حين حاول الرئيس المصري السابق أنور السادات استرضاء الكاتب المعروف محمد حسين هيكل بتنصيبه مستشارا للرئيس قامت قيامة غضب هيكل الذي اعتبر أبعاده عن (الأهرام) لايمكن أن يعدله أو يخفف من وطأته استرضاء من أي نوع ،هيكل كان قلما يكتب وفكرا ينتقد ومواطنا يعشق بلده لهذا رفض أغراء المنصب…

لايختلف ولايشك اثنان من ابناء شعبنا بأن العمل السياسي في العراق صعب جدا والاصعب هو المسؤولية المناطة والامانة الشرعية التي زحف اليها الشعب الصابر المسكين ليدلو بدلوه اثناء الانتخابات معرٌضا حياته ومستقبل عائلته الى الضياع اثناء موجة التحديدات والتفجيرات من اجل قطف ثمار الحياة…

خِلال العَشر سَنواتٍ المَاضية, لم تَتشكل حُكومة وَطنية قادرة على إدارة العراق من الجَنوب الى الشِمال ومِن الغَربِ الى الشَرق ,والجِهات التي إبتعدت عن النَفس الطائفي, للأسف لم تتَمكن من الإشتراك بالحُكومة الحالية وتم تهميشها وشن حرب إعلامية ضدها أحياناً بدافع التسقيط السياسي ليس إلا, كثيرةٌ تلك الدعوات التي حَثت السِياسيين والأحزاب السِياسية بكُلِ إنتمائهم الى الجُلوس حَول الطاولة المُستديرة ونبذ العُنف واللجوءِ الى الحِوار كِمدخل لتصفير الأزمات ومن ثم الأتفاق على آلية مُشتركة لتشكيل حُكومةِ شَراكةٍ وطنية تَنال القُبول مِن جميع فِئات الشَعب العراقي وبالتالي تَنعكس نتائج هذه الاتفاقيات على الشارع العراقي بِصورة عامة.

معادلة غريبة من نوعها يتحملها العراقيين الذين يعيشون تحت خط الفقر فأرضهم التي تنبع بالخيرات والموارد الهائلة التي بأمكانها جعل كل مواطن عراقي ملك زمانه باتت للصوص والمرتزقة تمرح بها ما تشاء , ربما هذا قدر العراقيين عندما تكون خيراتهم لسراقهم .

انني من هواة "علم الترقب". كتبت هذا التوقع وتقويم الموقف في يوم الصمت الانتخابي اي مساء الجمعة.

ان اغتيال العلماء و الدكاترة و الأطباء العراقيين يكشف عن معملية وأد العقول العراقية التي بدأت في اليوم الثاني لسقوط بغداد، تتوزّع بين اطراف ثلاث :

إن الديمقراطية، والحرية ارث كبير لدى معظم شعوب العالم منذ خلق الله البشرية إلى يومنا هذا، والتي غرس ركائزها وشاع ثقافتها هو الانسان الذي يؤمن بهاء، ويطبق بنودها، ويعمل ضمن مرتكزاتها.

نعي كتبه القابعون تحت خط الفقر بعد مرض عضال, وجراحة ترقيعية فاشلة, توفيت في ردهة (العملية السياسية) السيدة البطاقة التموينية, حرم صاحب المآسي الحصار الظالم, ووالدة (٣٠) مليون عراقي, نصفهم يسكنون تحت خط الفقر, بعد عمر ناهز (٢٣) عاما, وستوارى مفرداتها النسيان في مخازن وزارة التجارة,…

هل يمكن أن يكون الاقتتال أو الاغتيالات مثلاً جزءاً من المصلحة الوطنية؟ هل الفوضى وعدم وجود دولة جزء مكمل لهذه المصلحة، وهل الوضع المتدهور اقتصاديا مصلحة وطنية ؟, وهل زيادة البطالة والفقر والجوع مصلحة وطنية ؟, وهل تفجير أنابيب الغاز وقطع التيار الكهربائي مصلحة وطنية ؟,وهل الانفصال…

أتفاق لحل سلمي في سوريا, أبعد شبح الحرب..بالتأكيد إن دمشق ستعطي الكثير, بيد أنها تأخذ الكثير أيضاً, فهي معادلة (الأرض والسلاح)..