وقال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة السيد احمد الصافي في خطبة صلاة الجمعة بالصحن الحسيني الشريف ، "نحمد الله تبارك وتعالى على سلامة زوار العشر من محرم الحرام ونتوجه نيابة عن الجميع بالشكر للمسؤولين الرسميين وغير الرسميين الذين اسهموا بتامين الزيارة العاشورائية وحرصوا على سلامة الزائرين وتوفير الاجواء المناسبة امنيا وخدميا،ونسال الله ان يتم نعمه علينا دائما ويحفظ البلاد والعباد من شر الارهاب والارهابيين وان يجعل كيدهم في نحورهم".
واضاف السيد احمد الصافي ان "الانتصارات التي تحققت في بعض المناطق من قبل الجيش والمتطوعين لهي انتصارات كان ينتظرها الشعب مؤملا بابنائه البررة ان يكونوا دائما في مواقع الانتصار يدفعون عن العراق والعراقيين خطر الارهاب والارهابيين".
وتابع السيد الصافي "وهنا نود ان ننبه الى امرين،الاول هو ان التجربة السابقة خلال السنوات الماضية قد اثبتت ان الاختلافات السياسية بالشكل الذي كان فيه الاختلاف قد اضرت البلاد كثيرا واخرتها ولم تتقدم في مجالات شتى ومن جملتها العسكرية والامنية،اذ ان التجاذبات القائمة بين الفرقاء السياسيين اثرت في طبيعة القرارات التي اتخذت ولم تراع مصلحة البلاد في بعضها وقد انعكس ذلك سلبا عليها ولعل اخطرها تمكن الارهابيين من الدخول الى البلاد والسيطرة على مناطق معينة وهذا يعني ان هناك مسؤولية جسيمة وعظيمة تقع على عاتق السياسيين في فهم المرحلة الحرجة التي يمر بها العراق وفي مراعاة مصلحة البلاد وعدم ايصال الخلاف الى حالة الاحتراب او التضحية بتراب العراق او وحدته،ومن هنا فان الخلافات السياسية لها الاثر الكبير في عدم استقرار الوضع الامني،فكلما توسع الخلاف بطريقة فئوية او حزبية او مناطقية او طائفية فان ذلك يؤثر سلبا على الامن في البلاد،بل ربما يؤثر على الاحتقان بين القواعد الشعبية لكل فريق والنتيجة ستكون ليست لصالح اي فريق منهم،بل سيكون العراق هو كبش الفداء لا سمح الله وهذا ما لا يرضى به اي عراقي غيور على وطنه وحريص على وحدته وعلى الالفة بين ابنائه،داعين الاخوة الساسة الى مراجعة شاملة لكثير من المواقف التي كانت لها ابعاد سلبية على البلاد".
واسترسل ان "الامر الثاني هو ان بعض المفاصل العسكرية والامنية لم تبن بطريقة مهنية وعلمية خلال الفترة السابقة بسبب الخلافات السياسية من جهة والقصور او التقصير من جهة اخرى وقد تكون هناك اسباب اخرى تتعدى الحالات المذكورة،ومن اهم تلك الاسباب هو تفشي الفساد المالي والادراي في بعض مفاصل هذه المؤسسة ما فتح مجالا واسعا لاضعافها على الرغم من اهميتها بل لعلها المؤسسة الاهم،بالرغم من الموارد المالية الهائلة التي انفقت عليها ولا زالت فمن الواضح ان القوات العسكرية الامنية هي المسؤولة بشكل مباشر عن حماية البلاد من اي خطر خارجي او داخلي يمس امن المواطنين وهي المسؤولة عن الحفاظ على مؤسسات الدولة بعيدا عن اي تاثير سياسي عليها،فكيف ؟ اذا كانت هذه المؤسسة غير بعيدة عن الفساد،ومالذي سيحصل ؟،نعتقد ان ما حصل من تدهور امني قبل اشهر هو الكفيل بالاجابة عن ذلك".
وشدد على ان "الموضوعية تقتضي ان يتسنم المواقع العسكرية المختلفة من يكون مهنيا وطنيا مخلصا حازما شجاعا لا يتاثر عند اداء واجبه بالمؤثرات الشخصية او المادية،ونحن في الوقت الذي نشد على ايادي ابنائنا المخلصين وهم كثر في قواتنا المسلحة نتمنى ان تعالج بعض المشكلات التي تضعف هذه المؤسسة والقضاء على كافة مظاهر الفساد وان صغرت لان صغير الفساد كبير".
ومضى قائلا "وما الانتصارات الاخيرة التي تحقق على داعش الا شاهد على امكانية هذه القوات البطلة في ان تكون بمستوى المسؤولية لدحر الارهاب والارهابيين مصرة على النصر النهائي بعون الله تعالى واثقة بنفسها مطمئنة لهدفها معتقدة بمشروعية ما تقوم به وهو الدفاع عن العراق كل العراق".
وخلص وكيل المرجعية الدينية الى القول "اخذ الله تعالى بايدي ابنائنا لنصرة هذه البلاد والى مزيد من الانتصارات لتكسر شوكة الحقد والحاقدين والارهاب والارهابيين ".