أصدر المرجع الديني محمد تقي المدرسي ، الثلاثاء، فتوى تحرم التصدي للتظاهرات السلمية التي تخرج في العراق أو غيره من البلدان للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية، كما حرم إلحاق الضرر بالممتلكات العامة أو الخاصة من قبل المتظاهرين.
وقال المتحدث باسم المرجع الشيخ عبد الحسن الفراتي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الفتوى التي أصدرها المدرسي اعتبرت التصدي للتظاهرات الشعبية السلمية المطالبة بتحسين الظروف المعيشية والخدمية، من قبل أية جهة كانت، صداً عن سبيل الله"، مشيراً إلى أنها "تشدد أيضاً على الحرص على حق المواطنين بالتظاهر وحرية التعبير السلمي عن مطالبهم".
وأضاف الفراتي أن "المرجع المدرسي يتعاطف مع مطالب الناس ويقدر مدى حاجتهم لتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية"، مبيناً أنه "حرم أيضاً قيام أي من المتظاهرين بالتعدي على المصالح أو الممتلكات العامة والخاصة، وإلحاق الضرر بأي منها".
وذكر الفراتي أن "المرجع المدرسي شدد أيضاً على أن الحد الأدنى للضرر الذي يوجب التحريم، قد يصل إلى حد قيام أحدهم بقطف زهرة من حديقة عامة، أو كسر زجاج لمنزل عائد للمواطنين أو دائرة حكومية"، لافتاً إلى أن "الفتوى جاءت لتواكب التطورات الحاصلة في العراق ودول أخرى، والتظاهر حق من حقوق البشر في أي مكان بالعالم، ومن واجب السلطات الاستماع والإذعان لتلك المطالبات".
وكان المرجع الأعلى علي الحسيني السيستاني أيد، الجمعة ١٨ شباط الجاري، في فتوى وزعها مكتبه بالنجف، التظاهرات التي شهدتها مدن عديدة مؤخراً ضد نقص الخدمات والمطالبة بالإصلاح، لكنه اشترط أن تكون سلمية ولا تمس بالمصالح والممتلكات العامة والخاصة.
يذكر أن محافظات عراقية عديدة، شهدت مظاهرات مطالبة بتحسين الخدمات ورفع المستوى المعيشي، ومكافحة الفساد والمفسدين، وتخلل بعضها سقوط ضحايا، بعد قيام عناصر من الشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين، في حين قام متظاهرون بإشعال النار بمبان حكومية.
ومن المتوقع أن تشهد البلاد الجمعة المقبل في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، موجة من التظاهرات "العارمة" تلبية لدعوة أطلقتها جهات عديدة.