فهي إذن مسؤولية ورسالة جسيمة قبل أن تكون موهبة ذاتية أو خبرة ومهارة صقلتها التجربة والممارسة مجالها القدرة على التأثير بالآخرين واستثمار طاقاتهم وصولا لتحقيق الأهداف وتحقيق الإرادة الإلهية . وإذا كان التاريخ قد انحنى وجلاً ليسجل على سفره الخالد بأحرف من نور ذكر الامام الحسين (ع) وثورته التي أشعلت بقبسات أنارت الأمل في نفوس المظلومين والمسحوقين بقرب فجر الخلاص من الطغاة المفسدين مهما استطال أمدهم واستطار شرهم، فان ذلك ينبغي أن يقدح في ذهن الباحثين عن الحقيقة، الجوهر البراق لرسالة إنسانية أخرى لا تقل أهمية ووهجا عن الرسالة الأولى سجلها الامام الحسين (ع) في سفر التاريخ بسيرته العطرة في مجال القيادة، إذ لا وجود لثورة من غير قائد، وثورة بهذا الحجم والمقياس التاريخي الفذ لابد لها من قيادة شخصت فيها أسمى صفات القيادة في أبهى صورها. كيف لا وهي القيادة التي تجذرت أصولها واستمدت أحكامها ومنطلقاتها من منبع الفيض الإلهي المقدس والدوحة المحمدية المطهرة وتراه يخبرنا بهذه الحقيقة. فاستلهم الإمام عليه السلام مقاصد الرسالة النورانية للقرآن لإرساء دعائم الأساس المقدس لقيادته على قاعدة رصينة من الحق المنبثق من الإيمان المطلق بوجوب النهوض بمتطلبات الدور الرسالي الذي شرع به النبي المصطفى (ص) ليتحدد في ملكوت ذلك، المدى الذي انطلقت منه وسارت عليه رسالته السامية في ترسيخ دعائم الحكم الإلهي الشرعي في مواجهة الانتكاسة التي مني بها المجتمع المسلم في ظل الحكم الأموي. ومن ينبوع ذلك الفيض الإلهي المقدس يرتسم مجال الهدف السامي لتلك المنطلقات الحسينية المطهرة في الإصلاح كما تجلى ذلك في الوصية التي خطها الامام الحسين (ع) واليوم حفيد الامام السيد محسن الحكيم ( قدس ) يطلق الهتافات يالثارات الحسين وهو يصلي في ارض المعركة . مخاطبا الاخرين سوف تكون لنا صولة كصولة عمنا العباس (ع) ويجب ان يسحق الارهاب وتقلع جذوره من هذا الوطن . و المواطن يجب أن يشعر بالأمان والاستقرار وتحرير ارضنا المقدسة من التكفرين .