الديوانية / بشار ألشموسي
أقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الإمام الحكيم وسط مدينة الديوانية بإمامة حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي إمام جمعة الديوانية . وقد ابتدأ خطبته الأولى بآي من الذكر الحكيم بعدها قدم سماحته أحر التعازي والمواساة لإمام العصر والزمان (عج) . ومراجع الدين العظام والأمة الإسلامية وأتباع أهل البيت (ع) . بذكرى شهادة الإمام الحسن العسكري (ع) . متحدثاً عن شذرات من حياة الامام (ع) .
مبيناً حجم هذه الشخصية التي تمثل خط الامامة والنبوة وحياته التي عاشها كباقي الائمة حيث تربى وترعرع بين يدي والده الامام الهادي (ع) . وتصدى للامامة بعمر الثانية والعشرين وقد عاصر العديد من الحكام الذين يكنون العداء لاهل البيت (ع) . كما عاصر الامام انهيار الدولة العباسية من قبل الاتراك مستثمراً ذلك من اجل تحقيق الاهداف السامية والنبيلة التي جاء من اجلها جميع الانبياء واهل البيت ( عليهم افضل الصلاة والسلام جميعاً ) .
كما استثمر هذه الفترة بالتمهيد لغيبة الامام المنتظر (عج) . وقد كان هو نفسه يغيب لعدة فترات وكان عرضة للتشكيك والاشاعات . كما بين سماحته دور الامام (ع) . في تثقيف الامة ومواجهة المتسلطين من الحكام مبيناً مدى الاستجابة من الجماهير والتي مثلت قاعدة كبيرة وعريضة حاول الحكام من خلال دس الفتنة ان يجعلوا هذه القاعدة تشكك بالامام (ع) . مبيناً ايضاً كيف تعامل الامام (ع) . مع هذا الامر وكيف استطاع ان يسير على نفس النهج الذي نهجه ابائه واجداده ليكمل رسالة الامامة قبل غيبة الامام المهدي (عج) .
اما في خطبته الثانية : فقد بدأها بوصية امير المؤمنين (ع) . الى مالك الاشتر . مشيراً في الوقت نفسه الى ظاهرة كذب المسؤولين من خلال الندوات واللقاءات ومن خلال شاشات التلفزيون وما لها من تاثيرات سلبية . مؤكداً هلى ان المجتمع يحب ويحترم الصادق . ونحن قد شبنا من الشعارات الفارغة والوعود الكاذبة التي يطلقها بعض المسؤولين العراقيين . مذكراً سماحته بان الوضع بشكل عام يحتاج الى صدق في ميداننا السياسي وفي حواراتنا وفي وعودنا وحديثنا فهو سبيل النجاة الذي يخرج المجتمع والمسؤول الى بر الامان . اما اذا كان المسؤول يكذب فحينها يبقى الشعب يعاني من الفقر والمجاعة والعوز .
ولكن اليوم الشعب قد نفذ صبره لان صبره له حدود عندما يبقى يعيش الحرمان والعوز والجوع ويرى الطبقية الحقيقية وتخمة المسؤولين . فبدأ الشعب يطالب بحقوقه ويعبر عن رأيه لان هادى ما عليه وصبر ودافع واعطى دماءً واعطى تضحيات واعطى الكثير وكان ينتظر من قياداته ان تفي بوعودها الت قطعتها قبل الانتخابات . والذي جرى من صرخات هو بسبب الجوع والحرمان وفقدان الامل والخيبة وهو يشاهد ثروات بلده ومقدرات تنهب وتسلب وهو في هذا الحال . فقد نزل الى الشارع ليصرخ ويطالب بحقه . يطالب بالعيش الكريم . يطالب بابسط حقوقه من الغذاء والخدمات والكهرباء والبطالة وازمة السكن .
مستشهداً سماحته بما كان يصرخ به ويحذر منه قبل سنتين وفي جميع خطاباته المتكررة كما انتقد سماحته المبلغ الذي اعطي من قبل الحكومة للمواطن والذي يبلغ ١٥٠٠٠ الف دينار وهذه المهزلة جعلت من الاسعار ترتفع بشكل غير طبيعي . وعن قضية البطالة والخريجين الذين اكملوا دراستهم وجلسوا في بيوتهم على الحكومة ان تجد الحل السريع لهذه المشكلات التي يعاني منها ابناء البلد وما حصل من تظاهرات في جميع البلدان وفي العراق ما هو الا قانون طبيعي يحصل ويتفجر عندما يشعر الشعب بالجوع والحرمان والعوز وما يحصل في العراق هو تعليق الفشل على قضايا سياسية او اتهام الاخرين وهذا ما يندى له الجبين عندما يخرج الشعب ليطالب بحقوقه وبالتالي يجد نفسه متهم بان هناك جهات سياسية تقف وراءه .
والادهى من ذلك عندما نجد الاجهزة الامنية تجابه المتظاهرين العزل بالرصاص . متسائلاً سماحته اين حقوق الانسان من ذلك ؟. مطالباً الحكومة العراقية بان لاتتهم من يطالب بحقه بالتسييس لان ثورة الشعب العراقي قد تفجرت بعد صبر طويل لانها تصبر ولكن لا تستسلم . وعليهم ان لايغطوا دائماً على فشلهم باتهم جهات او تعليقه على تدخلات سياسية . مبيناً انه لم تبنى دولة طالما ان هناك محاصصة موجودة فالوضع الحالي يشير الى بناء حزبي وجهوي وليس بناء دولة . واصلاح الفساد لا يمكن مالم تكون هناك حكومة كفوءة بشخصيات كفوءة . والى اليوم لم يبين من هو المفسد بل يتهم من يجد الفساد ويحاول فضحه بالتسييس عندما نجد ان المسؤول هو من يغطي على الفساد ولكن ليطمأن الجميع بانه لاتبنى دولة ولا يشبع جوعان طالما هناك محاصصة حزبية للحكومة .
فنحن نحتاج الى اصلاح ابتداءاً من جهاتنا السياسية الى وزاراتنا الى الامن والخدمات وغيرها من هذه الامور وحتى القضاء يحتاج الى اصلاح . فبالامس صدر حكم على احد المجرمين والذباحين وبرتبة وزير الحربية بما يسمى بدولة العراق الاسلامية ولكنه يحكم بالمؤبد . فهناك فساد في قضلئنا وفي مؤسساتنا الامنية وفي وزارة التجارة وكذا الكهرباء وجميع الوزارات ومؤسسات الدولة تحتاج الى اصلاح لان الفساد قد نخرها . فكفى وعود وكفى خداع وكفى كذب وصور تونس ومصر تشهد محيي الشعب المصري والشعب التونسي على ما قاموا به . وفي العراق سوف ياتي اليوم الذي تهز فيه العروش وان ثورة الجياع لا ترحم هذا ولاذاك ولا تترك صغير وكبير الا وتعرفه بحجمه .
كما انتقد مطالبة رئيس الجمهورية بنائب رابع لارضاء بعض الجهات مبيناً ان هذا النائب يحتاج الى ميزانية وهذا بالتاكيد سوف يكون على حساب الفقراء والمحتالجين والحفاة . مطالباً سماحته بان تكون هناك معارضة حقيقية تطالب بحقوق الشعب وتقف بجانبه وتصرخ وتنادي معه . خصوصاً وان الشعب قد عرف جيداً من هو الصادق ومن هو الكاذب والمخادع وصاحب الشعارات الفارغة .