حصلت مصادر اعلامية عراقية على صورة من مذكرة القبض الصادرة من محكمة تحقيق الرصافة الاولى بحق (احمد جبار عناد) المعروف بـ (احمد الابيض) المستشار في هيئة الاعلام والاتصالات المتهم الوحيد في قضية محاولة اغتيال الاعلامي العراقي المعروف عماد العبادي الذي تعرض لها في الثالث والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر عام ٢٠٠٩ .
وبحسب مصادر قضائية وسياسية فان التحقيقات التي جرت منذ تعرض العبادي لمحاولة الاغتيال وحتى صدور مذكرة القاء القبض في ١٢ كانون الثاني ٢٠١١ ، قادت الى اتهام المستشار احمد الابيض.
لكن جهاز الشرطة لم ينفذ الامر حتى ساعة اعداد التقرير، اذ علمت وكالة اور من مصادر امنية عليمة، ان اية مذكرة قبض او اعتقال لا يمكن تنفيذها من دون الحصول على اذن من قيادة عمليات بغداد، وهذا الاذن واجب التجديد كل ١٢ ساعة، مشيرة الى ان هذا الروتين في التعاطي مع قضايا الفساد والاغتيال وغيرها من القضايا يمنح المتهم الصادرة بحق هكذا مذكرات من الهروب او الاختفاء.
وزعمت المصادر ان هناك ضغوط شديدة على القضاء العراقي من قبل عدد من المسؤولين الحكوميين والأمنيين بهدف تمييع القضية وحماية (المستشار الابيض) من الملاحقة القضائية وقالت المصادر العليمة ان الابيض يتمتع بشبكة علاقات وصلات واسعة بالسياسيين والقوى المتنفذة على امتداد المشهد السياسي العراقي، من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، ربما تكون اسهمت في اعاقة تنفيذ مذكرة القبض الصادرة من المحكمة.
وتعتقد المصادر ان جلب المستشار الابيض للتحقيق معه، قد يكشف الجهة التي تقف وراء محاولة اغتيال الاعلامي عماد العبادي المعروف بمواقفه المناهضة للفساد، من خلال كتاباته وبرامجه التي كان يقدمها عبر الديار او البغدادية لاحقاً، كما تصدى عماد العبادي ايضا لما يسميها المؤسسات غير الدستورية المثيرة للجدل حتى هذه الحظة، كقيادة عمليات بغداد وجهاز مكافحة الارهاب ولواء بغداد، وهذه كلها ترتبط بمكتب رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي.
وبالعودة الى محاولة اغتيال عماد العبادي، فان العملية تمت امام منزل المستشار احمد الابيض في منطقة العرصات وسط بغداد، وهي منطقة محمية امنياً بالكامل. وبحسب مقربين من الاعلامي عماد العبادي، فان الاخير تلقى اتصالا هاتفياً في السابعة من مساء الثالث والعشرين من تشرين الثاني ٢٠٠٩ من المستشار احمد الابيض، يسأله اسداء خدمة له لدى احد الوزراء، بحكم صلة العبادي به، ويطلب منه الحضور الى منزله لاستلام الطلب منه.
وقالت المصادر المقربة من العبادي، ان العبادي طلب من الابيض القدوم اليه، لكن الابيض تذرع وطلب من العبادي الحضور الى منزله، لاسيما وان الاثنين (العبادي والابيض) يقطنان في العرصات ولا يبعد منزليهما عن بعض سوى كيلومترا او اكثر بقليل.
وتوضح المصادر انه وبمجرد وصول العبادي بسيارته امام منزل الابيض، انحنى ليلتقط جهاز الموبايل، كي يخرج اليه الابيض، حتى انهالت عليه اربع رصاصات اصابت واحدة رأسه، لكنه انسحب بسرعة فائقة وقاد سيارته باتجاه جسر الجمهورية ومن ثم الى قناة الديار في الصالحية بالرغم من كثرة الحواجز ونقاط التفتيش التي مر بها العبادي وهو غارق بدمائه، الا ان احداً لم يهب لنجدته او اسعافه.