النجف الأشرف- عادل الفتلاوي
خلال الملتقى الشهري لأساتذة وطلبة وفضلاء الحوزة العلمية في النجف الأشرف، السيد القبانجي: - ما حدث في تونس ومصر هو من بركات صبر شعوبنا وتجربتنا القائمة على أساس إرادة الشعوب وحريتها
- نريد ان نؤسس تجربة حيّة تقوم على إرادة الشعب
- هذه الحكومات الفاسدة غير الشعبية قامت على أساس قمع الشعب
- الدين والتشيع والقيم والمبادئ تتدفق في العالم الآن
- الشعوب في العالم اليوم تتحرك ضد الطغاة
- سوء الواقع الخدمي في العراق هو بمثابة ضوء أحمر للسادة في مواقع الحكومة ويجب ان ينتبهوا له
أكد حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد صدر الدين القبانجي ان نار الانتفاضة كانت مختبئة تحت الأرض وهي تتفجر الآن في العالم العربي وقال: إن الشعوب ساخطة على الواقع القائم وهي تتطلع إلى الدين ليروي ظمأها.
جاء ذلك خلال الملتقى الشهري لأساتذة وطلبة وفضلاء الحوزة العلمية في النجف الأشرف في قاعة الإمام علي(ع) للمؤتمرات بالحسينية الفاطمية الكبرى.
هذا وتنبأ سماحة السيد القبانجي إلى ان التدهور والانفجار الذي حدث في العالم العربي سيشهد العالم الغربي أكثر من هذا الانفجار فالشعوب تتطلع إلى العودة إلى لله تعالى والدين والعدالة القائمة على شريعة الانبياء، قائلاً: القلق العالمي ليس من أحداث تونس ومصر بل من التغيير الزاحف نحوهم، هذا وأشار سماحته بأن توهج أهل البيت في العراق وإيران ولبنان كان سبباً طبيعياً لصحوة الشعوب، حيث ان الأنظمة حاولت قمع ما جري في العراق وإيران، وأضاف: ما حدث في تونس ومصر هو من بركات صبر شعوبنا وتجربتنا القائمة على أساس إرادة الشعوب وحريتها، وليس على أساس توارث السلطة.
على الصعيد نفسه أكد إمام جمعة النجف الأشرف بالقول: نريد ان نؤسس تجربة حيّة تقوم على إرادة الشعب، وقد نجحت هذه التجربة في العراق وأضاف: ان هذا الأمر يعطينا المزيد من الثقة بأننا نتقدم في الطريق الصحيح وان المحرك التاريخي يكمن في الشعب المرتبط بالله تعالى، مستبشراً سماحته بالنجاحات النسبية التي حققتها تجاربنا المحلية.
في السياق ذاته استنكر سماحته الأصوات التي وقفت بالضد من التجارب في تونس ومصر منها فتوى مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ حينما قال ان المتظاهرين يحركهم أعداء الإسلام حيث يشير ذلك إلى القطيعة بين هؤلاء وبين شعوبهم وخوفاً على كراسي البلاط الحاكم، قارئاً سماحته المشهد التاريخي بأنه إيجابي وقال: الدين والقيم والمبادئ تتدفق في العالم الآن، مشيراً ان ما حدث في أذربيجان من منع الحجاب وخروج المتظاهرين المناهضين هذا القرار وهم يرفعون شعار(كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء) و(هيهات منا الذلة) وهي ظاهرة تدل على ان هذا التحول هو تحول نحو الدين، وان ذلك يعزز ثقتنا بإطروحتنا وديننا ومبادئنا.
في الشأن ذاته أشار سماحته إلى العالم الذي ضجّ علينا بإعدام صدام والآن مصر يكتبون عبارات(إعدام) على صور مبارك وقال: الشعوب في العالم اليوم تتحرك ضد الطغاة، والحسين(ع) هو صاحب الصوت الذي سار في كل التاريخ ومشى في أرواح الناس حتى تولد هذا الانفجار العالمي الذي نقف على أبوابه للعودة إلى الله تعالى والقرآن وأهل البيت.
وفي الشأن العراقي الداخلي أسف سماحة السيد القبانجي للواقع الخدمي السيء الذي يئن تحته الناس رغم ما حققه العراق من نجاح متعدد الأطراف، قائلاً: سوء الواقع الخدمي في العراق هو ضوء أحمر للسادة في مواقع الحكومة ويجب ان ينتبهوا له، ونحن نقول للناس اصبروا وأيضاً نقول للحكام ارحموا شعوبكم، من سوء الخدمات ومن التفاوت الطبقي.
هذا وكان سماحته قد تحدث في بداية الملتقى عن حدثين: الأول ميلاد النبي الأكرم(ص) وهي الإمامة الظاهرة التي يمارسها النبي، والثاني غيبة إمام زماننا وهي الإمامة الغائبة التي بدأت بشهادة الإمام الحسن العسكري(ع)، موضحاً فلسفات النبوة والإمامة وكيف يتحرك الواقع البشري من خلالها في مقابل النظريات التي طرحها فلاسفة الغرب من تقدم التاريخ، وتدهوره، وتكراره وان النظرية الدينية والإسلامية تشير إلى تكامل التاريخ ودور العامل الغيبي في التقدم البشري وليس الأمر حتمي وهي نظرية العناية الإلهية التكوينية، والتعليمية، والسياسية، وعبر إرادة الإنسان وما يمكن ان يسمى بنظرية العامل المزدوج.