ويبدو أن الاتهامات التي يتم تبادلها في بغداد من وراء منصات مصنوعة من خشب فاخر، تتخذ شكلا آخر في محافظة الأنبار، حيث تنقسم العشائر وفقا لمعادلة قد تكون معقدة بعض الشيء، يصل فيها الإقناع إلى حد الفناء، والدخول في معارك شرسة بين أطراف تتصارع الآن على السيطرة على المشهد الأنباري.
على الأرض، هناك انقسام واضح في محافظة الأنبار، فالأحداث جعلت من أعداء الأمس أصدقاء اليوم، والعكس صحيح جدا، حيث تشير مصادر عدة إلى تحالف قوي جمع علي حاتم السليمان وتنظيم القاعدة.
السليمان الذي كانت وسائل إعلام حكومية ومقربة من جهات نافدة تلقبه قبل سنتين من هذا التاريخ تقريبا بـ”أمير الدليم” قبل أن يفقد اللقب والقرب من المالكي سوية، لينتقل من حليف لدولة القانون إلى معارض شرس بلسان سليط.
وتحدثت “العالم الجديد” إلى مراقب للأحداث في محافظة الأنبار فصل “الثوار” أو ما يسمى بأبناء العشائر إلى قسمين، قسم يريد يتخلص من القوات الحكومية بأي طريقة، فيما القسم الثاني يريد أن يتخلص من القوات الحكومية عبر مقاتلي العشائر دون الاستعانة بتنظيم القاعدة أو داعش.
وأشار المراقب الذي رفض ذكر اسمه لدواع أمنية، إلى أن “القسم الأول بقيادة رافع الفهداوي الذي ابدى استعداده للتعاون مع قوات الجيش في حال كان التزام الجيش بالمعايير المهنية وابتعاده عن “الطائفية”.
ورافع الفهداوي هو أحد وجهاء عشيرة ألبو فهد، من عشائر محافظة الأنبار الكبيرة، التي جندت أبناءها لقتال تنظيم داعش وتمكنت من تحرير عدة مدن في المحافظة.
أما القسم الثاني فهو بقيادة علي حاتم السليمان، الذي تحالف مع القاعدة أو تم اختراقه من قبل القاعدة تحت ذريعة التخلص من سطوة القوات الحكومية وتحقيق الانتصار بأي طريقة، وهذا كله بحسب ما أفاد به مراقب الأحداث التي تجري الآن في الأنبار.
إلا ان مصدر آخر تحدثت معه “العالم الجديد” أمس، قال إن “جميع التنظيمات الإسلامية يقاتلون تحت مسمى (الثوار) ولا يوجد شيء اسمه تنظيم (القاعدة) أو داعش في الفلوجة”.
ولفت إلى أن “عناصر داعش يجتمعون في منطقة الملعب بالفلوجة وشارع ٢٠″، مشيرا إلى أن “الثوار ينظرون إلى داعش على أنهم من صنع الحكومة المركزية وأجهزة مخابرات دولية”. في إشارة إلى تدخل إيراني وهذا ما اتهمت به “متحدون” ائتلاف دولة القانون.
ونفى “سقوط الفلوجة بالكامل في أيدي الداعشيين”.
وفي تصريح نقلته “السومرية نيوز” أن النائب عن متحدون أحمد المساري، قال إن “اتهامات القيادي في ائتلاف دولة القانون ياسين مجيد لائتلاف متحدون بالتنسيق مع داعش لا تستحق الرد”، معتبراً أن “التنسيق بين داعش وقوات المالكي واضح جدا”.
وأضاف المساري أن “قوات المالكي هي من جاءت بداعش وادخلتها الانبار بعد انسحابها، ومن يقاتل داعش في الفلوجة والانبار هم جماهير وعشائر متحدون”، مؤكداً أن “كلام النائب مجيد عارٍ عن الصحة ولا يستحق الرد”.
واشار الى أن “قوات المالكي جلبت داعش الى الانبار من أجل توفير ذريعة لضرب المدينة، لكن اهل الانبار يحاربون داعش وبدأوا يستعيدون الانبار من جيش داعش والمالكي، وستحكم السلطة المحلية في المحافظة، ولا يريدون دخول الجيش”.
فيما أشار مصدر آخر تحدثت معه “العالم الجديد” أمس، إلى أن “الأوضاع في الفلوجة ليست جيدة، والوضع مضطرب”.
وبين المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أن “داعش تسيطر على مركز الفلوجة وعدد من الأحياء في القضاء، ويدور القتال الآن على أطراف الفلوجة بين فصائل الصحوة والجيش العراقي ضد تنظيم داعش”.
وفي حين يتهم مراقبون رافضون للعملية العسكرية في وادي حوران منذ اطلاقها، القرارات المستعجلة للقائد العام للقوات المسلحة لتحقيق انتصارات سريعة ذهب نكهتها بسقوط الأنبار بيد التنظيمات المسلحة، رأى آخرون أكثر اعتدالا أن “داعش” توجهت إلى المدن للخلاص من الضربات العسكرية بالاستعانة بخلاياهم النائمة.
إلا أن ما تتداوله الالسن مصطلح “دولة الثوار”، وبحسب مراقب أنباري أن “هؤلاء من اشد المعارضين لدخول قوات الجيش إلى مدن الأنبار”، لافتا إلى ان “من بين هؤلاء مندسين يقومون بإطلاق النار على قوات سوات والجيش العراقي”.