"ترى تركيا النهرين حوضاً واحداً، ويراهما العراق وسوريا كحوضين.. وترى تركيا فارقاً في تقسيم المياه للنهر الدولي العابر للحدود او الفاصل بينها.. ويرى العراق حقاً تاريخياً مكتسباً، بسبقه الاخرين في استثمار مياههما كموارد طبيعية مشتركة، وباحتلاله المساحة الاكبر في حوضهما، لذلك سمي بلاد الرافدين. فالمفاوضات لم تتوقف، وللكل حججه منذ انهارت الدولتان العثمانية والقاجارية، دون نتائج بناءة.. والمتضرر الرئيس العراق. فاليد العليا لدول المنبع.. وتتلقى دولة المصب النتائج كماً ونوعاً.. ومفاوضات الشكوى والقانون الدولي لها افق محدود. كذلك الحلول الحربية والتصادمية. مما لا يترك لمن يفتش عن حل -وليس عن ملف يتحجج به- من تحريك المصالح والمشتركات والحقوق المتبادلة. وهذا يتطلب تغيير السياسة والثقافة التي زرعتها الخصومة والشحن الاجنبي والمفاهيم الخاطئة. نقترح: • عدم ترك الاخرين يبادرون لنتلقى النتائج.. بل التفاوض ابتداءاً للاستثمار في بلدان المنبع والمجرى، فيما يتعلق بالتحلية وخزن المياه لدرء الفيضانات ومنع الهدر، لضمان حصتنا.. اما مشاريع الضرر الكلي، فلا يكفي الاستنكار وتوتر العلاقات.. فلابد من استثمار الصداقات والمحفزات وتقديم حلول اكثر فائدة للبلد الجار للتخلي عنها او لتحويرها بما يخدم البلدين. • لن يتخلى الاخرون عن مشاريعهم وهم يروننا نقتل مياهنا ونهدرها بالطرق القديمة.. عندها سيخسر العراق ملفه القانوني والتاريخي. لن يُقبل منا المطالبة بحصصنا مع هذا الاهمال ومهما كانت الاسباب، فهذا بالضد تماماً من حجتنا الاقوى، ان الرافدين مصدر الحياة عندنا. • ان نشجيع البيئة التكاملية الاستثمارية المشتركة لدول حوض الرافدين ومنها الخليجية، وليس الدول المتشاطئة فقط.. فمصلحتنا تعاون –وليس خصومة- دول الحوض.. خصوصاً والعراق يحتل نصف مساحته البالغة ٩٤٧كم٢، لتتقاسم الباقي ايران(١٧٥كم٢) وتركيا(١٧٤كم٢) وسوريا(٩٦كم٢) والسعودية (٧٧كم٢). فاي ربط بين النفط والاموال والارض والمشاريع والمياه والموانيء والاسواق محصلته فوائد اعلى واضرار اقل. فتشجع استثمارات دول المنبع في الزراعة والصناعة والسياحية وغيرها في دول المصب والخليج العطشى.. وتصبح للاخيرة استثمارات في الطاقة والخزانات ومختلف المشاريع في دول المنبع، لتتشابك المصالح والفوائد والتحديات في "زواج كاثوليكي" يصعب الطلاق فيه. فعودة الوحدة القاعدية لمشتركات المنطقة -التي كانت فاعلة يوماً رغم الخلافات الفوقية- باتت حلماً يمكنه ان يجعل المياه عنصر سلام وتقدم للجميع.. وليس عنصر حرب وخصومة.. ليخسر العراق في كل الاحوال."