وذكر الشيخ الصغير في خطبة صلاة الجمعة ، " من نعم الله تعالى ان عقبة قانون الانتخابات قد باتت وراء ظهورنا ومضي القانون بهذه الطريقة وبموفقية الكتل السياسية لتجاوز مشكلاتها كي تصل بالاخير الى الموقف الذي افضى الى ان نرى قانون الانتخابات ، وهذا يضعنا امام مسؤولية جادة لمواجهة التحديات والاستعداد للاستحقاقات المقبلة " .
واضاف " لا شك اننا عانينا خلال السنوات الماضية من فساد لم تألف البلاد له مثيلا وسوء في ادارة الملفات الخدمية بالطريقة التي ابقت العراقي يعيش حالة من التردي والتخلف ، كما وان الارهاب عاد ظله المشؤوم ليهيمن على الكثير من مرابعنا ومناطقنا ويكوينا كل يوم بالكثير من الالام والجراح الغصص" .
واوضح الشيخ الصغير انه " لا شك ولا ريب من ان حالة التذمر من الاداءات الحكومية والبرلمانية والسوء في كافة المناحي لا بد ان يضعنا امام مسؤولية العلاج لهذه القضايا ولا يمكن ان نبقى ننتظر علاجا من السماء او ان ياتينا جاهزا من دون تحمل المسؤولية ، فنحن المصابون وعلينا ان نعالج انفسنا ، لا سيما وان العلاج بايدينا " .
وتابع " كل التذمر الموجود والفشل الذي نعانية والسوء الذي نئن منه والتبذير في اموال البلاد والسرقات التي جرت والدمار الذي اصيبت به الكثير من اوضاعنا ، ان اردنا له علاجا فعلينا ان نبادر بانفسنا لهذا العلاج ، والا لن يكون حديثنا الناقم على الفساد وسوء الادارة والفشل في الاداء وتقدم الارهاب وطبيعة عدم تحمل المسؤول لمسؤوليته وتكبره على المواطن بل وازدرائه له ، لن يكون هذا الحديث ذو جدوى على الاطلاق ان لم نتحمل نحن المسؤولية في هذا المجال " .
ومضى بالقول " وسبق ان بينا ان اؤلئك الذين يروجون لعدم الذهاب الى الانتخابات انما هم نفس القوائم التي فسدت وافسدت لان عدم المشاركة في الانتخابات سيترك اسماء التاركين بايدي المتلاعبين والمزورين ، وبالنتيجة سيعود الفاسد الى فساده لكن بقوة اكبر والفاشل الى فشله بدعم اكبر ، وستؤول الامور الى ما هو افضع مما هو موجود الان " .
وقال الشيخ جلال الدين الصغير مخاطبا المصلين وكافة العراقيين " وها انتم ترون انه على الرغم من كل الاموال التي صرفت على الاعمال البلدية امطار قليلة ماذا ادت بشوارعنا وموسم المطر لما يحل بعد مع وجود تنبيهات وانذارات مسبقة ولكن مالذي جرى؟ فالكثير من المحافظات غرقت والكثير من شوراع بغداد امتلأت من مياه الامطار " .
وشدد " اذا اردنا ان نغير علينا ان نشمر عن ساعد الجد ، ونحن لا نتحدث عن اموال عادية تلك التي تخصص للحكومة ، حيث لا توجد حكومة في العالم اعطيب اموالا ولم تات بما اعطت لتضعه امام الناس ، الا حكومة العراق وبامتياز ، ١٠٠ مليار دولار لو صرفت في اي دولة من دول العالم لوجدنا اثارها تعم البلاد من اولها الى اخرها ولكن ما الذي جنيناه من هذه المليارات العجيبة التي صرفت ، ما لذي حصلنا عليه ؟.. نعم حصلنا على فاسدين اكثر وارقاما خيالية في عدد السارقين والمفسدين " .
واشار الى ان " امس الاول نشرت احصائية الجامعات العالمية وجاءت ارقام العراق مخزية جدا .. وردد قائلا .. هذه جامعاتنا فما بالك بما هو دون ذلك .. الجامعات التي يفترض ان يكون فيها نخبة من اهل الفكر والعقل في البلاد "، مبينا ان " اول جامعة لنا هي الكوفة وكان تسلسلها متدن جدا ، اما جامعة بغداد فحدث ولا حرج ، وهذه صورة او انموذج .. كيف هي اوضاع مدارسنا ومصانعنا واقتصادنا وامننا ومواطننا وشوارعنا وهذه بمجملها امثله امام الاعين " .
واوضح الشيخ الصغير ان " الذي يريد التغيير لا يشتم لانها لا تنفع ، والفاسدون يهمهم جدا ان يشتموا ، لكن تواكل المواطن عن قضية الانتخابات وابتعاده عنها سيجعلهم يؤدون له التحية صباحا ومساء " .
وبين ان " الشعب لو اراد الجدية في التغيير والذي يجب ان يحصل فعلا ، عليه ان يشمر عن ساعد الجد ويتحمل مسؤوليته الكبرى في هذا المجال لا سيما وان توجيهات المرجعية هي مشددة في هذا الاطار " ، موضحا ان " عدم الالتزام بتوجيهات المرجعية سيكون هناك حكومة فساد ومسؤول ونائب فاسد ، لكن حينما نتحمل المسؤولية سيكون لدينا مسؤول جيدة وبرلماني مشفق وله دور صالح وحريص على الوطن ، لذا فالجميع امام فرصة جديدة يجب ان لا تضيع " .
وختم امام جامع براثا خطبته بالقول " لا يفوتني ان اشدد على الاجهزة الامنية مع كافة الجهودة المشكورة التي تبذل من اجل تامين وخدمة مواكب وزار الامام الحسين {ع} ، اعتقد ان هذه السنة تحتاج الى يقظة اكثر وجاهزية اعلى ، واسال الله سبحانه وتعالى ان يجعل هذه الجهود تتظافر من اجل تامين زوار الامام الحسين {ع} وكل ما يتعلق بهم " .