النجف الأشرف- حازم خوير
أكد سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة الأشرف ان أحداث مصر سجلت انتصاراً عظيماً لشعب لا يملك إلا إرادته ووعيه وإيمانه، وقال في خطبة صلاة الجمعة في الحسينية الفاطمية الكبرى بالنجف الأشرف: الشعب المصري اليوم سجل انتصاراً عظيماً وأطاحوا بإمبراطور في المنطقة هو صديق لإسرائيل وخاضعٌ لإرادات أجنبية وسط قلق إسرائيل والدول الكبرى، وأضاف: الشعوب العربية والإسلامية فرحة اليوم كذلك سبعون مليون مصري يعانون ظلماً وطغياناً ومصادرة للحريات وفقراً وبطالة.
إمام جمعة النجف الأشرف وخلال تناوله للشأن الدولي وما يجري في مصر وتداعيات ذلك، استذكر انتفاضة صفر التي قام بها الشعب العراقي عام ١٩٧٧ حيث قُمع الزائرين للإمام الحسين(ع) بالدبابات والطائرات والانتفاضة الشعبانية عام ١٩٩١ والتي استخدم صدام وبتفويض من الدول الكبرى كافة الأسلحة لإبادة الشعب العراقي بعدما أسقطت(١٤) محافظة عراقية.
ذكرى سقوط الشاه في إيران:
حيث أشار إمام جمعة النجف ان في مثل هذا اليوم وقبل ثلاثة وثلاثين عاما سقط شاه إيران وانتصر الشعب الإيراني على نظام عميل جبار حكم عشرات السنين ووصفه بأن سقوط لأول ديكتاتور في المنطقة، مشيراً ان الشعوب سجلت عدّة دلالات هي:
١- قدرة الشعوب على التحرر: حيث أكد ان الثورة الإسلامية في إيران واليوم الثورة في مصر وتونس وغيرها ان الشعوب قادرة على ان تتحرر.
٢- قدرة الإسلام على الحكم وإدارة البلاد.
٣- قدرة علماء الإسلام على توحيد الصف واختيار الموقف الوطني المتقدم.
٤- القدرة على مواجهة التحديات.
٥- اعتماد أساليب الحرية والانتخابات والتداول السلمي للسلطة وقال: هذه النقطة يجب ان تسجل للثورة الإسلامية في إيران.
هذا وتناول سماحته عدّة قضايا في الشأن العراقي هي:
الغضب الشعبي لسوء الخدمات:
حيث أشار إلى الغضب الشعبي الذي يعيشه الشعب العراقي في عدّة مدن عراقية واصفاً المتظاهرين بأنهم لا يريدون العودة إلى الماضي.
إلى ذلك طالب إمام جمعة النجف المسؤولين بوجوب ان يعوا مطالب الناس ولتصحيح الواقع الفاسد وضرورة اصطفافهم مع الناس وقال: لو كنت واحداً من المسؤولين لنزلت وتظاهرت مع هؤلاء الناس.
إلى ذلك وبعد ان أشار سماحته إلى تردي واقع الكهرباء والبطاقة التموينية أكد ان الشعب بدأ يفقد ثقته بالوعود، مستهجناً تخصيص خمسة عشر ألف دينار بدلاً عن الحصة التموينية، واصفاً إياه بذل واستجداء للعراقيين واستهانة بالناس في مقابل التقصير في هذا الجانب.
في الصعيد نفسه انتقد سماحة السيد صدر الدين القبانجي في خطبة صلاة الجمعة التي حضرها جمع غفير من المؤمنين والمؤمنات وصف المسؤولين من خلال وسائل الإعلام للمظاهرات بأنها تخضع لأجندات أجنبية وغيرها واصفاً ذلك بالمخجل.
في مقابل ذلك أكد ان الموقف المطلوب هو:
١- تلبية نداء الشعب العراقي وتصحيح الأخطاء بالإصغاء للشعب.
٢- مواجهة الفساد المالي والإداري وإخضاع المتورطين وعزلهم بلا محابات ولا تسييس.
٣- عدم الثراء على حساب هذا الشعب.
٤- عدم اتهام هذا الشعب والتعامل معه بصدق.
وقال: نشد على أيدي جمهورنا في هذه الاحتجاجات ونصطف إلى جانبه وطالب السادة المسؤولين في مواقع الحكم قائلا: نحن غير راضين عن السياسات المتبعة، وأوقفوا النهب في حقوق هذا الشعب في الوزارات، شاكراً في الوقت نفسه مجلس محافظة النجف لكشفه سرقة واحد وستين مليار دينار من أصل مائة وستة عشر مليار هي ميزانية النجف لعام ٢٠١٠م وطالبهم بمحاسبة المسؤولين لعدم إعطائهم الأموال للناس للأعمار والخدمات.
وحول موضوعة الاحتجاجات الجماهيرية في المدن العراقية ايضا، وصف إمام جمعة النجف تلك المظاهرات بالدستورية، مستهجناً قتل بعض المتظاهرين دوم محاسبة الجاني وقال: أولئك المقتولين شهداء لأنهم خرجوا يدافعون عن شرفهم ومالهم، وخاطب المسؤولين قائلاً: اعتبروا من تجربة حسني مبارك وشاه إيران وبن علي وسنقف معكم حينما تصطفون مع شعبكم.
تقرير منظمة العفو الدولية:
حيث وصف سماحة السيد القبانجي تقرير منظمة العفو الدولية عن العراق بأنه نقطة سوداء في التجربة العراقية حيث نص تقريرها على وجود سجون سرية وتعذيب ممنهج للسجناء والبالغ عددهم ثلاثين ألفاً، وأشار سماحته إلى نشر صور التعذيب وتقارير الطب العدلي ودعواته العديدة ولكن دون جدوى، مثمناً خطوة وزير العدل التي أطلق فيها(١٢٧٢) سجيناً خلال فترة عمله، مضيفاً ان هذا الأمر يدعو إلى مراجعة السجون ومديريات مكافحة الإرهاب ،سيما واتهام الناس لمكائد سياسية واصدار قرارت قضائية ظالمة بحقهم.
في الشأن ذاته فقد أكد إمام جمعة النجف ان القضاء العراقي فيه إشكاليات كثيرة وان كثيراً من القضاة اليوم كانوا مستشارين لصدام ويتحملون مسؤولية إعدام الآلاف من العراقيين حينئذٍ وقال: ألتمس من الحكومة النظر في الواقع القضائي كذلك مجلس القضاء الأعلى إلى مراجعة الملفات القضائية وواقع السجون والسجناء سيما ما نقله شاهد عيان عن سجن الحلة من ان نفس أساليب التعذيب أيام الطاغية المقبور متبعة اليوم ولا يستثنى أحد منها.
الوضع الديني والأخلاقي في الجامعات:
حيث أشار إمام جمعة النجف بهذا الخصوص إلى ورود عدد من الشكاوي حول شن عمداء أحدى الجامعات حرباً ضد الدين وقال: أتمنى على وزير التعليم العالي ان يقوم بدراسة هذا الموضوع، داعياً إياه لأن تشهد الجامعات منحى جديداً نحو الله ونحو الدين في عراق الإسلام،كما طالب على نحو متصل الطلبة والاتحادات الطلابية لان يكون لهم موقف وصوت وقال :كل الاساتذة والمسؤولين مسؤولون في الجامعة عن تامين هذا الجيل واضاف :
المسؤولية الدينية في الجامعات مسؤولية الجميع.
هذا وكان سماحته قد تناول في الخطبة الدينية:
ذكرى شهادة الإمام الحسن العسكري(ع):
حيث أكد انه استشهد على يد المعتمد العباسي في ٨ ربيع الأول عام ٢٦٠هـ وهو والإمام الهادي(عليهما السلام) عاشا ظرفاً من الملاحقة والمطاردة والقمع بحيث كان الإمام العسكري ينهى شيعته من السلام عليه حتى لا يعرفوهم ويطاردوهم ويلاحقوهم.
في الصعيد ذاته أكد إمام جمعة النجف ان الإمامين العسكريين(عليهما السلام) كانا في مرحلة الإعداد والتعريف بقضية الإمام المهدي(عج) الذي في مثل هذا التاريخ بدأت غيبته وأضاف: كان عليهما تثقيف الشيعة على إمام غائب ومن أدوات ذلك التثقيف هو الارتباط بالعلماء على أساس أنهم ورثة الأنبياء، واصفاً الزيارة المليونية غدا إلى سامراء بأنها إعراباً للولاء لرسول الله(ص).