اتهم الاعلام التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني، السبت، وفي تطور لافت كلا من رئيس حركة التغيير نوشيروان مصطفى وايران "ضمناً" بالوقوف وراء التظاهرات والاحتجاجات التي اندلعت في السليمانية واوقعت بحسب احصائيات رسمية ٥٨ شخصا بين قتيل وجريح.
ونقل موقع "بيامنير" التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني عن مصدر خاص به ان "رئيس حركة التغيير نوشيروان مصطفى إجتمع بشكل سري مع عناصر جيش القدس التابع للجمهورية الاسلامية الايرانية، قبل ثلاثة أيام في ضواحي منطقة تدعى (سيرانبند) التابعة لقضاء بنجوين بمحافظة السليمانية"، مؤكدا أن "الاجتماع يعد الثالث من نوعه بين الطرفين"، بحسب الموقع.
وتظاهر العشرات من أهالي محافظة السليمانية، أمس الخميس، في ساحة السراي وسط المحافظة، للمطالبة بإجراء إصلاحات حكومية ومحاربة الفساد والمفسدين، وحاولوا اقتحام مقر للحزب الديمقراطي الكردستاني، فيما ردت حماية المقر بإطلاق النار عليهم، مما أدى إلى مقتل خمسة منهم وإصابة ٤٠ آخرين، فيما شوهدت قوات من البيشمركة تتجه من محافظة أربيل إلى السليمانية للسيطرة على الوضع.
واتهم الحزبان الكرديان الرئيسان، أمس الجمعة، في بلاغ صادر عن اجتماع المكتبين السياسيين للاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، بعض من وصفهم بالمشاغبين في مدينة السليمانية بزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي ودعيا حكومة الإقليم للتحقيق والمتابعة الجدية.
وردا على الاحداث تلك أعلنت كتلة التغيير،الجمعة، أنها لم تشارك في التظاهرات التي شهدتها محافظة السليمانية أمس، فيما أكدت سيطرة قوات الأسايش التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني على ثمانية من مقراتها في محافظة أربيل، في حين كشف مصدر عن خروج رئيس الحركة من السليمانية.
فيما حمل النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان في حديث سابق لـ"السومرية نيوز"، الجمعة، من سماهم بالعناصر "المندسة" مسؤولية أحداث تظاهرة السليمانية أمس، متهماً جهات إقليمية بالعمل على زعزعة الاستقرار في إقليم كردستان، فيما أكد أن الحوار بين الأطراف الكردية الثلاثة سيؤدي إلى حل الأزمة.
وكان الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني دعا، الجمعة، حكومة إقليم كردستان إلى تشكيل لجنة تحقيق في الأحداث التي شهدتها السليمانية أمس، مؤكدا أن اقتحام مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني يشكل خطراً على أرواح المواطنين.
وعقب أحدث الخميس، أفادت مصادر في حركة التغيير الكردية المعارضة بأن مقرها في دهوك تعرض للنهب على يد أنصار حزب البارزاني، بعد التعرض لمقر الحركة في أربيل إلى حريق مفتعل. وذكرت تلك المصادر أن نحو ٢٠٠ شاب، اقتحموا أمس الخميس، مقر حركة التغيير المعارضة في مدينة دهوك، وأنزلوا علمها، رداً على محاولة المحتجين الذين حاولوا اقتحام مبنى حزب الديمقراطي الكردستاني في السليمانية.
فيما أكد مدير شرطة نجدة دهوك الرائد رشيد محمد بيداوي لـ"السومرية نيوز"، إن قوات أمنية طوقت مبنى الحركة لحمايته من أي هجوم من قبل المحتشدين، مشيراً إلى أنه لم يتعرض لأي أضرار مادية، بل تم إنزال العلم فقط.
كما أعلنت ممثلية حكومة اقليم كردستان في بريطانيا أن ثمانية اشخاص حاولوا، ظهر اليوم، اقتحام مقر الممثلية في لندن مرددين هتافات ضد تندد بالحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، مشيرة إلى أن الشرطة البريطانية تدخلت ومنعت المهاجمين من الدخول، من دون أن تكشف عن هويتهم.
وفي تطورات اليوم السبت، افاد مصدر في مستشفى السليمانية العام، بان "مستشفى السليمانية العام استقبل، ظهر اليوم، أربعة مصابين من المتظاهرين الذين احتشدوا في ساحة السراي وسط المدينة".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "هناك انباء عن وجود عدد من المصابين لم يصلوا إلى المستشفى، وان سيارات الاسعاف هرعت لنقلهم"، بينما أكد شاهد عيان أن "عدد المصابين وصل إلى عشرة أشخاص".
وكان عدد من طلاب جامعة السليمانية قد تظاهروا، صباح اليوم، داخل الحرم الجامعي لإدانة العنف ضد المتظاهرين، والمطالبة بإخراج قوات البشمركة خارج المدينة، فيما منعت السلطات الصحفيين من دخول الجامعة، فيما تظاهر المئات من أبناء محافظة السليمانية، ظهر اليوم وسط المدينة مطالبين بالإفراج عن معتقلي تظاهرات الخميس وإخراج قوات البشمركة خارج المدينة.