في الثلث الاول من عام ٢٠١٣ وصلت العلاقة بين بعض القادة السياسيين التنفيذيين في العراق الى حد الاحتراب والتطاحن والتقاتل انجر على اثر ذلك هذا الخطاب السلبي الى الشارع والى مكونات الشعب العراقي ودخل الارهاب على خط الازمة وتفنن في استباحة الدم العراقي وكان امر وقف هذا النزف وهذا التداعي امرا مهما وواجبا يتحمل مسؤوليته الجميع فكان ان انبرى السيد الحكيم الى تحمل المسؤولية والى القيام بجولات مكوكية بين الفرقاء السياسيين من اجل تقريب وجهات النظر والتوقف عن شحن الشارع العراقي طائفيا اكثر مما هو محترق ومشحون فكان ان انعقد الاجتماع الرمزي في الاول من حزيران من نفس العام بحضور جميع القادة التنفيذيين والسياسيين وعلم الجميع خلالها ان ما يحدث في الشارع العراقي انما هو انعكاس ورجع لصدى الخطاب السياسي التحريضي والطائفي من قبل هذا الطرف او ذاك.
ولان مشاكل العراق تتكاثر وتتوالد ازدادت التحديات ودخل البلد في اخطر ازمة يشهدها منذ سقوط بغداد على يد هولاكو بعد ان تسبب القادة السياسيين والعسكريين في الحكومة السابقة بسبب استهتارهم واستهانتهم بالدم العراقي وعدم تحملهم كامل المسؤولية الى دخول التنظيمات التكفيرية والارهابية"داعش" الى بعض مناطق العراق بفكر دموي متحجر اراق الدماء واستباح الحرمات وهدد المقدسات وشكل تهديدا حقيقيا لجميع مكونات الشعب العراقي دون ان يستثني طرفا واحدا فكان ان قتل الشيعة وغنم اموالهم واستولى على بيوتهم وانعامهم وممتلكاتهم واستباح دماء وحرمات المسيح والايزيدين والتركمان والشبك واذل السنة وقتل شيوخهم وحلل نكاح بناتهم ونسائهم واذاقهم الذل والهوان.
ان تسارع الاحداث وخطورتها الحقيقية جعلت المرجعية تعلن موقفها الحازم الذي اعاد التوازن بعد ان افتت بفتوى الجهاد الكفائي فكانت هذه الفتوى زبر الحديد الذي تمكن فيه داوود من قتل جالوت الدواعش.
ان فتوى المرجع الاعلى غيرت موازين القوى على الارض واعادة ملك سليمان الى اهله،غير ان احداث المنطقة والعالم لم تكن بمعزل عن العراق الجريح فعاش العالم خلال اشهر وايام ارهاصات التجاوز والتعدي على شخصية الرسول الاكرم وعاش على احداث ردات الفعل المشابهة في المعنى للتجاوز والتطاول وحتى هذا الوقت لا زال العراقيين بعيدين عن تحديد حجم الاخطار المحدقة بهم .
ان الاختلاف المذهبي والطائفي في العراق وصل في تباعده الى مديات مخيفة من شانها ان تمزق جسد البلد الواحد ومن اجل وقف هذا النزف فان على الجميع التمسك بخيمة العراق والاعتراف بالتنوع والاختلاف لكن ليس من اجل الخلاف انما من اجل الاحترام والتعايش ومن هنا كانت هذه المنطقة مساحة خصبة للسيد الحكيم لان يعود من جديد وفي توقيت استثنائي وكما هو الحال في كل مرة لان يجمع كل العراقيين تحت خيمة عباءته فكان ان انعقد مؤتمر الحوار بين الاديان والمذاهب في وقت استثنائي.
ان مشاركة الجميع في مؤتمر الحوار بين الاديان اطلق رسالة واضحة الى الارهاب والى المراهنين على وتر الطائفية والاختلاف والفرقة ان ابناء العراق اكثر فطنة وذكاءا وان المشتركات التي توحدهم اكثر من نقاط الخلاف التي تفرقهم.
ان بوصلة الحكيم كانت حكيمة وواقعية في تقدير المخاطر التي تحيط في العراق وكانت حكيمة في تحديد العلاج الذي من شانه ان يقلل مضاعفات هذه المخاطر او اثارها المستقبلية والجانبية.