلاة فيها ولا شي‏ء عليه..

*قد يضطر بعض المجاهدين إلى التصرف في أموال الآخرين وممتلكاتهم كالنوم في بيت له مالكون ولكنه فارغ وغير ذلك من الأمثلة فهل يجوز لهم ذلك ومتى؟ .....

يجيب الإمام الخميني على هذا السؤال بأنه إذا اقتضت ضرورة الدفاع عن الحق مثل هذا التصرف، فإنه لا يلزم إجازة المالك .....

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
 
المقالات "العراق بين قمتين"

المقالات القوة تصنع السلام… اليمن أنموذج..!

المقالات صفقة الرياض: كيف باعت واشنطن الجولاني للرياض..وماذا ستفعل قطر ؟!

المقالات اعتراف ترامب..شهادة أمريكية بشجاعة الحوثيين وصلابة اليمنيين..!

المقالات هدنة غير معلنة: اتفاق غير مباشر بين الحوثيين وواشنطن بوساطة عمانية

المقالات “شبح الحرب في جنوب آسيا: هل تقترب الهند وباكستان من مواجهة جديدة؟”

المقالات *إستراتيجية البَقاء والتمدُّد, داعش إنموذجاً*

المقالات أخطر الأشياء على الشيعة..!

المقالات ما هو التمكين..ولماذا الصلاة..وهل الغرب “مُتمكِّن” أم “مُستدرَج ؟!

المقالات خميس الخنجر يبدا حملته الانتخابية المبكرة ....... بالاساءة الى شيعة العراق ؟

المقالات خبر وتعليق.. ترمب: ستسمعون أنباء جيّدة جدّاً عن الشرق الأوسط قريباً..!

المقالات في ذكرى الامام الصادق (ع) من أعظم الحوارات في التأريخ..!

المقالات المواجهة بين الحق كله..وبين الباطل كله..!

المقالات ما السر في شد المقاومين قبضتهم على سلاحهم؟!

المقالات ( يُؤتىٰ الحَذر مِن مَأمَنه )

المقالات الحُقوقُ تُؤخَذ ولا تُعطىٰ

المقالات كِيدوا كيدَكُم

المقالات إسرائيل، ومعضلة السردية الفلسطينية في دول الغرب..

المقالات كيف تقرأ (ايران) فوز (ترامب) برئاسة الولايات المتحدة؟

المقالات دولة اسرائيل الكبرى.. الحلقة الثانية

المقالات كيف نقرأ فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة

المقالات من يحكم اميركا .. أي فردة من الحذاء (اجلكم)

المقالات حَربُ العَقيدة وَعَقيدةُ الحَرب

المقالات سَننتصِر نُقطة، راس سَطر ✋

المقالات ما سر (قلق) الشعب الاميركي من الانتخابات التي ستجري يوم الثلاثاء المقبل؟

المقالات كيف نقرأ فوز محمود المشهداني برئاسة البرلمان؟

المقالات كيف ستنتهي (معركة طوفان الأقصى)

المقالات المؤلف والمخرج والاول والآخر هو الله..!

المقالات ما أخفاه الكيان الإرهابي، يظهر على السطح ...

المقالات وإنكشف المستور...

المقالات ملامح الأنحطاط في الإعلام العربي..!

المقالات مسؤولية الجميع؛ الوعي والتضامن والدعم..!

المقالات واشنطن وتَل أبيب يهاجمان لبنان..أغبياؤنا يشاركون بمهارة..!

المقالات بوتين على خط الصراع، هل تستفيد المقاومة من ذلك..!

المقالات الى شعب المقاومة العزيز...

المقالات أغتيال إسماعيل هنية في طهران، ما هي الرسالة، وكيف الرد..!

المقالات علاقة العراق بالهجوم على لبنان..!

المقالات يوم الغدير يوم مرجعية الأمة..!

المقالات نتنياهو وملك الأردن أنقذونا.. وقبرص لا شأن لنا بالحرب..!

المقالات العراق بين مطرقة الصراع الداخلي السياسي وسندان الاحتلال

المقالات والاخبار المنشورة لاتمثل بالضرورة رأي الشبكة كما إن الشبكة تهيب ببعض ممن يرسلون مشاركاتهم تحري الدقة في النقل ومراعاة جهود الآخرين عند الكتابة

 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم شبكة جنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني