جاء ذلك في الندوة التي نظمها (المعهد العراقي للحوار والفكر)، اليوم، تحت عنوان (مصر إلى أين؟ قراءة في تجربة الإخوان ودور الإعلام في التحشيد)، وذلك في منزل القيادي بالمجلس الأعلى الإسلامي سماحة الشيخ همام حمودي، بمشاركة مجموعة من الأكاديميين والنواب،
وقال عميد العلوم السياسية في جامعة النهرين، عامر الفياض، خلال الندوة، إن هناك "اتفاقاً بين الولايات المتحدة الأميركية والإخوان المسلمين منذ عام ١٩٩٥"، مشيراً إلى أن "الأميركيين يعتقدون أن الإخوان يمثلون الاعتدال وبالإمكان التعاون معهم ".
وأضاف الفياض، أن "الديمقراطية تشكل جزءاً من الآليات التي يعتمدها الإخوان وليست مسألة أساس بالنسبة لهم"، معتبراً أن "مستقبل الإخوان في مصر بات مظلماً لأن المجتمع أصبح عدوهم".
من جهته رأى الخبير بالشأن المصري، عباس عبود، إن "الإخوان ظاهرة بدأت منذ اندلاع ثورة العشرين، كجزء من ردة الفعل على انتهاء الخلافة العثمانية"،
مبيناً أنه كان "لديهم قناعة بضرورة إعادة الخلافة، لاسيما أن وجود الأزهر أعطاهم هذا الزخم، وبذلك نشأ تنظيم الإخوان عام ١٩٢٦ من قبل حسن البنا، وانتشر في عدد من الدول منها سوريا واليمن والعراق والأردن والمغرب العربي".
ورأى عبود، أن "الإخوان المسلمين ليسوا متطرفين إنما معتدلين ويجمعون ما بين الصوفية والسلفية"، لافتاً إلى أن "انشقاقاً حدث في صفوف الإخوان بعد أن اعطاءهم الرئيس الراحل أنور السادات، الحرية عام ١٩٧٢، وبذلك نشأ الفكر التكفيري وبدأت حملة الاغتيالات في الثمانينات من القرن الماضي ومنها اغتيال السادات نفسه".
وأوضح الخبير بالشأن المصري، أن "الإخوان المسلمين عملوا في التجارة وفي الصيرفة، وأسسوا الجمعيات الخيرية وبنوا المستشفيات لذلك أصبحوا محبوبين من الشعب وسيطروا على أغلب النقابات في مصر وحصلوا على ٨٨ مقعداً في انتخابات مجلس الشعب عام ٢٠٠٨"، مؤكداً أن "الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، لم يقنع الشعب المصري، وكان فاشلاً في سياسته الداخلية ومتخبطاً بالخارجية".
وتابع عبود، أن "أمام الإخوان ثلاثة خياريات، أولهما أن يكرروا تجربة الجزائر باعتماد الخيار المسلح، أو أن يفعلوا كما فعل الأتراك من خلال تعديل سياستهم ونهجهم ليتمكنوا من العودة للحياة السياسية مجدداً، أو أن يرجعوا إلى العمل الخيري كما كانوا يفعلون ايام الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر".
إلى ذلك قال ممثل العراق لدى الجامعة العربية، قيس العزاوي، في مداخلة هاتفية خلال الندوة، إن "احتدام صراع مرسي مع المؤسسة القضائية، ومعادته المحكمة الدستورية، وتنحيته النائب العام، أدت كلها إلى إزاحته عن السلطة"،
مضيفاً أن "مرسي اتبع بعض الأساليب التي أدت إلى تأليب الشارع ضده لاسيما عندما حاول أخونة الإعلام وأصر على التصويت على دستور مرفوض شعبياً، وإسهامه في التحريض الديني والمذهبي".
وأكد العزاوي، أن "أكثر ما أغاض العسكر في مصر هو قطع العلاقات مع سوريا بدون مشورتهم"، عاداً أن "حكم مرسي أساء للإخوان".
وشدد ممثل العراق لدى الجامعة العربية، علة أن "العراق يقف مع الشعب المصري في خيارته"، مستغرباً من "تعتيم الإعلام المصري للدور الذي قام به العراق تجاه مصر وموقفه مما يحصل هناك".
على صعيد متصل، رأى عميد كلية الإعلام في جامعة بغداد، هاشم حسن، أن "٥٤ بالمئة من المصريين يعتقدون أن الإعلام كان محايداً في أحداث مصر"، مبيناً أن "لدى الإخوان علاقة مع قناة الجزيرة القطرية في تغطية الأحداث".
واعتبر حسن، أن "التغطية الحية في الإعلام المصري كانت جيدة كونها كانت تنقل الحدث أولاً بأول"، منتقداً "تركيز الخطاب الإخواني على العثمنة ودورهم على مر التاريخ من أن يفلحوا في اقناع الجمهور.