وقال عباس البياتي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الهدف من دعوة الصدر لإجراء استفتاء حول الخدمات والتظاهرات هو لقياس التطور الخدمي وإعطاء المسؤولين البيانات الأولية عن رأي الشعب حولها"، واصفا تلك الدعوة بـ"السلمية".
وأضاف البياتي أن "الاستفتاء سيعمل على إيصال صوت المواطن إلى المسؤولين"، مشيرا إلى أن "الأرقام التي ستظهر بعد عملية الفرز، سيتم اعتمادها كأساس في معرفة المناطق التي تعاني نقصا كبيرا في الخدمات".
وكانت الهيئة السياسية للتيار الصدري أعلنت، في وقت سابق من اليوم، أن زعيم التيار مقتدى الصدر أوعز بإجراء استفتاء عام ولمدة أسبوع في جميع محافظات العراق من ضمنها إقليم كردستان العراق على الخدمات وتأييد التظاهر.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر دعا، في الـ١٤ من شباط الجاري، أتباعه إلى التظاهر ضد "الاحتلال" ونقص الخدمات، مشدداً على أهمية أن يكون التظاهر سلمياً وبمشاركة مفتوحة من القوى الأخرى، فضلاً عن حقن الدم العراقي.
وتشهد البلاد منذ نحو ثلاثة أسابيع تظاهرات شعبية استلهمت من التظاهرات التي تجوب الدول العربية والتي أدت لحد الآن إلى سقوط نظامين سياسيين في تونس ومصر، وتتركز مطالب المتظاهرين في العراق بتوفير الخدمات وفرص العمل وصون الحريات وضمان حرية التعبير إضافة إلى معاقبة المفسدين في الدولة، تخلل بعضها صدامات بين القوات الأمنية والمتظاهرين، أدت إلى وقوع عدد كبير من الضحايا بين قتيل أو جريج، في حين قام متظاهرون بإشعال النار بمبان حكومية، لاسيما في مدينة الكوت، مركز محافظة واسط، حيث أطلقت القوات الأمنية النار على المتظاهرين، مما أسفر عن مقتل أحدهم وإصابة ٤٩ آخرين.
وامتدت التظاهرات لتشمل إقليم كردستان حيث تشهد مدينة السليمانية، نحو ٣٦٤ كم شمال العاصمة العراقية بغداد، منذ الخميس ١٧ شباط الجاري، تظاهرات شارك فيها المئات من الشباب وطلبة الجامعة، للمطالبة بإجراء إصلاحات حكومية ومحاربة الفساد والمفسدين، تحولت منذ يومها الأول، إلى مصادمات مع القوات الأمنية، أسفرت عن وقوع ١٣٢ قتيلاً وجريحاً حسب مصدر مسؤول في مديرية صحة السليمانية، حيث شهد اليوم الأول وقوع ٦٠ جريحاً واليوم الثاني ٢١ جريحاً واليوم الثالث ٤٨ جريحاً، فيما سقط ثلاثة قتلى خلال الأيام الثلاثة.
وكان عدد من المجموعات الشبابية والحركات ومنظمات المجتمع المدني دعا إلى التظاهر في ساحة التحرير يوم الجمعة المقبل الموافق، ٢٥ شباط، احتجاجا على سوء الخدمات وتفشي البطالة والفساد ومعاقبة المفسدين.