فمتى ستتغير المعادلة؟
بالحديث عن اي صفقة تجارية نجد ان من اهم أسس النجاح ان تمتلك ثلاث صفات رئيسية اذا ما كانت غايتك النجاح وتلك الصفات هي ( المال ، العقل ، التعامل) وعندما نكتشف بأننا ضمن لعبة تجارية عالمية كبيرة علينا ان نفكر جيداً ماذا نملك من اسس تمكننا من المضي في لعبة الربح والخسارة، ووفقاً لمنطق اضعف الايمان علينا ان نخرج من هذه اللعبة متعادلين
فمؤكد بأننا ليس من بدأ اللعبة ولم نشترك بها بأرادتنا، انما هي فرضت ككثير من الامور التي فرضت علينا..
عالمنا العربي وللاسف افتقر بصورة واضحة للاساس الثاني ( العقل ) وهنا لا اريد ان اتهم الشعوب بقدر مااثبتها على الحكومات ، فلا وجود للتغيير الجذري ولم نرى بيننا مصلحين مثل المهاتير محمد ومهما تغيرت الحكومات والانظمة نجد ان مايتغير بشكل الدولة يتوقف عند رفع سقف امتيازات الحاكم الجديد اما التغيير فأن فخامته سيكون حريصاً على ( حلق شاربه) كبطاقة دخول لعالم المشاهير..
اما التعامل فقد ابدع رؤسائنا في فن الدبلوماسية العالمية فاختاروا بين اثنين لا ثالث لهما، اما خضوع وطاعة عمياء للغرب الطامع او تقاطع على حساب جوع الشعب وتأخره ،وعلينا ان لا نتفاجأ فدولة لا يحكمها عقل سليم لا نتوقع منها تعامل سليم في تحقيق السيادة وفتح باب الحوار مع الجميع وفقاً لقاعدة المصالح المشتركة، وهنا لا ضير من الاشارة الى كثير من الدول التي تتقاطع مع الغرب لكنها لا تقطع جسور التفاهمات وصولاً لتحقيق اهدافها والبقاء هنا للأذكى، فأيران وروسيا والصين والهند وغيرها من الدول الغير خاضعة للغرب نجدها حريصة على تنسيق تعاملاتها و تقويم علاقتها بالغرب الذي تختلف معه فكرياً وجوهرياً..
ولأننا خسرنا الاساس الاخر من اسس نجاح تجارتنا فعلينا ان نتمسك بالسبيل الاخير لدينا وهو المال ، فهل استطاع مالنا تحقيق الربح في اللعبة؟!
البترول والذي يعتبر مصدرنا الاهم للمال الا انه ومنذ اكتشافه في الدول العربية نضج الطموح الغربي بالسيطرة عليه ولأن العالم حينها غادر مشروع الاستعمار انتقل الغرب الى اسلوب اعطاء السلطة المشروطة ( الحكم مقابل النفط) ليصبح البترول العربي وبالاً عليه في مقابل الراحة الغربية، وكلما ازداد الخطر العربي ازداد القمع الغربي لارادة تلك الشعوب وبطرق اقرب للخيال..
فلا يوجد حتى في العصور الحجرية من يذبح ويحرق ويسلب دولته ومعتقده وشعبه ارضاء لرغبة عدوه، فالقلق الغربي من العرب والمسلمين لا يغفل عنه احد، ولكننا جميعاً قد نغفل عن طريقة تعاملهم معه..
حكومات بلا عقل ولا تعامل ولا مال هذه هي الطريقة المثلى لتحقيق رغبة الغرب بتضعيف الدور العربي والاسلامي ونخر قواهم وتشتيت مستقبل شعوبهم، وهذا للاسف مايحصل فلا وجود لتغيير حقيقي نابع من فهم الامور بواقعية واذا ما بقي الحال على وضعه فأننا لا ننتظر مستقبلاً حسناً..كل ما سنفعله هو اكمال تحقيق خطة الغرب في المنطقة وهذا لوحده يكفي ان نشعر بالعار..
عار الذل والخنوع للاجنبي الذي رفضه اجدادنا ، عار احساسنا بلعب الدور الاكبر في تخريب بلداننا، فحكوماتنا تخرب ونحن صامتون ، ونحن نصفق لبطشهم لجرمهم لهدمهم ، ننسى ان هناك عتب سيوجهه لنا احفادنا في يوم ما..نحن لا زلنا نفتخر باجدادنا اما هم فسيشعرون بالخجل منا، نحن لا وقفة ولا كلمة ولا فعل.. نحن لا شيء سوى امواتاً سيبوخنا التأريخ والاحفاد، سنفتقد ترحم احفادنا علينا مثلما سيفتقدون مجد اجدادهم..