إلى جباية “أسعار الصيف” من المشتركين، بعدما سجلت ساعات الكهرباء الوطنية أدنى مستوياتها منذ بدء الشتاء الحالي. وفيما ربط مشغلو المولدات الزيادة الكبيرة في سعر الأمبير الواحد مؤخرا، بارتفاع سعر مادة الكاز، التزمت وزارة الكهرباء الصمت، أمس الأربعاء، إزاء التراجع غير المفهوم في ساعات التجهيز.
وأكد سكان من مناطق متفرقة في بغداد أن “مشغلي المولدات في مناطقهم، أبلغوهم بأن سعر الأمبير الواحد للتشغيل العادي، الذي يبدأ من التاسعة صباحا وحتى الثانية عشرة ليلا، هو ١٥ الف دينار، فيما يكون سعر الأمبير الواحد للخط الذهبي ٢٥ ألف دينار، إذ يستمر التشغيل حتى الخامسة فجرا”.
وقال هؤلاء، إن “المولدات الأهلية، لم تعد تعوض ساعات انقطاع الوطنية، لأن بعض المناطق في بغداد لا تحصل إلا على ٣ ساعات من المنظومة الوطنية يوميا”.
ورفض المتحدث باسم وزارة الكهرباء مصعب المدرس، التعليق بشأن التراجع الكبير في ساعات تجهيز السكان بالكهرباء الوطنية، لكنه قال في بداية الأمر إنه “مشغول”، ثم طلب مهلة “نصف ساعة”، قبل أن يعود ويغلق هاتفه بشكل نهائي.
ويقول مصطفى ناظم، ٢٣عاما، ويسكن في منطقة المنصور، غرب بغداد، إن سعر الأمبير في منطقته، “بلغ ١٥٠٠٠ دينار للخط العادي، أما الخط الذهبي فبلغ ٢٥٠٠٠ دينار”، مشيرا إلى أن “أصحاب المولدات لايقومون بتعويض المواطن عن ساعات الكهرباء الوطنية”، بينما يقول فوزي علي، ٤٢ عاما، وهو من سكنة منطقة الزعفرانية إن “سعر الامبير ١٠٠٠٠ وساعات التشغيل من الساعة ٢ ظهرا الى الساعة ١٢″. من جهته، قال مهند محمد، ٢٦ عاما، إن رئيس المجلس البلدي في منطقته، “يقف إلى جانب أصحاب المولدات الاهلية، وعندما نقوم بتقديم شكوى اما أن يخفيها أو يقوم بتعطيلها”.
لكن “أمير”، الذي يدير مولدة أهلية في بغداد، إن “ارتفاع سعر الامبير مقرون بارتفاع اسعار الكاز التي بلغت ٤٠٠ دينار للتر الواحد، وبعد إضافة مصاريف النقل والاكراميات، يبلغ سعر اللتر الواحد نحو ٧٥٠ دينارا”.
ويضيف أن “الخط الذهبي، الذي يعتمد التشغيل المستمر، يمثل خسارة لصاحب المولدة، أيا كان سعر الأمبير فيه، لأنه يكلف كميات ضخمة من الوقود ويرهق المولدة”.
ويقول انس النعيمي، وهو مهندس صيانة في إحدى المحطات التابعة لوزارة الكهرباء، ان “ساعات التجهيز متذبذة في مختلف مناطق بغداد، ففي بعض المناطق تبلغ ساعات التجهيز ١٢، والبعض الاخر ٨ وتصل الى ٦ ساعات في اليوم الواحد، بل وتنخفض أحيانا الى ٣″، مشيرا إلى أن “هناك مشاكل في محطات التوليد ومشاكل في محطات التوزيع والمشاكل الاخرى في الشبكات الهوائية في المناطق” .
وتحدث النعيمي عن مشاكل الشبكات الهوائية، ومنها “تجطيل” الاسلاك من قبل السكان، يسبب حملا زائدا على المحولات الكهربائية، فضلا عن “استخدام مواد من قبل المواطنين في هذه العمليات تسبب مشاكل كبيرة للشبكة”.
وذكر ان “العديد من سكان بغداد يحاولون الالتفاف على القانون الخاص بتوزيع ميزانية واحدة لكل بيت (طابو)، وذلك من خلال ربط الاجهزة ذات الحمل الثقيل خارج الميزانية التي تتحمل خطوطها ما مجموعه (١٨٠) امبيرا”.
وكان مجلس محافظة، أعلن نهاية الشهر الماضي رفع سعر الامبير من المولدات الكهربائية الحكومية الى ٦ الاف دينار والاهلية الى ٧ الاف دينار، بعدما حدد في وقت سابق سعر الامبير من المولدات الكهربائية الحكومية بـ٤ الاف دينار والاهلية بـ ٥ الاف دينار.
ويقول النائب الفني لمحافظ بغداد جاسم موحان البخاتي ان مجلس محافظة بغداد اصدر تعليماته لاصحاب المولدات الاهلية حيث تم رفع حصة الكاز لاصحاب المولدات من ١٠ لترات الى ١٥ لترا لكل واحد كي.في والتشغل سيكون من ١٢ -١ صباحا للمولدات الحكومية بسعر الامبير ٦ الاف دينار و المولدات الاهلي بسعر ٧ الاف دينار.
واضاف ان الخط الذهبي للتشغيل سيكون بسعر ١٢ الف دينار، مبينا ان “مجالس البلديات في بغداد وقيادة شرطة بغداد هي المسؤولة عن متابعة ومعاقبة المخالفين”.
واشار البخاتي الى انه تم الايعاز لجميع اصحاب المولدات في العاصمة بغداد اما بالنسبة للمخالفين لوقت التشغيل سيتم ايقاف حصة الكاز وايقاف راتب الكفيل عنهم.
لكن سكان بغداد يؤكدون أن أصحاب المولدات يتقاضون من المشتركين حاليا ضعف الاسعار التي أعلنها البخاتي، في ظل التراجع المستمر في ساعات تجهيز الكهرباء الوطنية.