وكان رئيس البرلمان، أسامة النجيفي، تحدى الأحد، تنظيم القاعدة. وقال في تصريح صحفي، إنه "سيعقد جلسةً يوم الاثنين، على الرغم من تلقي الاجهزة الأمنية معلومات شبه مؤكدة باستهداف البرلمان".
لكن رئاسة البرلمان قررت، مساء الأحد، منح إجازة لجميع موظفي المؤسسة التشريعية، حفاظاً على سلامتهم.
وقال موظفون في البرلمان، إنَّ عدداً منهم تلقى رسائل نصيّة (SMS) منتصف ليلة الأحد، تطلب منهم "عدم الحضور لمبنى المجلس النيابي، لدواعٍ أمنيّة".
وعطّلت الرئاسة أعمال المجلس، لحين زوال الخطر، كما يقول موظف برلماني رفيع، لـ"العالم".
وأوضح الموظف أنَّ "مكاتب البرلمان شبه خاليّة، سوى انتشار رجال الأمن، وعناصر الاستخبارات".
بدوره، قال مصدرٌ برلماني، إنَّ "كتاباً سريّاً صدر من جهة أمنيّةٍ عُليا وصل، السبت، إلى رئاسة المجلس يؤكد وجود نية لدى تنظيم القاعدة استهداف مبنى البرلمان خلال الأيام القليلة المقبلة".
وأضاف المصدر أنَّ "الكتاب شدد على ضرورة اتخاذ التدابير الأمنيّة اللازمة لحماية النواب وموظفي المجلس"، مشيراً إلى أنَّ "الرئاسة قررت، بعد مطالعة نص الكتاب الأمني تأجيل الجلسة، التي كان من المُقررِ عقدَها أمس الاثنين".
لكنَّ موظفين في مبنى الامانة العامة لمجلس الوزراء، الذي يبعد عن مبنى البرلمان نحو ٥٠٠ متر، حضرواً، صباح الاثنين، إلى مكاتبِهم، في يوم عمل اعتيادي، بحسب مؤيد راسم، مرافق أحد المستشارين في الامانة العامة.
ويقع مبنى البرلمان بالقرب من طريق القادسية السريع، قبالة فندق الرشيد، وسط بغداد، بينما يفصله عن مبنى الامانة العامة لمجلس الوزراء، حديقة وملحق بناء صغير.
وكان محمد الخالدي، مقرر البرلمان، نقل عن النجيفي، في وقتٍ سابق، إنَّ "تهديدات القاعدة لا تعني شيئاً، وسنستمر بعقد جلسات البرلمان في موعدها المحدد".
واعلنت وزارة الداخلية، مطلع آب (أغسطس)، عن وجود معلومات باستهداف المنطقة الخضراء والسفارة الأميركيّة في العراق.
خارج المنطقة الخضراء، فرضت الاجهزة الأمنيّة إجراءاتٍ مشددة، خلّفت طوابير من العجلات في الشوارع الرئيسة لجانبي الكرخ والرصافة، بينما عبرت السيارات جسري الجمهورية والسنك بصعوبة.
وشاركَ عناصرٌ من جهاز الاستخبارات، بلباس مدني، في عمليات التفتيش. وشنّت دوريات المرور حملةَ تدقيق على أوراق العجلات.
وقال ضابطُ دورية، إن "معلومات عن استهداف المنطقة الخضراء، دفعت ضباط الدوريات إلى تدقيق الأوراق الرسمية لكل العجلات التي تمر عبر نقاط التفتيش".
وتذمر مواطنون من الزحام الشديد، الذي رافق الإجراءات الأمنية المشددة في العاصمة بغداد، خصوصاً في المناطق القريبة من محيط المنطقة الخضراء.
وقال حسين علوان (٣٤ عاماً)، أحد سكان منطقة الصالحية، لـ"العالم"، إنَّه "لو كانت هذه الاجراءات تساعد في وقف قتل العراقيين ووقف نزيف الدم فلا مانع إطلاقاً لها، لكن الانفجارات تتواصل كلَّ مرة".
وتابع علوان، وهو ينتظر عند مدخل نقطة تفتيش في المنطقة "سيأتي دوري في التفتيش، وسيسألني الجندي عما إذا كنت احمل سلاحاً.. سأقول له لا بالطبع (...) بهذه الطريقة لن نحقق الأمن".
وأكد ضابط في شرطة المرور، يقوم بتنظيم السير، بينما طوابير السيارات تحاصر ساحة التحرير، وسط بغداد، أن "الزحام يصل إلى نحو خمسِ ساعات، بسبب نقاط التفتيش"، مضيفاً أن العديد من الموظفين يضطرون العودة إلى منازلهم بسبب قضائهم وقتاً طويلاً عند نقاط التفتيش".
وقال سائق سيارة، عند نقطة تفتيش في منطقة الكرادة، إنه استسلم لغفوة على المقود، انتظاراً لحركة السير.
ويبلغ عدد السيارات التي تتحرك في مدينة بغداد ١,٥ مليون، بحسب احصاءات غير رسمية.