وقال الموسوي، أمس، إن "ما أشيع مؤخرا عن رفض واشنطن استقبال رئيس الوزراء نوري المالكي، لا يستند إلى أي حقيقة"، مؤكدا ان المالكي "هو من اعتذر عن تلبية دعوتين مماثلتين في وقت سابق لزيارة الولايات المتحدة ولقاء الرئيس الأميركي، بسبب ارتباطات أخرى".
وأضاف أن المالكي "سيزور واشنطن مطلع الشهر القادم، ويلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما".
ولدى سؤاله عما اذا كان ملف الولاية الثالثة للمالكي سيكون مطروحا على جدول لقاء رئيس الوزراء العراقي بأوباما، قال الموسوي إن "الولاية الثالثة مسألة عراقية يعالجها الدستور، ولا شأن لأي طرف خارجي بها". وبشأن التطورات الأخيرة في ملف العلاقات الأميركية الإيرانية، قال الموسوي إن "العراق يتوقع حدوث تطور كبير في العلاقات بين طهران وواشنطن على خلفية الاتصال الذي تلقاه الرئيس الإيراني أخيرا من نظيره الأميركي"، مشيرا الى ان "العراق يعتقد أن إيران تلمست أخيرا جدية الموقف الأميركي الذي لا يمانع أن يكون لطهران برنامجها النووي السلمي، وهو ما يشير الى امكانية تحقيق تفاهم أكبر بين الجانبين".
وكانت بغداد، أعلنت أمس الأول السبت، دعمها للتطور الإيجابي في العلاقات الأميركية الإيرانية.
وعبر رئيس الوزراء نوري المالكي في بيان، عن "تثمينه" لتوجهات الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة نحو "إيجاد حلول سلمية على أساس المصالح المشتركة بين البلدين، وإنهاء حالات التوتر التي تدفع ثمنها المنطقة والعالم". ومضى الموسوي يقول إن "العراق يرى في الاتصال الذي أجراه أوباما بروحاني مبادرة تختلف عن جميع المبادرات السابقة التي لم تقد الى شيء في ملف العلاقات بين البلدين، فهي خطوة مهمة نتوقع أن تقود الى المزيد من الانفتاح"، مؤكدا أن "رئيس الوزراء نوري المالكي عبر عن استعداد العراق لتقديم جميع اشكال الدعم التي تسهم في تقريب وجهات النظر بين البلدين، بما ينعكس بالإيجاب على قضايا المنطقة".
ولم يستبعد الموسوي أن "يستضيف العراق لقاءات بين ممثلين عن طهران وواشنطن لبحث الملفات الخلافية بين البلدين".
ويرى الموسوي أن "علاقات طبيعية بين طهران وواشنطن سيكون لها انعكاس إيجابي على قضايا المنطقة، فالعراق جزء حيوي من هذا المنطقة، ويتأثر بشكل مباشر بالتطورات التي تحدث فيها".
وكان القيادي في ائتلاف دولة القانون، سامي العسكري، نفى إلغاء زيارة المالكي إلى واشنطن، مشيراً إلى أن "موعد الزيارة ثابت ولم يتغير".
وكانت صحف عربية نقلت عن مصدر مطلع، قوله إن الإدارة الأميركية "رفضت طلباً لرئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك" التي عقدت الاسبوع الماضي.
وقال العسكري إن "الزيارة ستكون بداية تشرين الثاني المقبل"، مستدركاً "لكن من المبكر الحديث عما ستتناوله من ملفات".
وكان باحث عراقي اعتبر أن تحسن العلاقات بين طهران وواشنطن لن يكون له انعكاس ايجابي على بغداد.
وقال حارث الحسن، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي، "فيس بوك"، "اليوم تحدث أوباما وروحاني على التلفون. على هامش هذا الحدث تذكرت محاولات نوري المالكي وفريقه اللعب على ورقة الصراع الإيراني- الأميركي بطريقتين: الاولى، طرح انفسهم كوسيط (نزيه) بين الطرفين، وهو ما سعى له بشدة مبعوثو المالكي الى واشنطن قبل عدة اشهر". واضاف الحسن "في الغالب فإن الأميركيين كانوا يبتسمون بوجوههم ويجيبونهم بعبارات عامة، لكن أحدا لم يأخذ عرضهم على محمل الجد لمعرفة الجميع بالضعف السياسي والدبلوماسي لهذا الفريق"، موضحا أنه "بالطبع سيفضل الأميركيون نقل رسائلهم – إن كانت لديهم رسائل- عبر وسطاء راسخي الأقدام في السياسات الإقليمية، مثل سلطان عمان، لا عبر مجموعة مازالت أسيرة المراهقة السياسية".
وتابع أن "الطريقة الثانية، هي تخويف الإيرانيين من بديل يهدد نفوذهم في العراق وتخويف الأميركيين من نفوذ مقتدى الصدر في حالة فقدان المالكي للسلطة".