وقد وقفنا وقفة اكبار واعتزاز للشباب المصري وكيف استطاع بطرق سلمية وهادئة ان يقود ثورته ويحقق ما يصبوا اليه ، وهكذا نلاحظ مطالب الشباب في العديد من الدول العربية .
جاء ذلك خلال الحفل البهيج الذي اقامه التجمع الاسلامي لطلبة العراق ، برعاية سماحته ، صباح الاثنين ٢١/٢/٢٠١١ على قاعة جامعة بغداد .
![](http://www.almejlis.org/media/pics/1298280322.jpg)
واشار سماحته بالقول : انتم اليوم تقفون وتعبرون عن ارائكم ورؤيتكم لطبيعة الحقوق وطبيعة الظروف التي يجب ان يكون عليها البلد ، لافتا الى ان هناك فرق كبير بين العديد من الشباب في البلدان العربية الاخرى فهم يطالبون للوصول الى ما وصلتم اليه قبل حين ، فهم يطالبون بتعديلات دستورية وانتخابات وما الى ذلك وهذا متحقق لكم والحمد لله ، اليوم الشباب العراقي يركز على حقوق ومطاليب ترتبط بخدمات، بتعليم ، بظروف معيشية ، وعموم المواطنين العراقيين يطالبون بذلك ، وقد وقفنا وسنقف وندافع عن هذه المطاليب وكلنا يعلم باننا بحاجة الى مزيد من الوقت لتحقيق هذه المطاليب .
واشار سماحته الى اننا نقف اليوم عند نقف حدث كبير هو ولادة نبينا الاكرم (ص) الانسان الذي لم برتق الى مستواه أي من البشر في الكون ، وان رسالة رسولنا الكريم تمثل رسالة التوحيد ، رسالة الوحدة والتكامل والتعاضد فيما بين ابناء هذه الامة ، واكد ان صحيح ان الامة انشطرت الى طوائف عدة ولكن هذه الطوائف تمثل رؤية للتدين ورؤية للالتزام بتعاليم السماء ، تمثل القراءة لما جاء به رسول الله (ص) ، وشدد ان المشكلة ليس في الطائفة بل انها في الطائفية التي تعني الانحياز والانفلات والابتعاد عن الاخرين وعدم احترامهم ، واكد نحن ننبذ الطائفية ولكننا نحترم الطائفة والالتزام لان الطائفة دين فيما ان الطائفية سلوك شاذ ، وان الاسلام وقف بشدة وحزم امام الانحرافات والخرافات والممارسات الشاذة .
واشار السيد رئيس المجلس الاعلى الى اهمية ان يتطور العلم وان تشهد المفاهيم العلمية تطورا هي الاخرى ، والتاسي برسول الله (ص) والاهتمام بقضايا الناس وتلبية تطلعاتهم ووخدماتهم مؤكدا ان هذا هو منج رسول الله .
وفيما يلي نص الكلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا سيد الأنبياء أبي القاسم محمد وعلى اله وصحبه الميامين .
قال الله تعالى في كتابة الكريم " لقد كان لكم في رسول الله أسوةُ حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيراً ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايماناً وتسليماً" ، "من المؤمنين رجال صدقوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "
بداية أعرب عن سعادتي في التحدث إليكم في يوم عظيم وهو ذكرى ولادة نبينا الأعظم ( ص ) والذي يقترن بذكرى ولادة إمامنا الصادق ( ع ) وقد جعل هذا الأسبوع أسبوع المودة والمحبة " قل لا اسألكم عليه اجراً الا المودة في القربى " هذه هي الآية الشريفة التي تشير الى أجر الرسالة والمطلوب منا ان نحمل المودة والمحبة لرسولنا الكريم وأهل بيته الكرام ( ع ) .
أيها الشباب انتم اليوم مثار الاهتمام في العالم الكل يتحدث عن الشباب في الوطن العربي والكل يتحدث عن المفتاح السحري الذي حصل عليه الشباب وتعرفوا عليه في الفترات الأخيرة عندما عرفوا ان المطالب العادلة والارتباط العادل وان الحضور والتعبير عن الرأي بطريقة سلمية وهادئة هي المدخل لتحقيق الأغراض وتحقيق الغايات ، وقفنا وقفة إعزاز وإكبار أمام الشباب المصري في مطالبه العادلة وكيف استطاع هؤلاء الشباب بطريقة سلمية وحضارية مثيرة للاهتمام أن يحظى بتقدير وتعاطف جميع الشرفاء في العالم العربي والإسلامي والعالم كله وهكذا نلاحظ مطاليب الشباب في العديد من الأقطار العربية تحظى بالاهتمام والتقدير ، واليوم انتم ايها الأعزاء تمثلون نموذجاً حضارياً متطوراً ومتقدماً تقفون وتعبرون عن آراءكم ورؤيتكم لطبيعة الحقوق وطبيعة الظروف التي يجب ان يكون عليها البلد ولكن هناك فرق كبير بينكم وبين العديد من الشباب في البلدان العربية الأخرى ، هم يطالبون بالوصول الى ما وصلتم اليه قبل حين يطالبون بتعديلات دستورية او انتخابات او ما الى ذلك وهذا ما تحقق لكم والحمد لله ، اليوم الشباب العراقي يركز على حقوق ومطاليب ترتبط بخدماته بتعليمه لظروفه المعيشية وغيرها من المطاليب المشروعة ، وقفنا ودافعنا وسنقف وندافع عن هذه المطاليب طالما علمنا ان الامور تسير في مسارها الصحيح واذا وجدنا انها أخذت مساراً آخر علينا ان نطور ونصحح واذا رأينا اننا نسير في الاتجاه الصحيح نتعاهد بصبر ومثابرة لتحقيق هذه المطالب المشروعة لأبناء شعبنا ، نقف اليوم أيها الأعزاء عند حدث كبير وولادة عظيمة لرسولنا ( ص ) هذا الإنسان الذي لم يرتقي الى مستواه أي إنسان وأي بشر في الكون ونجد ان رسالة رسولنا الكريم تتمثل في رسالة التوحد " قولوا لا اله الا الله تفلحوا " هذه الكلمة التي قالها الرسول ( ص ) وبقي ثابتاً عليها مكرراً لها حتى يتعرف الناس ان التوحيد والارتباط بالله تعالى وتجنب كل الأنانيات والاهتمام بالقضايا الأخرى التي تبعد الإنسان عن العبودية لله إنما هي انحراف للإنسان عن مسيرته التكاملية ، الوحدة والتكامل والتعاضد فيما بين ابناء هذه الامة ، صحيح ان الأمة الإسلامية انشطرت الى مذاهب وطوائف عدة ولكن هذه الطوائف تمثل رؤية للتدين والالتزام بتعاليم الإسلام تمثل القراءة بما جاء به رسول الله ( ص ) ولذلك فان الطائفة دين وعقيدة والتزام والطائفة نعمة ، المشكلة ليست في الطائفة وانما المشكلة في الطائفية التي تعني الانحياز والانغلاق والابتعاد عن الآخرين ، ان لايرى الانسان الاّ نفسه والاّ عقيدته ولايحترم الآخرين ويعتدي عليهم ، فالطائفة نعمة والطائفية نقمة ، الطائفة دين والطائفية سلوك شاذ عن الطريق ومحاولة استغلال العقيدة والدين بالحصول على مكاسب رخيصة او لتأجيج بعض الناس على الآخر ، من حق الإنسان أن يختار عقيدته ان كان مسلماً او مسيحياً او من أي ديانة أخرى ومن حق المسلم ان يعتقد ويفهم الإسلام على هذه الطائفة او تلك الطائفة بحسب تعدد القراءات فكل منا يبحث ويتوصل الى ما يجد فيه الحق ، نحن نحترم التعدد والطائفة وننبذ الطائفية ونحترم التدين والالتزام لجميع الناس أي كان تدينهم ، تعدد الطوائف يمثل رافداً حقيقياً لبناء المجتمع ، لتبادل المعارف والتجارب والتأريخ وهذه من المسائل المطلوبة في البناء الاجتماعي ، المجتمع هو جمع من الناس يتفاعل بعضهم مع بعض ، إذا غاب التفاعل وإذا غاب التعامل غابت سمة المجتمع ، والسؤال كيف يحصل التفاعل في المجتمع والجواب ان التفاعل يحصل بالأخذ والعطاء ان تأخذ شيء وتعطي شيء ، عندك فكرة او رؤية وتقدم خدمة وتتواصل مع الآخرين في شيء ما وتستفيد من خدماتهم ورؤاهم ومشاريعهم وما الى ذلك ، إذن الأخذ والعطاء يتطلب التنوع ، إذن التنوع هو الذي يحقق الأخذ والعطاء والأخذ والعطاء هو الذي يحقق التفاعل والتفاعل هو الذي يحقق معنى المجتمع اذن لا مجتمع بدون تنوع ، تعدد الطوائف هو مدخل مهم لبناء مجتمع حيوي فاعل ومؤثر يتفاعل الناس فيما بينهم ويتعاطف ويتبادلون التجارب ، التنوع يؤدي الى التفاعل ، أنت تمتلك فكرة و رؤية ومشروع او معلومة والآخر يمتلك رؤية أخرى فيحصل تبادل للمعلومات والافكار وينضح المجتمع من خلال هذه الفكرة ، الاسلام يقف موقف الاحترام لهذا التنوع " وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا " الاسلام ينظر للتنوع العشائري والفكري في الشعوب والحضارات وفي الرؤى ، في اليوم الذي نفكر فيه بطريقة واحدة وننظر للحياة بنظرة واحدة في ذلك اليوم يجب ان نشكك بأنفسنا بعقولنا بطاقاتنا يجب ان نكون مختلفين ومتعددين في القراءات ولكن نضع الإطار الصحيح الذي ينظم العلاقات فيما بيننا وفي الآية الشريفة " ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات " ليصبح كل واحد منكم يسبق الآخر في عقيدته وفي مشروعه وتصوراته ولكن يتقبل من الآخر فكره وعقيدته ويسمع للأخر يجب ان تكون لنا ثقافة الإصغاء والاستماع كما لنا ثقافة الحديث والبيان ، نقول ما نعتقد ونستمع لما يعتقده الآخرون ، إذن الرغبة الإنسانية في المنافسة وتوظيفها وتوجيهها باتجاهها الصحيح ليتنافس الناس في الخير والفضيلة ، تعدد الطوائف شيء حسن ولا يخل بوحدة الأمة الإسلامية " كنتم خير امة أخرجت للناس " هكذا يقول القرآن الكريم نحن امة واحدة وان اختلفنا في أفكارنا وقراءاتنا ورؤانا ، المؤمنين بالديانات السماوية المسلمين والمسيحيين وغيرهم كلهم يمثلون اطاراً يؤمن بالسماء ويؤمن بالله تعالى وهو إطار مهم بيننا واذا كان التنوع والتعدد يمكن ان يكون منشأ خير ورقي للمجتمعات ومنشأ تكامل بيننا فيجب ان لانخشى بعضنا البعض ولكن اذا كان البعض يستغل تعدد الطوائف في أغراض شريرة ومسائل ضيقة فان المشكلة ليس في تعدد الطوائف وإنما المشكلة في هذا الاستغلال السيء وهذا الاستغلال لاينحصر في قضية تعدد الطوائف وانما في كل شيء ، اليوم العلم يتطور والبعض يستغل هذا التطور من اجل فائدة الشعوب والأمم فيما أن البعض لآخر يستغل نفس هذا العلم ويصنع قنبلة نووية ويقت الآلاف من البشر فالمشكلة ليست في العلم انما المشكلة من يستغل هذا العلم ، رسالة الإسلام رسالة النبي ( ص ) هي رسالة التوحيد ورسالة الوحدة ، الاسلام وقف بشدة وبحزم أمام تلك الانحرافات والخرافات وتلك الممارسات الشاذة ولاسيما حينما تتجلبب بجلباب القداسة والدين ، لاخرافة في الاسلام ولا اوهام ولا سلوكيات شاذة في الاسلام ، الإسلام أكد على العلم والمعرفة " اطلب العلم ولو بالصين " اطلب العلم من المهد الى اللحد " العلم يجب ان يتطور والمفاهيم من اجل الوصول للعلم يجب ان تتطور حسب الفهم الاسلامي ونحن في العراق ليس بمعزل عن ذلك ، اليوم عندما نتحدث عن المناهج التدريسية وحينما نتحدث عن وسائل التعليم وعن النظم المتبعة في مدارسنا وجامعاتنا لابد ان تخضع لمراجعة وتحديث وتطوير مستمر ، هل ان طريقة دراستنا في الجامعات هي الطريقة المثلى ، عندما نجد الجامعات المتطورة تعتمد وسائل مختلفة تحقق نتائج افضل بكثير من نتائج جامعاتنا ، علينا ان نفتح عيوننا ونستفيد من تجارب الآخرين ونكيّفها مع واقعنا العراقي بقيمنا العربية والإسلامية في العراق وننفتح على هذه التطورات علينا ان نتأسى برسول الله ( ص ) الذي كان يعيش مع الناس وبينهم في تواضع ، علينا الاهتمام بقضايا أبناء شعبنا وتلبية تطلعاتهم وتوفير خدماتهم وهذا هو منهج رسول الله ( ص ) .
واشار سماحته الى اننا نقف اليوم عند نقف حدث كبير هو ولادة نبينا الاكرم (ص) الانسان الذي لم برتق الى مستواه أي من البشر في الكون ، وان رسالة رسولنا الكريم تمثل رسالة التوحيد ، رسالة الوحدة والتكامل والتعاضد فيما بين ابناء هذه الامة ، واكد ان صحيح ان الامة انشطرت الى طوائف عدة ولكن هذه الطوائف تمثل رؤية للتدين ورؤية للالتزام بتعاليم السماء ، تمثل القراءة لما جاء به رسول الله (ص) ، وشدد ان المشكلة ليس في الطائفة بل انها في الطائفية التي تعني الانحياز والانفلات والابتعاد عن الاخرين وعدم احترامهم ، واكد نحن ننبذ الطائفية ولكننا نحترم الطائفة والالتزام لان الطائفة دين فيما ان الطائفية سلوك شاذ ، وان الاسلام وقف بشدة وحزم امام الانحرافات والخرافات والممارسات الشاذة .
واشار السيد رئيس المجلس الاعلى الى اهمية ان يتطور العلم وان تشهد المفاهيم العلمية تطورا هي الاخرى ، والتاسي برسول الله (ص) والاهتمام بقضايا الناس وتلبية تطلعاتهم ووخدماتهم مؤكدا ان هذا هو منج رسول الله .
وفيما يلي نص الكلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا سيد الأنبياء أبي القاسم محمد وعلى اله وصحبه الميامين .
قال الله تعالى في كتابة الكريم " لقد كان لكم في رسول الله أسوةُ حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيراً ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايماناً وتسليماً" ، "من المؤمنين رجال صدقوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "
بداية أعرب عن سعادتي في التحدث إليكم في يوم عظيم وهو ذكرى ولادة نبينا الأعظم ( ص ) والذي يقترن بذكرى ولادة إمامنا الصادق ( ع ) وقد جعل هذا الأسبوع أسبوع المودة والمحبة " قل لا اسألكم عليه اجراً الا المودة في القربى " هذه هي الآية الشريفة التي تشير الى أجر الرسالة والمطلوب منا ان نحمل المودة والمحبة لرسولنا الكريم وأهل بيته الكرام ( ع ) .
أيها الشباب انتم اليوم مثار الاهتمام في العالم الكل يتحدث عن الشباب في الوطن العربي والكل يتحدث عن المفتاح السحري الذي حصل عليه الشباب وتعرفوا عليه في الفترات الأخيرة عندما عرفوا ان المطالب العادلة والارتباط العادل وان الحضور والتعبير عن الرأي بطريقة سلمية وهادئة هي المدخل لتحقيق الأغراض وتحقيق الغايات ، وقفنا وقفة إعزاز وإكبار أمام الشباب المصري في مطالبه العادلة وكيف استطاع هؤلاء الشباب بطريقة سلمية وحضارية مثيرة للاهتمام أن يحظى بتقدير وتعاطف جميع الشرفاء في العالم العربي والإسلامي والعالم كله وهكذا نلاحظ مطاليب الشباب في العديد من الأقطار العربية تحظى بالاهتمام والتقدير ، واليوم انتم ايها الأعزاء تمثلون نموذجاً حضارياً متطوراً ومتقدماً تقفون وتعبرون عن آراءكم ورؤيتكم لطبيعة الحقوق وطبيعة الظروف التي يجب ان يكون عليها البلد ولكن هناك فرق كبير بينكم وبين العديد من الشباب في البلدان العربية الأخرى ، هم يطالبون بالوصول الى ما وصلتم اليه قبل حين يطالبون بتعديلات دستورية او انتخابات او ما الى ذلك وهذا ما تحقق لكم والحمد لله ، اليوم الشباب العراقي يركز على حقوق ومطاليب ترتبط بخدماته بتعليمه لظروفه المعيشية وغيرها من المطاليب المشروعة ، وقفنا ودافعنا وسنقف وندافع عن هذه المطاليب طالما علمنا ان الامور تسير في مسارها الصحيح واذا وجدنا انها أخذت مساراً آخر علينا ان نطور ونصحح واذا رأينا اننا نسير في الاتجاه الصحيح نتعاهد بصبر ومثابرة لتحقيق هذه المطالب المشروعة لأبناء شعبنا ، نقف اليوم أيها الأعزاء عند حدث كبير وولادة عظيمة لرسولنا ( ص ) هذا الإنسان الذي لم يرتقي الى مستواه أي إنسان وأي بشر في الكون ونجد ان رسالة رسولنا الكريم تتمثل في رسالة التوحد " قولوا لا اله الا الله تفلحوا " هذه الكلمة التي قالها الرسول ( ص ) وبقي ثابتاً عليها مكرراً لها حتى يتعرف الناس ان التوحيد والارتباط بالله تعالى وتجنب كل الأنانيات والاهتمام بالقضايا الأخرى التي تبعد الإنسان عن العبودية لله إنما هي انحراف للإنسان عن مسيرته التكاملية ، الوحدة والتكامل والتعاضد فيما بين ابناء هذه الامة ، صحيح ان الأمة الإسلامية انشطرت الى مذاهب وطوائف عدة ولكن هذه الطوائف تمثل رؤية للتدين والالتزام بتعاليم الإسلام تمثل القراءة بما جاء به رسول الله ( ص ) ولذلك فان الطائفة دين وعقيدة والتزام والطائفة نعمة ، المشكلة ليست في الطائفة وانما المشكلة في الطائفية التي تعني الانحياز والانغلاق والابتعاد عن الآخرين ، ان لايرى الانسان الاّ نفسه والاّ عقيدته ولايحترم الآخرين ويعتدي عليهم ، فالطائفة نعمة والطائفية نقمة ، الطائفة دين والطائفية سلوك شاذ عن الطريق ومحاولة استغلال العقيدة والدين بالحصول على مكاسب رخيصة او لتأجيج بعض الناس على الآخر ، من حق الإنسان أن يختار عقيدته ان كان مسلماً او مسيحياً او من أي ديانة أخرى ومن حق المسلم ان يعتقد ويفهم الإسلام على هذه الطائفة او تلك الطائفة بحسب تعدد القراءات فكل منا يبحث ويتوصل الى ما يجد فيه الحق ، نحن نحترم التعدد والطائفة وننبذ الطائفية ونحترم التدين والالتزام لجميع الناس أي كان تدينهم ، تعدد الطوائف يمثل رافداً حقيقياً لبناء المجتمع ، لتبادل المعارف والتجارب والتأريخ وهذه من المسائل المطلوبة في البناء الاجتماعي ، المجتمع هو جمع من الناس يتفاعل بعضهم مع بعض ، إذا غاب التفاعل وإذا غاب التعامل غابت سمة المجتمع ، والسؤال كيف يحصل التفاعل في المجتمع والجواب ان التفاعل يحصل بالأخذ والعطاء ان تأخذ شيء وتعطي شيء ، عندك فكرة او رؤية وتقدم خدمة وتتواصل مع الآخرين في شيء ما وتستفيد من خدماتهم ورؤاهم ومشاريعهم وما الى ذلك ، إذن الأخذ والعطاء يتطلب التنوع ، إذن التنوع هو الذي يحقق الأخذ والعطاء والأخذ والعطاء هو الذي يحقق التفاعل والتفاعل هو الذي يحقق معنى المجتمع اذن لا مجتمع بدون تنوع ، تعدد الطوائف هو مدخل مهم لبناء مجتمع حيوي فاعل ومؤثر يتفاعل الناس فيما بينهم ويتعاطف ويتبادلون التجارب ، التنوع يؤدي الى التفاعل ، أنت تمتلك فكرة و رؤية ومشروع او معلومة والآخر يمتلك رؤية أخرى فيحصل تبادل للمعلومات والافكار وينضح المجتمع من خلال هذه الفكرة ، الاسلام يقف موقف الاحترام لهذا التنوع " وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا " الاسلام ينظر للتنوع العشائري والفكري في الشعوب والحضارات وفي الرؤى ، في اليوم الذي نفكر فيه بطريقة واحدة وننظر للحياة بنظرة واحدة في ذلك اليوم يجب ان نشكك بأنفسنا بعقولنا بطاقاتنا يجب ان نكون مختلفين ومتعددين في القراءات ولكن نضع الإطار الصحيح الذي ينظم العلاقات فيما بيننا وفي الآية الشريفة " ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات " ليصبح كل واحد منكم يسبق الآخر في عقيدته وفي مشروعه وتصوراته ولكن يتقبل من الآخر فكره وعقيدته ويسمع للأخر يجب ان تكون لنا ثقافة الإصغاء والاستماع كما لنا ثقافة الحديث والبيان ، نقول ما نعتقد ونستمع لما يعتقده الآخرون ، إذن الرغبة الإنسانية في المنافسة وتوظيفها وتوجيهها باتجاهها الصحيح ليتنافس الناس في الخير والفضيلة ، تعدد الطوائف شيء حسن ولا يخل بوحدة الأمة الإسلامية " كنتم خير امة أخرجت للناس " هكذا يقول القرآن الكريم نحن امة واحدة وان اختلفنا في أفكارنا وقراءاتنا ورؤانا ، المؤمنين بالديانات السماوية المسلمين والمسيحيين وغيرهم كلهم يمثلون اطاراً يؤمن بالسماء ويؤمن بالله تعالى وهو إطار مهم بيننا واذا كان التنوع والتعدد يمكن ان يكون منشأ خير ورقي للمجتمعات ومنشأ تكامل بيننا فيجب ان لانخشى بعضنا البعض ولكن اذا كان البعض يستغل تعدد الطوائف في أغراض شريرة ومسائل ضيقة فان المشكلة ليس في تعدد الطوائف وإنما المشكلة في هذا الاستغلال السيء وهذا الاستغلال لاينحصر في قضية تعدد الطوائف وانما في كل شيء ، اليوم العلم يتطور والبعض يستغل هذا التطور من اجل فائدة الشعوب والأمم فيما أن البعض لآخر يستغل نفس هذا العلم ويصنع قنبلة نووية ويقت الآلاف من البشر فالمشكلة ليست في العلم انما المشكلة من يستغل هذا العلم ، رسالة الإسلام رسالة النبي ( ص ) هي رسالة التوحيد ورسالة الوحدة ، الاسلام وقف بشدة وبحزم أمام تلك الانحرافات والخرافات وتلك الممارسات الشاذة ولاسيما حينما تتجلبب بجلباب القداسة والدين ، لاخرافة في الاسلام ولا اوهام ولا سلوكيات شاذة في الاسلام ، الإسلام أكد على العلم والمعرفة " اطلب العلم ولو بالصين " اطلب العلم من المهد الى اللحد " العلم يجب ان يتطور والمفاهيم من اجل الوصول للعلم يجب ان تتطور حسب الفهم الاسلامي ونحن في العراق ليس بمعزل عن ذلك ، اليوم عندما نتحدث عن المناهج التدريسية وحينما نتحدث عن وسائل التعليم وعن النظم المتبعة في مدارسنا وجامعاتنا لابد ان تخضع لمراجعة وتحديث وتطوير مستمر ، هل ان طريقة دراستنا في الجامعات هي الطريقة المثلى ، عندما نجد الجامعات المتطورة تعتمد وسائل مختلفة تحقق نتائج افضل بكثير من نتائج جامعاتنا ، علينا ان نفتح عيوننا ونستفيد من تجارب الآخرين ونكيّفها مع واقعنا العراقي بقيمنا العربية والإسلامية في العراق وننفتح على هذه التطورات علينا ان نتأسى برسول الله ( ص ) الذي كان يعيش مع الناس وبينهم في تواضع ، علينا الاهتمام بقضايا أبناء شعبنا وتلبية تطلعاتهم وتوفير خدماتهم وهذا هو منهج رسول الله ( ص ) .