في واشنطن اعلن الرئيس اوباما في خطاب له انه سيطلب من الكونغرس اعطاءه الضوء الاخضر والتصويت على الموافقة لضربة جوية محدودة لسوريا، وهو سينتظر موقف الكونغرس ازاء هذا الطلب، اذا وافق الكونغرس نفذت واشنطن ضربة عسكرية ضد سوريا، واذا لم يوافق فإن اميركا لن تقصف سوريا ولن تقوم بأي عمل عسكري ضد سوريا.
وهكذا باتت الاجواء الآن ان الانظار متجهة نحو الكونغرس الاميركي ما اذا كان سيعطي الرئيس اوباما موافقة على الضربة الجوية ام الرئيس الاميركي سيرفض الطلب.
الناطق باسم البيت الابيض صرح بأن الكونغرس على الارجح سيوافق على طلب الرئيس الاميركي حيث قال الرئيس الاميركي في خطابه ان الولايات المتحدة تعبت من الحروب في الخارج بعد حوادث ١١ ايلول وحتى الآن سواء في حرب افغانستان ام في حرب العراق. لكن اوباما قال لا يجب ان تمر هكذا عملية من استعمال الاسلحة الكيميائية دون تنفيذ قرار عقابي ضد النظام السوري الذي برأيه ضرب الاسلحة الكيميائية.
فيما صرحت كارلا دي ليبونتي عضو فريق المفتشين ان ابحاث المفتشين اثبتت ان المعارضة السورية هي التي استعملت السلاح الكيميائي وان النظام السوري لم يستعمله، وهذا اول تصريح رسمي من فريق المفتشين عشية تقديم التقرير الى بان كي مون بشأن النتائج، لكنها كشفت نتائج التحقيق قبل الاعلان وقالت دي ليبونتي في تصريح لها ان المعارضة السورية استعملت الاسلحة الكيميائية وقد ثبت لنا ان النظام لم يستعمل السلاح الكيميائي.
وفي الوقت الذي يحبس العالم انفاسه خوفا من اندلاع الحرب وتوسعها قال رئيس قائد الجيش الثوري الجنرال سليماني ان الحرب على سوريا لن تبقى محصورة وستصل الى الكيان الصهيوني.
فيما يبدو ان الغرب شعر ان حزب الله مستعد لحرب ضد اسرائيل وفي ذات الوقت سيدعم النظام السوري.
وفي تقرير خاص صدر عن وكالة الطاقة النووية والذرية واسلحة الدمار الشامل قالت ان سوريا تملك ٢٧ مركزاً لتخزين الاسلحة الكيميائية اضافة الى توزيعها صواريخ برؤوس اسلحة كيميائية في كل سوريا واخفاء هذه الصواريخ واستعمالها عند اللزوم. وانه اذا قامت الطائرات الاميركية واستعملت المراكز التي فيها اسلحة كيميائية وقصفتها فسيموت آلاف المواطنين نتيجة تسرب الغاز في منطقة القصف.
وان لا احد يستطيع ضبط النتائج بعد اعتماد الغارات على السلاح الكيميائي حيث ان كل نقطة يتم فيها قصف السلاح الكيميائي اذا كانت قريبة من مدينة او قرية يعني موت اكثر من ٥٠ الف مواطن على الاقل، ويرجح المصدر في وكالة الطاقة الذرية والنووية واسلحة الدمار الشامل انه اذا تم قصف المراكز حول حلب والتي فيها اسلحة كيميائية كذلك اذا تم استعمال القصف ضد منطقة المرج فإن ذلك سيؤدي الى موت اكثر من ٣٠٠ الف مواطن بروائح الغاز والاسلحة الكيميائية التي ستتفشى، واذا ردت سوريا وضربت صواريخ اسلحة كيميائية على الجيش التركي او الاردني او قبرص التي قد تستعملها الطائرات البريطانية مجددا او الاميركية او الفرنسية فإن القتلى سيكونون بعشرات الآلاف. ولذلك حذرت وكالة الطاقة بان كي مون من استعجال ضرب سوريا لأنه يجب معالجة كيفية السيطرة على ٢٧ مركزاً للسلاح الكيميائي في سوريا موزعين في كل المناطق اضافة الى الصواريخ التي تحمل رؤوساً كيميائية.
واذا وصل الامر الى حد ان الضربة الجوية الاميركية ستسقط النظام فسيكون الشعار «عَليّ وعلى اعدائي يا رب»، فإن النظام السوري سيستعمل اسلحة كيميائية ضد اسرائيل وعندها يهتز الكيان الاسرائيلي فإما يستعمل السلاح النووي ضد سوريا وعندها يسجل استعمال اسلحة نووية منذ الحرب العالمية الثانية واذا سكتت اسرائيل فإنها ستصاب بخسائر بعشرات الآلاف من الصهيونيين وهو امر لا تحتمله مهما وجهت من ضربات ضد سوريا فإن الضربات لن تخفف من مفعول السلاح الكيميائي. واذا اعترضت القبة الحديدية الصواريخ فوق اسرائيل وهي مزودة برؤوس من الاسلحة الكيميائية فسيسقط السلاح الكيميائي على مناطق اسرائيل ويصيب الآلاف بالموت.
هذا الوضع ادى الى تردد دول حلف الناتو في الحرب على سوريا وبدأت تتراجع مع العلم ان الرئيس اوباما ينتظر موقف الكونغرس فإذا وافق الكونغرس على ضرب سوريا فحتما ان اميركا ستضرب سوريا بمئات الصواريخ من طراز توما هوك كروز اضافة لأكثر من ٤ الى ١٠ آلاف غارة على كل البنية التحتية التي هي في سوريا. وعندها سترد سوريا بعنف ولا احد يضمن عدم تحرك حزب الله ضد اسرائيل لجعل واشنطن تشعر انها بضرب سوريا فإن حزب الله لن يسكت ويرد على اسرائيل خاصة بعدما توصل حزب الله الى الحصول على الصواريخ البالستية التي تصل تل ابيب بسهولة وتضرب حيفا وتضرب عمق فلسطين المحتلة.
على هذا الاساس يتم الحساب ويبدو ان الامير بندر هو مع الضربة العسكرية لكنه بات يفضل ان توافق تركيا على دعم المعارضين السوريين من اسلحة تأتي من السعودية الى المعارضة الحقيقية وليس الى الاخوان المسلمين كما فعلت قطر وسببت ازمة بين قطر والسعودية.
وتعتقد السعودية ان المعارضة قادرة على استنزاف الجيش السوري وعلى استنزاف النظام تدريجيا حتى سقوطه حتى لو اخذت الامور مدة سنة، لأن المعارضة لديها مئات الآلاف من المؤيدين واذا تم تسليحهم اسلحة قوية فإنهم سيصيبون الجيش السوري بخسائر كبيرة وهو حتى الآن خسر ٣٠% من طاقته كما ان الاقتصاد خسر ٧٠% من قوته وخسرت ٦٠٠% عملة سوريا اي ان الليرة السورية سقطت تجاه الدولار بشكل ٦٠٠%.
وفي هذا الوقت تهافت المواطنون السوريون على شراء المواد الغذائية والتموين وحبسوا انفاسهم واستعدوا للضربة التي ستتلقاها سوريا، اما لبنان فاندفع فيه المواطنون الى شراء المواد الغذائية بكثافة بالغة تحسبا للضربة ولأنهم في ١٢ تموز ٢٠٠٦ احتاجوا للمواد الغذائية وكان كل شيء مغلق تقريبا مما جعلهم في مشكلة.
وما زال الرئيس ميقاتي يرفض ادانة الحرب ضد سوريا ولا يدعو الى الحوار من اجل حل المسألة. بل ان الرئيس ميقاتي يصر على موقفه وعلى الابتعاد عن اتخاذ اي موقف يغضب دول الخليج ضده وفي ذات الوقت لا يريد ان يعطي تصريحاً عن سوريا من اجل الحفاظ على علاقاته الاوروبية كي لا يغضب الاوروبيين واذا كانت التقارير المخابراتية الاميركية تؤكد ان النظام استعمل الاسلحة الكيميائية بينما رفض بوتين وقال ان اتهام الحكومة السورية باستعمال الاسلحة الكيميائية هو خطأ وان معلومات مخابراتنا هي ان المعارضة استعملت السلاح الكيميائي في ريف حلب ثم استعملته في دمشق وليس النظام الذي استعمل الاسلحة الكيميائية، لذلك تحذر موسكو من الحرب على سوريا لأنها تعتبرها انها ستكون كارثة في الشرق الاوسط.
وفي محادثات سرية مع سوريا قام بها موفدون اوروبيون جاءوا من قبل اسرائيل ان اسرائيل اذا استعملت سوريا السلاح الكيميائي فستدمر اسرائيل سوريا كليا فردت القيادة العسكرية السورية بأنها اذا بدأت الحرب فإنها قد تضرب اسرائيل بصواريخ سكود وربما بالاسلحة الكيميائية. ولم تعط القيادة السورية ضمانة للموفدين الاوروبيين مما جعل اسرائيل تعيش حيرة كبيرة ومشكلة كبرى بشأن كيفية مواجهة المرحلة القادمة بعد شن حرب على سوريا، ذلك ان اسرائيل حتى الآن لم تخسر شيئا بل ارتاحت للحرب على سوريا وجعلت سوريا تضعف وجعلت النظام يضعف وتتراجع سوريا اقتصاديا وعسكريا وان الحرب المستمرة في سوريا تفيد اسرائيل اكثر من ضربها جويا. لكن سوريا قالت انها اذا تلقت ضربة جوية فستوجه صواريخها لتقصف اسرائيل وان اسرائيل سينزل عليها اكثر من الف صاروخ يوميا من جانب حزب الله ومن جانب حركة الجهاد الاسلامي وحماس في غزة ومن جانب الجيش السوري النظامي الذي سيطلق آلاف الصواريخ خاصة صواريخ فروغ لأن المسافة قريبة ولا تبعد اكثر من ٩٠ كلم من الجبال حتى تل ابيب وهو امر يجعل القبة الحديدة لدى اسرائيل لا تتمكن من ردع الصواريخ السورية لأن المسافة قريبة.
} لبنان والأزمة السورية }
وفي بيروت عقد الرئيس بري جلسة القى فيها خطابا متلفزا الى المواطنين اللبنانيين اهم ما جاء فيه هو الافتخار بالمقاومة التي غيرت المستوى المعنوي لأهل الجنوب، كذلك اقترح على رئيس الجمهورية عقد خلوة مغلقة لمدة خمسة ايام لوضع خارطة طريق للخروج من الازمة على ان تكون جلسات الأيام الخمسة مغلقة ولا يغادر احد مكان الاجتماع حتى التوصل الى خارطة الطريق المطلوبة لحل الازمة في لبنان. وانه يجب تذليل العقد من اجل اجتماع الحكومة ومجلس النواب ومن اجل البدء جديا باستخراج النفط والغاز من البحر اضافة الى انهاء مشكلة سلسلة الرتب والرواتب كذلك من اجل تحديد تشكيل الحكومة والاتفاق على الموضوع.
} سوريا والوضع العسكري }
على صعيد الوضع العسكري ذكرت محطة سي ان ان الاميركية انه لأول مرة تلتقط الاقمار الاصطناعية الاميركية اخراج صاروخ اس ٢٠ من مخازنه ونصبه للقصف به ضد اسرائيل لأن اتجاه الصواريخ تم وضعه تجاه اسرائيل ولم يتم وضعه باتجاه مناطق داخل سوريا. وهذا ما اربك اسرائيل بعد وصول صور الاقمار الاصطناعية اليها ورؤية الصواريخ السورية المنصوبة متجهة نحوها سواء صاروخ سكود ام صاروخ اس ٢٠ ام صواريخ فروغ التي تملك منها سوريا اكثر من ١٢٠ الف صاروخ. ولذلك فإن اسرائيل لا تستعجل الضربة ضد سوريا قبل ان تتفق مع واشنطن على نشر صواريخ باتريوت بكثافة في اسرائيل كي لا تضرب الصواريخ السورية اسرائيل، لكن قرب المسافة بـ٩٠ كلم يجعل صاروخ باتريوت غير فعال في وجه الصواريخ السورية.
ويتساءل المراقبون هل كان احد يعتقد ان الرئيس بشار الاسد سيذهب في معركته الى هذا الحد ويهدد بضرب الصواريخ ويضعها جاهزة لا بل ليس فقط يهدد بل يجهز ويعطي الاوامر بنصب الصواريخ لقصف اسرائيل. كذلك فإن حزب الله استنفر قواته في الجنوب ووضعها في جهوزية الحرب ضد اسرائيل وبالتالي مقابل الضربة الجوية الاميركية على سوريا سيتم قصف اسرائيل بالصواريخ كي توقف واشنطن هجومها بعد الضغط الاسرائيلي عليها.
لكن اسرائيل تقول انها سترد بموجة قصف صاروخي ايضا ارض ارض ضد سوريا مثلما تضربها سوريا، لكن سوريا تتحمل خسائر اكثر من اسرائيل وبالنسبة لحزب الله يتحمل اكثر بكثير من اسرائيل وقد تم ضربه سنة ٢٠٠٦ بكل انواع الاسلحة والغارات من الطائرات.
ولم تصدق اوروبا ان القيادة السورية ستصل الى هذا الحد من المواجهة وانها ستذهب الى حرب مع اسرائيل ومع المنطقة كلها اذا تعرضت لضربة، واذا كان الرئيس صدام حسين قصف تل ابيب بسبعة صواريخ من مسافة ٧٠٠ كلم او ٦٠٠ كلم من العراق الى تل ابيب فإن سوريا قادرة على ضرب هذه الصواريخ من مسافة ٩٠ كلم ويعني ذلك اصابات مدمرة لاسرائيل في تل ابيب وحيفا ونهاريا ومناطق محيطة بالقدس.