وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم بعدها قدم سماحته احر التعازي والمواساة الى العالم الاسلامي وجميع المظلومين والمحرومين والامام صاحب العصر والزمان (عج) . ومراجع الدين العظام بذكرى رحيل منقذ البشرية الرسول محمد (ص) . والتي تزامنت معها ذكرى استشهاد الامام الرضا (ع) .
فوجودهم رحمة للبشرية والله سبحانه وتعالى اختارهم بان يكونوا رحمة للبشرية ولكن الصفة التي اعطاها الله تعالى الى الرسول الاكرم (ص) . وخصه بها هي الرحمة ووجوده المبارك الذي ينزل الرحمة وكل الانبياء جاءوا باهداف مقدسة وسامية وقد ضحوا من اجل هذه الاهداف السامية الا وهي التوحيد وعبادة الواحد الاحد زمعرفة الله سبحانه وتعالى وان يعرفوا البشرية وحدانية الله تعالى واعلان التوحيد اما الامر الاخر انهم جاءوا من اجل انقاذ المستضعفين والمحرومين من مخالب المتجبرين والطواغيت وقد جاءوا من اجل تحقيق العدالة والمساواة واحقاق الحق وضحوا من اجل هذا الهدف وجاءوا من اجل تحقيق الاصلاح الاجتماعي والسياسي والاخلاقي والعبادي وقد نادوا به الانبياء على مختلف الازمان والدهور فمن آدم الى الخاتم كان ندائهم واحد فهدفهم تحقيق العدل والاصلاح واحقاق الحقوق ونصرة المستضعفين فقد جاءوا وضحوا وجاهدوا من اجل هذه الاهداف السامية .
وكل الانبياء لم يكتفوا فقد بالهداية بل استخدموا الحديد ضد المتغطرسين متحدثاً عن قصة النبي ابراهيم (ع) . والنبي موسى (ع) . مستشهداً بها في حديثه على الثوراة ضد الظلم والظالمين والمتغطرسين ، فالرسول الاكرم (ص) . كان معه الكتاب ولكنه حمل السيف بوجه الجبابرة والمتغطرسين وذلك كله كان لنفسه الاهداف ، كما وضح سماحته ان الله سبحانه وتعالى اختار الانبياء من وسط المستضعفين والحفاة ليدافعوا عنهم ويطالبوا بحقوقهم ولم يختار احد من المتنمرين ليدافع عن المظلومين وقد استطاعوا ان ينتصروا باذن الله تعالى . فدعوتهم كانت عدل ، مساواة ، احقاق الحق ، الوقوف بوجه الباطل ، ومحاربة الظلم والظلمة ففي كل عهد عندما ينتشر الظلم والفساد . فان الله سبحانه وتعالى ينتخب من بين المستضعفين ليكونوا مدافعين ومطالبين بحقوقهم ونحن اليوم بامس الحاجة الى المصلحين لاننا في وقت انتشر فيه الظلم والفساد ونحن بذلك في امس الحاجة الى انتخاب المصلحين والمدافعين عن حقوق الفقراء والمستضعفين والحفاة فعندما تعيش الامة او الشعب في الظلم والفساد وتمارس بحقها انواع المظلوميات حينها يظهر من هو مدافع ومطالب بحقوقهم . كما دعا سماحته المؤمنين جميعاً بان يطلعوا على سيرة المصلحين وعلى راسهم الرسول الاكرم (ص) . لمعرفة من هو المصلح وكيف اصلح ومن ماذا اصلح وكيف انتصر بارادة الامة وارادة الشعوب .
اما في خطبته الثانية : فقد بدءها ايضاً بتلاوة آية مباركة من الذكر الحكيم والتي تنص على من يطلق العهود والوعود ويرفع الشعارات والتي تعني بقوله تعالى تقولون ما لاتفعلون . فعندما ينتشر الكذب والخداع والنفاق والدجل من قبل الانسان الذي يعتبر عادل بنظر الناس فهذا ينتقد من قبل الشعب فكيف بنا اننا نرى الكذب والدجل والنفاق على مستوى قائد سياسي يطلق الوعود الكاذبة ويمارس الدجل والنفاق ويقول ما لا يفعل ونحن اليوم نرى الوعود الكاذبة والخداع والدجل والكذب على الشعب من قبل القادة السياسيين فمن اين ندير وجوهنا نجد هناك كذب على جميع المستويات ، نجد الرئيس يكذب والنائب يكذب والمدير يكذب والمسؤول يكذب والجميع يطلق الوعود والشعارات الكاذبة والمواطن الفقير يصدق وهذا ما مورس مع الشعب العراقي على مستوى السنين التي مضت ، فاليوم الشعب ابتلي ببعض من القادة والمسؤولين الذين ملؤا الشاشة بشعارات لاصدق لها ووعود كاذبة ، فالعراق ليس بحاجة الى وعود وشعارات بل يريد الوضوح والصراحة والصدق وان يكون صادق مع نفسه ومع شعبه لان الشعب يحترمه حتى وان لم يفعل شيء ولكنه يجب ان يكون صادق حتى يحترمه الشعب وهذا موجود بالفطرة لان الانسان الصادق يكون محترم من الجميع .
متسائلاً سماحته كم من الشعارات رفعها السياسيون ونكلوها والشعب لايريد اكثر من حقه لانه ضحى وصبر في السجون والمعتقلات والشهداء والارواح فالشعب يريد وفاء وصدق ومجازاة لما صبر عليه فهو لايريد غير الامن وتوفير لقمة العيش ( البطاقة التموينية ) . وتوفير الخدمات وهذه الكهرباء التي كم وكم كذبوا بها علينا بوعودهم الفارغة والكاذبة فهذه الكويت عندما اجتاحها النظام السابق وتلك لبنان بعد التدمير قد عادت بها الكهرباء كما كانت ونحن ثمان سنوات وما زلنا نعاني .
وكذا البطاقة التموينية ومفرداتها التي انعدمت وواقعنا الخدمي حيث نرى شوارعنا غارقة في مياه الامطار والمزابل وغيرها . كما انتقد بعض المسؤولين الذين يعلقون فشل اداراتهم على غيرهم ويتهمونهم من خلال تصريحاتهم التي يعلقون اي فشل عليها . مؤكداً على ان الشارع اليوم يرى ويعرف ويعي ما يحصل من حوله . كما تطرق ايضاً الى الازمة الجديدة التي خلقت بارتباط الهيئات المستقلة برئاسة الوزراء .
متسائلاً كيف تكون هيئات مستقلة ان كانت مقيدة او تنتمي او ترتبط الى جهة معينة . والغريب في الامر ان هناك من يصرح ويقول ان العملية سوف تنهار اذا استبدلت المحكمة الاتحادية قرارها القاضي بربط الهيئات المستقلة !!! . وكذا مجلس السياسات الستراتيجية والازمة الجديدة التي خلقوها والتهديدات بانهيار العملية السياسية التي اصبحت لهجة لكل من يريد ان يصرح والغريب ان هذه التصريحات تاتي على لسان قادة كبار !!.
محملاً مجلس النواب مسؤولية ما يحصل لان الشعب انتخبهم ووضع ثقته بهم وعليهم ان يكونوا على قدر المسؤولية قبل ان تقع الواقعة وحينها لاينفع الندم لان رياح التغيير قد هبت وصرخة المظلومين لايقف بوجهها اي حاكم واي مسؤول مستشهداً بما حصل في تونس ومصر التي مازال الحاكم متمسك بكرسيه وانتقلت الى اليمن وسوف تنتقل الى الجزائر والسودان وتنتقل الى اي بلد يمارس فيه الظلم والاستبداد ويعاني شعبه من الجوع والحرمان والاضطهاد . ولا بد لثورة الجياع والمظلومين ان تنفجر وهذه رسالة تبعث لكل الحكام والمسؤولين واليوم تنطلق في بعض مناطقنا ثورات شبيهة بتلك بعد ان ياسوا من الخدمات ومن مفردات البطاقة التموينية والبطالة الواسعة والاستحواذ من قبل السلطات على التعيينات التي حرم منها ابناء الشعب واعطيت الى ابناء واقرباء المسؤولين . وهذا هو من حق المواطن ان يعبر عن مظلوميته ويطالب بحقوقه وعندما خرجت تظاهرات يوم امس في قضاء الحمزة ما خرجت الا عندما شعرت بالمضلومية الحقيقية وحرمانهم من ابسط حقوقهم وهم معروفين بولائهم للمرجعية ووقفهم مع العملية السياسية ولكنهم لم يتلقوا الا العنف والمواجهة بالرصاص . متسائلاً هل ان الاعزل يواجه بالرصاص ؟.
او يواجه بالخيانة او التحزب او الجهوية او الانتماء . فمتى يستطيع المواطن ان يطالب بحقه ولا ترشقوه بالاتهامات ؟. وانتم تدعون الحرية والديمقراطية !!!. متى تكفون عن اتهام الابرياء والمواطنين وتوجيه التهم الى جهات واحزاب وغيرها ممن تحاولون ان تلقون اللوم عليهم ؟. مطالباً سماحته بتشكيل لجان تحقيقية في حادث تظاهرة قضاء الحمزة التي كانت ردة فعل طبيعة يجب ان يتوقعها من يكذب ومن يخادع شعبه ويرفع الشعارات الفارغة . دون ان ينظر الى حال الشعب حيث الفقر والمعاناة والبطالة والرواتب التقاعدية التي لاتتجاوز المئتي الف دينار وفي المقابل المسؤول ينعم بالخدمات وينعم بالرواتب المليونية وتعيين الاقارب والابناء ولا يرى ما يحصل ولم يشعر بما يعانيه الشعب وما قد اثقل كاهله .
وفي نهاية خطبته دعى سماحته المسؤولين الذين تبوؤا مواقع المسؤولية وجلسوا على كراسيهم بان كراسيهم هي ملك للشعب وعليهم ان ينظروا الى شعبهم الذي انتخبهم معبراً عن رفضه لاي اعمال فوضوية واعمال عنف بل يجب ان يكون الاعتراض بطرق سلمية ومقبولة مطالباً في الوقت نفسه بتوفير الامن والخدمات ومفردات البطاقة التموينية لهذا الشعب المسكين والجائع والمحروم .