وقال الساعدي لوكالة {الفرات نيوز} ان " اسباب التدهور الامني عديدة منها وجود عناصر دخيلة على المؤسسة الامنية لاتؤمن باستقرار العراق وحياة المواطنين وحقهم بان يعيشوا امنين في بلادهم، اضافة الى وجود عناصر من حزب البعث لاتؤمن بالعراق الجديد ومتطلبات حقوق الانسان والازدهار والاعمار لارتباطها باجندات خارجية ".
واضاف ان " الافتقار الى الاستراتيجية الامنية واستراتيجية مكافحة الارهاب، اضافة الى الفساد المستشري في المؤسسة الامنية والخلل الكبير في اختيار القيادات وعدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب كذلك الهبات والعطايا الكثيرة من امتيازات وقطع اراضي ومرتبات عالية دون ان يكون مقابل ذلك حساب ومساءلة فالغدق عليهم بعطايا {القائد الفذ} في الترفيع والترقية دون ان يكون هناك سلم صحيح للترفيع في الدرجات والرتب الامنية والعسكرية جميع هذه الامور تؤدي الى افساد المنظومة العسكرية ".
وتابع الساعدي ان " في ظل النظام السابق وبكل ماكان يحمله من عتو وطغيان لم يكن في الجيش العراقي اكثر من عشرة اشخاص برتبة فريق، بينما الان نجد ان لدينا على مدى عشرة سنوات اكثر من ستين شخصا يحملون هذه الرتبة وهذه الحقيقة مرة لايمكن معها بناء مؤسسة عسكرية وجيش حرفي "، داعيا الجيش العراقي والقادة والمسؤولين على الملف الامني الى " النظر الى المهنية والحرفية التي يتميز بها الجيش المصري ".
ويشهد الوضع الامني في البلاد تدهورا كبيرا جراء الخروقات المستمرة التي تطال اغلب مناطق العاصمة بغداد وعدد من المحافظات اسفرت عن استشهاد واصابة المئات من المواطنين الابرياء.
واعلنت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" امس الخميس عن استشهاد ١,٠٥٧ شخصاً وإصابة ٢,٣٢٦ آخرين جراء أعمال العنف والإرهاب التي وقعت خلال شهر تموز الماضي، مشيرة الى انها لم تشهد مثل هذه الأعداد منذ أكثر من خمس سنوات عندما بدأ سعير الصراع الطائفي الأعمى يخبو أخيراً، بعد أن أحدث جراحاً غائرة في جسد هذا البلد، داعية القادة السياسيين في العراق، إلى التحرك لاتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لوقف سفك الدماء الذي لا معنى له، والحيلولة دون عودة تلك الأيام المظلمة إلى البلاد.
وكان ممثل الامين العام للامم المتحدة في البلاد مارتن كوبلر قد اوضح في وقت سابق عقب زيارة قام بها الى محافظة النجف الاشرف ولقاء المرجع الاعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني ، ان المرجعية الدينية ابدت قلقها ازاء ما يحدث اكثر من اي وقت في العراق.