المخاوف من اسلحة الدمار الشامل العراقية خصوصا ماقد أشيع عن الاسلحة البايولوجية و غيرها، ثثبت بالدليل القاطع ان جميع التقارير کانت مفبرکة و مختلقة و تم إعدادها و تهيأتها من أقبية المخابرات الايرانية بمعاونة وجوه عراقية عميلة للنخاع و مستعدة کي تبيع نفسها للشيطان من أجل مصلحتها الخاصة، لکن الغرب و خصوصا الولايات المتحدة سارعت للأخذ بها و التعامل بها بمنتهى الجدية، اما الملف الليبي، والذي تم تسليمه من ألفه الى يائه للغرب فإنه لم يشفع للعقيد القذافي بشئ وانما کان رد الجميل الغربي هذه الفوضى الخلاقة في ليبيا!
دراسة مفصلة تتعلق بنتائج و أبحاث واسعة لعدة أشهر حول المشاريع النووية للنظام الايراني في بحث يضم ١٠٠ صفحة، تم عرضها في ندوة دولية في بروکسل من جانب اللجنة الدولية للبحث عن العدالة(ISJ)، تؤکد بان البرنامج النووي الإيراني طيلة العقدين الماضيين تکون من منظومتين مختلفتين على مايبدو وهما المنظومة المدنية التي تضم منظمة الطاقة الذرية والجامعات وكذلك المنظومة العسكرية التي تشكل الجزء الرئيس للمشروع والوجه السري له. وقد عملت المنظومتان معا بصورة مستمرة ومتزامنة شأنهما شأن دائرتين متداخلتين بمركز واحد حيث كانت المنظومة النووية العسكرية تقع في قلب المشروع النووي العام.
وحسب البحث فان الجزء المعلن لبرنامج طهران النووي كان يؤدي وبصورة ممنهجة الجبهة الظهيرة للمنظومة العسكرية. وفي الحقيقة ان نتائج البحوثات والانجازات وحالات التقدم في الجزء المعلن تصب نحو المنظومة العسكرية، حيث كانت المنظومة الاخيرة والمستخدم النهائي لجميع المكتسبات والتجارب العامة لهذه المنظمة، هو المنظومة الاولية.
هذه الدراسة الهامة و الحساسة التي تم عرضها يوم الخميس المصادف ٢٠/١١/٢٠١٤، وقام بتقييمها ساسة و خبراء غربيون خلصوا الى نتيجة واحدة وهي ان النظام الايراني ماض قدما في مشروعه النووي السري الذي يهدف الى إنتاج القنبلة النووية، والاهم من ذلك ماقاله رئيس اللجنة الدولية للبحث عن العدالة من انه وبالرغم ان الهدف المعلن من قبل الإدارة الاميركية هو الحصول على تطمينات تضمن عدم حصول إيران على إمكانية تصنيع السلاح النووي، غير ان هذا الهدف السامي يبتعد بمساحة شاسعة عن السياسة المتبعة من قبل السيد اوباما. لکن الغريب أن الادارة الامريکية خصوصا و الغرب عموما ومع علمهم الکامل بالخداع و التمويه و الکذب الذي يمارسه هذا النظام لکنهم مع ذلك يستمرون بالتعاطي و التعامل معه و يتجاوزون کل مساوئه و فضائحه التي باتت تزکم الانوف، خصوصا الادوار المشبوهة و بالغة الخبث على صعيد العراق و دول المنطقة و التي تهدف الى تحقيق مشروعهم السياسي ـ الفکري الذي يشکل خطرا و تهديدا جديا على الامن القومي العربي و خصوصا الامن الاجتماعي، مثلما انه يشکل في الوقت نفسه تهديد على السلام و الامن و الاستقرار العالمي، لأن هذا النظام يخفي في جعبته العشرات من السيناريوهات الداعشية و المليشياوية و الحزب اللهية التي تقلب الاوضاع رأسا على عقب.
من الواضح جدا ان الموعد النهائي المحدد في ٢٤/١١/٢٠١٤ للتوقيع على الاتفاق النهائي الذي سيحسم أمر الملف النووي للنظام الايراني، لن يکون بالامکان لأن معظم المؤشرات و مجريات الامور تؤکد على إستحالة الاتفاق مع وفد النظام الذي يسعى بإصرار لإنتزاع موقف من مفاوضيه في فينا يمنح المزيد من الغطاء الشرعي لهذا المشروع المغلف بغطاء مدني، لکن الانکى من کل هذا ان هناك دلائل و مؤشرات و معطيات عديدة تؤکد بإحتمال تحديد موعد نهائي جديد لهذا النظام الذي يعتبر الخطر الاکبر على الامن و الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط و مرکز التطرف الديني و حاضن الارهاب الاکبر في العالم، وبطبيعة الحال فإن هذا الموعد الجديد سيکون موعدا مع المجهول الذي سيصبح معروفا فقط عند تحقيق المشروع النووي الايراني هدفه النهائي بإنتاج القنبلة النووية، غير ان السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: ماسر هذا التساهل و الليونة الدولية في التعامل مع نظام مشبوه من قمة رأسه الى أخمص قدميه؟