برعاية سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ، استأنف عصر الاربعاء ٩ / ٢ / ٢٠١١ الملتقى الثقافي جلساته الاسبوعية بحضور عدد من الوجوه الخيرة من الشخصيات السياسية والثقافية وشيوخ ووجهاء العشائر وجمع غفير من ابناء الشعب من الرجال والنساء الذين توافدوا على المكتب الخاص من مختلف مناطق العاصمة بغداد .
استكمالا لبحثه المتقدم في الجلسات السابقة في نظرية الادارة والقيادة بشرحه لفقرات عهد امير المؤمنين عليه السلام الى الصحابي الجليل مالك الاشتر وما جاء في فقرات العهد من النظريات والتوجيهات التي ضمنها امير المؤمنين عليه السلام لمواصفات الشخصية القيادية ، تطرق سماحة السيد عمار الحكيم الى الفصل الثالث من مفاصل العهد في فقرة " واشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا ..." ، مشيرا سماحته الى ان الاساس في الادارة والقيادة هو الرحمة واللين وزرع الثقة بين الرئيس والمرؤس والتي يجب ان تاخذ طابع المحبة والمودة والشفقة واللطف في العلاقة ، حيث اشار في الاضاءة الاولى الى الخطاب القرآني لرسول الله ص ودعوته الى معاملة الرعية باللين والرفق والشفقة وتطبيقها على ارض الواقع لانها سر النجاح في المنظومة القيادية وان يعيش الانسان هذه المحبة في واقعه اليومي وفي تعامله مع الرعية والمجتمع .
وفي محاضرته السياسية اشاد سماحة السيد عمار الحكيم بالخصائص التي تميزت بها ثورة ابناء الشعب المصري من خلال التواصل عبر التقنيات الحديثة والتحشيد الذي حصل عبر مواقع الانترنت والتي تعبر عن التطور النوعي الكبير في منظومة الاتصالات والعلاقات في عالمنا الحالي ، مشيرا الى ان تقنين وسائل الاتصال كالاعلام المرئي والمسموع واللاسلكي سوف لن يفلح في حجب المعلومة عن الوصول الى الآخرين ، مؤكدا على خصيصة المطالب الحقة والمشروعة التي طرحها ابناء الشعب المصري والتي شملت في جانب منها تحسين الخدمات ولم تغفل الجانب السياسي من خلال المطالبة بالاصلاحات السياسية التي اذعن لها الجميع والذي اتضح من خلال التضامن مع هذه المطاليب ومشروعيتها وصحتها وواقعيتها ، وفي ذكره للخصيصة الاخرى من خصائص هذه الثورة قال سماحته " انها تميزت بالطريقة السلمية والحضارية في التعبير عن الرأي ضمن السياقات السلمية في التظاهر والحضور والتواصل وباقل الاضرار المادية والمعنوية رغم وجود بعض المندسين الذين حاولوا تشويه صورة الثورة ، كما اكد سماحته على خصوصية حضور العنصر الشبابي في هذه الثورة والذي استطاع اقناع كل فئات المجتمع المصري للنزول الى الشارع والمطالبة بحقوقه وهذا يؤكد الدور البناء للشباب في صناعة الحرية والديمقراطية ، كما اشاد سماحته بالموقف الحيادي الذي وقفته القوات المسلحة المصرية في تعاطيها مع هذه الثورة وتوفير الحماية للثوار ، وفي خصيصة اخرى من هذه الخصائص اكد سماحة السيد عمار الحكيم على سرعة الاستجابة لبعض المطاليب الحقة التي طرحها هؤلاء المحتجين من خلال تشكيل حكومة جديدة وتشكيل لجنة لتعديل الدستور ووضع الاسقف الزمنية للتداول السلمي للسلطة .
وفي جانب آخر من كلمته قال سماحته " نحن في العراق لسنا بمعزل عن هذه التجربة وقد لاحظنا في الايام الماضية العديد من المسيرات الاحتجاجية للمطالبة بتحسين الواقع الخدمي والوقوف بوجه الفساد المالي والاداري ، وعلينا ان نحدد موقفنا من هذه المسيرات الاحتجاجية ونحن نعتقد ان حرية التعبير عن الرأي هو حق كفله الدستور العراقي لجميع المواطنين وليس لنا الا ان ندافع عن هذا الحق ونرفض حرمانهم من هذا الحق ولكننا في الوقت نفسه حريصون كل الحرص على تقديم الصورة الحضارية في التعبير عن المطالب المشروعة بصورة سلمية وهادئة ، كما ناشد سماحته السادة المسؤولين في الابتعاد عن الوعود الكاذبة التي يطلقونها في توفير الكهرباء وتحسين الواقع الخدمي في البلاد ، مشددا على ان الاجهزة الامنية تتحمل مسؤولية كبيرة في التعامل مع هذه المسيرات والاحتجاجات وعليها ان تتحمل انفعالاتهم وان تتعامل معها بسعة صدر .
وفي ختام كلمته حيا سماحة السيد عمار الحكيم الذكرى الثانية والثلاثين لانطلاق الثورة الاسلامية في ايران بقيادة المرجع الكبير والقائد الآلهي الامام الخميني ( قدس ) الذي استطاع ان يؤسس حكومته ونظامه بالاعتماد على مرجعية الشعب في حل الاشكاليات والمسائل العالقة واعتبار الشعب المفردة المحورية في فلسفة الثورة .
وسنوافيكم بنص الكلمة لاحقا ...