صور الدمار في كل مكان يجعلنا نفكر مرة اخرى بالاسباب، خصوصاً وان ذلك الدمار دائماً مايكون حصة المناوئين لاصحاب نظرية العالم الجديد، وهنا اقصد الولايات المتحدة التي تحاول فرض عالم لا نعرف شكله، ولا نعي مميزاته، عالم من خيال، انسلخ من نهج الغرب المتطرف، لنصدقه ونتوق شوقاً لرؤيته...
في كل الازمنة كان عنصر المؤامرة حاضراً، مرةً لأعلان حرب وأخرى للنيل من شخص نافذ، وتطورت نظرية المؤامرة بتطور التكنولوجيا والعقول، لتقدم لمخترعيها العالم على طبق من ذهب، وفي القرن العشرين باتت نظرية المؤامرة الطريق الوحيد لخصم النزاعات، وقد يكون اخرها واهمها حربي الخليج الأولى والثانية وتداعياتها على المنطقة.
كذلك لا يخلو اجتياح افغانستان والعراق وتغيير الأنظمة العربية من تسويق مذهل لنظرية المؤامرة، فكلنا يعلم من صنع المتشددين وصدام والحكام العرب، وكلنا متأكد إن إنتهاء تأريخ صلاحيتهم وتغيير في اسلوب الاستعمار الغربي هو من اوقع بهم، لكن التساؤل الأن، هل داعش واخواتها اسلوب جديد لنظرية المؤامرة؟!
في كل ماذكر، نجد إن الغموض يلف كل بدايات الحروب والتغيير، فمثلما نتسائل مراراً وتكراراً لماذا احتل صدام الكويت؟! علينا ان نتسائل لماذا سقطت الموصل؟!
فالذاكرة كفيلة بتذكيرنا، ان الموصل لم تتعرض لإعتداء دولة اخرى، وانها لم تقاتل اصلاً لتخسر، بل إن اسلوب سقوطها يذكرنا بسقوط الانظمة لحظة الانقلاب، وما كان مجرد اننا نتفاجأ بالبيان رقم واحد ولا نعرف لمن؟!
والمثير للتساؤل ايضاً ردة الفعل الغبية للولايات المتحدة، فعشرات المتخلفين من داعش يصمدون امام اكبر تحالف دولي في التأريخ، ويخسرون امام الحشد الشعبي او حزب الله؟!
مؤكد انها نظرية العالم الجديد، التي اكلناها وشربناها ولا نعلم ماهي، اغرتنا بزخرفتها، ولم نفكر بمدى سميتها، فمثلما رافق السم الرد الامريكي عقب احداث ١١ ايلول المفبركة، سيرافق نفس السم كل ما يجول في الساحة من احداث، خصوصاً بعد اجبارهم على الانسحاب من العراق، وصمود النظام السوري، وانتصار حزب الله، وووجود الملف النووي الايراني، كل هذه تهديدات لسلامة الولايات المتحدة وحلفائهم في المنطقة..
ولأن الوهج الأمريكي_الغربي بدأ يخمد امام هذه المسببات، خرجت امريكا ببعبع حمل علامة( صنع في الولايات المتحدة) اختارت له اسماً يكفل لها التدخل بكل دول المسلمين، داعش اريد له ان يحل محل صدام حسين وبن لادن وغيرهم ليكمل بناء العالم الجديد،وهو نظرية المؤامرة الجديدة التي علينا ان نتقن لعبتها، لحاجتنا لإنتصارات سياسية ودبلوماسية كانتصاراتنا على الأرض.