اعرب امام جمعة النجف الاشرف القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي السيد صدر الدين القبانجي عن رفض المجلس الأعلى الإسلامي تسييس التظاهرات التي يقوم بها عراقيون للمطالبة بالإصلاح وتوفير الخدمات ومكافحة الفساد، داعيا الحكومة العراقية إلى الاستجابة لمطالب المحتجين.
وقال السيد القبانجي خلال الملتقى الدوري لكوادر المجلس الأعلى الإسلامي في النجف الاشرف .إن المجلس الاعلى "يرى أن الاحتجاجات صحيحة ويدعو الدولة إلى الاستجابة لهم ويرفض تسييسها لهذه الجماعة أو تلك"، محذرا من استغلالها "لتتحول الاحتجاجات إلى محاولات إسقاط النظام".
وأضاف "لسنا مع تغيير النظام".ولكن "موقفنا هو المطالبة بالتصحيح ومحاسبة المقصرين ولابد من إعادة الثقة لدى الناس من خلال محاسبة المسؤولين المتصدين".
ولفت السيد القبانجي إلى أنه يتعين على المسؤولين العراقيين النزول إلى الشارع لـ"معايشة الجماهير".
وقال "الناس مستعدون للصبر حينما يجدون صدقا من المسؤول.. القمع غير جائز دستوريا وشرعيا والتلويح بالعصا الغليظة ضد الفقراء غير مقبول وخطأ كبيرا".
وشدد السيد القبانجي خلال حديثه على ضرورة تصحيح الجهاز القضائي مشيرا الى ان مجلس القضاء الاعلى مسؤول عن تصحيح المسيرة القضائية التي تشهد خروقات واخطاء وتجاوزات كبيرة .
و اكد القبانجي على " ان الدولة مطالبة بالنزول للميدان وتوفير البطاقة التموينية بسرعة وايجاد حلول سريعة كما طالب الدولة بان تعطي مستحقات مالية للناس مقابل عدم توزيع مفردات البطاقة التموينية لستة اشهر كذلك سنوات انقطاع وعدم توفر الطاقة الكهربائية وهكذا تقليل المنح ورواتب المسؤولين والاعتراف بالخطأ ومحاسبة المسؤولين وقال: الان الفرصة موجودة قبل ان يفوت الاوان.
وقال امام جمعة النجف ان التجربة العراقية هي تجربة قادها الشعب العراقي مضيفا انها تجربة نظام سياسي يقوم على اساس الدستور والشراكة الوطنية والتداول السلمي للسلطة، مشددا على الدول العربية والاسلامية التأسي بهذه التجربة الناجحة.
في الصعيد نفسه اكد ان هذه التجربة البيضاء تعاني من تحديات كالارهاب والفتن والطائفية التي نجح العراقيون في مواجهتها كما توجد فيها اخطاء وهفوات تحتاج الى تصحيح وتقويم وقال:
العراقيون اليوم اصبحوا يطالبون بالتصحيح ولا يطالبون بإسقاط النظام،والتجربة العراقية امام حركة مطلبية وجماهيرية تريد حقوقها المشروعة مضيفا ان الجميع يعتقدون ان الشعب العراقي لم ينل كامل حقوقه المشروعة.
وبين "ان ما يجري في العالم هو تغيرات سريعة لكن ليست سطحية او فوقية بل حتمية ونرى الان اثار ظلامة الشعب العراقي وصرخاتهم وقال:مبدأ (هيهات منا الذلة ) يجب ان يعم الشعوب الفقيرة المستضعفة.
الى ذلك اكدالسيد القبانجي ان العالم لاول مرة يشهد المظاهرات الشعبية المليونية التي كان اول من بدأها شيعة اهل البيت كما حدث في ايران والعراق، وقال:
نحن اليوم في انعطافة اكثر من تاريخية بل انسانية بعدها سيكون التحول نحو الله وحكومة (يملا الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا).
هذا واستنكر سماحته بشدة ما يجري من عنف ضد الشعب الليبي والاسف من سكوت العالم،كذلك استنكر ما يجري من قمع وسلب للحريات في البحرين واضاف:الواقع في البحرين هو محاولة تغيير نظام فاسد ،وقال مؤكدا:ندين محاولات جعل الواقع في البحرين طائفيا واتهامه بانه تحرك الشيعة ضد السنة.
وشهدت بغداد في الأيام الماضية تظاهرات في مناطق عدة للمطالبة بتحسين الخدمات وتوفير الوظائف، كما شهدت البصرة تظاهرة أخرى للسبب ذاته، وقبل ذلك شهدت الديوانية تظاهرة مماثلة، لكنها جوبهت بإطلاق نار عشوائي من قبل القوات الأمنية وأصابت أربعة متظاهرين.
وخرجت تظاهرات مماثلة احتجاجا على انقطاع الكهرباء في البصرة في حزيران من العام الماضي حيث فتحت الشرطة النار على المحتجين، مما أسفر عن سقوط قتيلين.