وعلى الطرق الرابط بين سامراء وبغداد يسير الزوار صوب مرقد ديني في المدينة إلا أن أعدادهم تبدو أقل من السنوات السابقة وهو ما يعكس مخاوف العراقيين من الأجواء الأمنية المشحونة والمعارك التي تدور في الانبار.
وتشن قوات الجيش العراقي منذ أكثر من اسبوعين حملة عسكرية واسعة النطاق في صحراء لمطاردة مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" المرتبط بالقاعدة.
واستغل مسلحو القاعدة امتداد التوترات لداخل المدن وسيطروا على مدينتي الفلوجة والرمادي وتدور معارك لاستعادتهما.
وينتشر أفرد الشرطة المحلية وقوات الجيش في أغلب أحياء سامراء القديمة وعلى طريق بغداد تحسبا لشن هجمات على الزائرين الذين يكونون عرضة لهجمات متشددين إسلاميين.
وتعمل الإدارة المحلية في سامراء على توفير خدمات للوافدين مثل وقود التدفئة والغاز والماء، كما استنفرت كوادرها الخدمية والطبية لمساعدة القادمين.
وترسم سامراء من خلال الزيارة التي رفعت فيها اعلام الحزن واصوات اناشيد العزاء صورة معتادة منذ سنوات ويراهن المسؤولون على قدرتهم على إنجاح الزيارة وحماية الوافدين في ظل الأجواء العامة غير المطمئنة في البلاد.
ويسكن سامراء عشائر سنية إلى جانب الشيعة وكانت قبل ٢٠٠٨ مسرحا للعمليات العسكرية.
واندلعت منها شرارة أعمال عنف طائفية أودت بحياة عشرات آلاف الأشخاص بين عامي ٢٠٠٦ و٢٠٠٨ عندما فجر مسلحون مرقد العسكريين المقدس لدى الشيعة.
ويقول قائممقام قضاء سامراء محمود خلف لـ"شفق نيوز" ان "الادارة المحلية اكملت استعدادتها قبيل موعد مناسب من الزيارة التي ستصل فيها ٢٥٠ موكبا على مدى اليوم وغدا".
واضاف خلف ان "الاستعدادت اكتملت ليوم الذروة غدا ويوم تأدية الزيارة صباح الجمعة".
وبشأن الإجراءات المتخذة لحماية جموع الوافدين، قال مسؤول رفيع في عمليات سامراء لـ"شفق نيوز" ان "اكثر من ١١ الف عنصر امن من لواء العسكريين ولواء صلاح الدين وستة افواج اسناد بالاضافة الى الشرطة المحلية والصحوة سيشاركون في عملة تأمين الزيارة".
واضاف الضابط وهو برتبة مقدم ان "القوات الامنية قد تزداد لتصل الى ١٥ الف عنصر وذلك اذا اقتضت الحاجة".
وفي مرقد الامامين العسكريين التي تستمر فيها أعمال إعادة الإعمار منذ سنوات، يقول عمار المرشدي مسؤول المكتب الاعلامي لـ"شفق نيوز" ان "المزار هيئة لاستقبال الزوار واوقفت اعمال الصيانة في داخله ورفعت الاليات لتسهيل حركة المرور".
ويشير المرشدي إلى ان "نسبة اعادة الاعمار جراء التفجيرات التي لحقت بالمزار وصلت إلى ٩٠ بالمئة، ولم يتبق سوى الشباك وكتائبه الذهبية الخاصة بالضريح".
ويضيف بالقول إن "ما تبقى خارج البناء هو اعمال التطوير والتوسعة"، لافتا الى "قرب انتهاء بناء مسجد جديد من طابقين يسع ٣ الاف مصلي يعلوه ١٤ قبة داخل اسوار الاماميين".
ويرقد في المزار الامام علي الهادي وابنه الحسن العسكري، ويضم في اطرافه غيبة الامام المهدي الذي يعتقد انه غاب منها ويظهر بعدها في اخر الزمان بحسب روايات الطائفة الشيعية.
ويقول المرشدي إن "هناك اعادة لبناء سور جديد للمزار وبعض الاعمال العمرانية الاخرى وهو ما يحتاج وقت لم يحدد لاتمامه".
ومن بعيد يمكن مشاهدة قبة المرقد ذهبية بالكامل، لكن يغطيها رداء احمر وبقربها المنارت وقبة مسجد سامراء الكبير، وأغلقت الأسواق المحيطة به منذ سنوات ولا يوجد هناك سوى عناصر الامن المنتشرين.