تظاهر عدد من المزارعين في محافظة البصرة، الأحد، أمام مقر الحكومة المحلية احتجاجاً على استمرار استيراد الطماطم من دول الجوار، متوعدين بمنع الشاحنات التي تنقل الطماطم الإيرانية والكويتية من الوصول إلى الأسواق المحلية، فيما أعربت مديرية الزراعة عن تضامنها معهم.
وقال مدير جمعية الكرامة الفلاحية خليل إسماعيل داغر في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "التظاهرة جاءت احتجاجاً على الاستمرار بسماح استيراد الطماطم خلال فصل الشتاء، ورغم قرار وزارة الزراعة والوعود التي قطعتها مسبقاً الحكومة المحلية بشأن حظر استيرادها، إلا أن المستورد منها يملئ أسواق البصرة"، مبيناً أن "أصحاب المزارع تكبدوا خسائر مالية فادحة بسبب استيراد الطماطم بكميات كبيرة".
واعتبر داغر أن "إيران والكويت تضاعفان في فصل الشتاء من ضخ كميات الطماطم التي تصدرانها للعراق، رغم علمهما بأن مزارع البصرة قادرة على تغطية الاستهلاك الوطني خلال الموسم الشتوي"، مشدداً على أن "المزارعين سيضطرون، في حال عدم استجابة الحكومة لمطلبهم، إلى تشكيل لجان من أعضاء الجمعيات الفلاحية، تتولى منع الشاحنات التي تنقل الطماطم المستوردة من إيران والكويت من الوصول إلى الأسواق المحلية".
من جانبه، أوضح المزارع سلمان فرهود الصالحي في حديث لـ"السومرية نيوز"، بأن "التظاهرة التي نظمتها الجمعيات الفلاحية، تضمنت عرض بضعة أطنان من الطماطم، التي أوشكت على التلف، بعد أن فشلت محاولات تسويقها، وذلك لإطلاع المسؤولين على الخسائر التي نتكبدها"، موضحاً أن "صندوق الطماطم، الذي تبلغ كلفة إنتاجه ١٨ ألف دينار، يضطر المزارعون لبيعه بأقل من ثمانية آلاف، لأن الطماطم المستوردة تباع بأسعار رخيصة كونها مدعومة من الدول المصدرة لها".
وشدد الصالحي على أن "المزارعين يطالبون بوقف فوري لاستيراد الطماطم، لأنهم فقدوا القدرة على تسويق محصولهم"، معتبراً أن "قرارات حضر استيراد الطماطم في المواسم السابقة لم تطبق، لأن المستوردين تحايلوا على الإجراءات الأمنية في المنافذ الحدودية، بوضعهم صناديق الطماطم أسفل صناديق معبأة بأنواع أخرى من الفواكه"، بحسب قوله.
ودعا الصالحي الحكومة المحلية إلى "إبلاغ المزارعين بشكل مسبق قبل حلول الشتاء، في حال إذا كانت لا تريد منع استيراد الطماطم، حتى يتسنى لنا التخلي عن مهنة الزراعة ونحول أراضينا إلى مقالع للحصى ومعامل للطابوق".
من جهته، أعرب مدير مديرية الزراعة في البصرة عامر سلمان عن تضامنه مع المتظاهرين قائلاً في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "العراق يتمتع باكتفاء ذاتي من محصول الطماطم على مدار السنة، ومزارع البصرة تغطي حاجة البلد بالكامل خلال فصل الشتاء، لكن عدم ضبط المنافذ الحدودية أدى إلى إغراق الأسواق بالطماطم المستوردة حتى في مواسم تسويقها محلياً"، لافتا إلى أن "المشكلة لا تقتصر على الطماطم وإنما هناك محاصيل زراعة أخرى يحظر استيرادها وفقاً لقانون الحجر الزراعي ومنها فاكهة جوز الهند لكنها تستورد بكميات كبيرة عبر المنافذ الحدودية".
ودعا مدير زراعة المحافظة الحكومة العراقية إلى "الإسراع بمنع استيراد الطماطم لإنقاذ المزارعين من تكبد خسائر إضافية، قد تدفع بالمزيد منهم إلى ترك هذه المهنة".
يذكر أن محافظة البصرة، نحو ٥٩٠ كم جنوب بغداد، توجد فيها أربعة آلاف مزرعة للطماطم معظمها تقع في قضاء الزبير، نحو ٢٠ كم غرب مدينة البصرة، وتعد نواحي صفوان وأم قصر وخور الزبير من أشهر مناطق زراعة الطماطم في العراق رغم بيئتها الصحراوية، ويعمل في تلك المزارع ما لا يقل عن سبعة آلاف مواطن، وتتصدر البصرة المحافظات العراقية الأخرى بإنتاج محصول الطماطم خلال فصل الشتاء، حيث يتراوح إنتاجها الموسمي مابين ٣٥٠ إلى ٥٠٠ ألف طن، بعد أن كان أكثر من ٦٥٠ ألف طن قبل عام ٢٠٠٣.