وذكر الغبان في كلمته, "{الطيب بلعيز} وزيرَ الداخليةِ في الجمهوريةِ الجزائريةِ الديمقراطيةِ الشعبية رئيسَ اجتماعاتِ الدورةِ {الثانيةِ والثلاثين} لمَجلسِ وزراءِ الداخليةِ العرب والامير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وزيرَ الداخليةِ في المملكةِ العربيةِ السعودية.. الرئيسَ الفخريَ لمجلسِ وزراءِ الداخليةِ العرب نتوجَّهُ دائماً وأبداً للباري {عزَّ وجل} بوافرِ الحمدِ والشُكرِ على النِعَمِ التي أنعَمَها علينا، وما جمعُنَا الأخويُ العربيُ المباركُ هذا إلا نعمةٌٌ من تلكَ النِعم، وبكلٍ فخرٍ واعتزازٍ نتقدمُ بالشكرِ والعرفانِ للجمهوريةِ الجزائريةِ الديمقراطيةِ الشعبيةِ أرضاً وشعباً وحكومةً لاستضافتِها اجتماعَ الدورةِ الثانيةِ والثلاثينَ لمجلسِ وزراءِ الداخليةِ العرب، كما يسعدُنَا ويشرفُنَا أنْ ننقلَ لكم تحياتِ رئيسِ جمهوريةِ العراق و رئيسِ الوزراء وتمنياتِهما القلبيةَ بأنْ تتكللَ أعمالُ الاجتماعِ الحالي بالنجاحِ والتوفيق، والشكرُ موصولٌ الى الطيب بلعيز وزيرِ الداخليةِ في الجمهوريةِ الجزائريةِ على ما لمسناهُ من كرمِ الضيافةِ وحفاوةِ الاستقبال".
وتابع " لعلَ من المهمِ أنْ نذكرَ أنَّ العراقَ قد حذَّرَ مسبقاً وفي أكثرَ من محفلٍ عربيٍ ودوليٍ من تصاعدِ وتيرةِ الإرهابِ وانتقالهِ الى دولٍ أخرى، معَ التأكيدِ على أنَّ محاربتَهُ ومواجهتَهُ أصبحَتْ الآنَ أكثرَ من أي وقتٍ مضى، مهمةً عالميةً وواجباً يتطلبُ من دولِ العالمِ أجمع الالتزامَ به وباتَتْ نتائجُ هذهِ التحضيراتِ تظهرُ يوماً بعدَ آخر في الأيامِ المنصرمة، وأخذَ الإرهابُ يضربُ دولاً لَطالمَا اتسمَتْ بقوةِ ورصانةِ أجهزتِها الأمنيةِ والاستخباريةِ، الأمرُ الذي يتطلبُ منا جميعاً التوقفَ قليلاً والتمعنَ بالإمكانياتِ التي يتمتعُ بها هذا العدو، وكيفيةِ الحدِ من تلكَ الإمكانياتِ والقضاءِ عليها، تمهيداً للقضاءِ عليه بشكلٍ تام".
واكمل بالقول "هكذا وجدنا مجلسَ الأمنِ الدولي وهوَ يخطو بخطواتٍ متسارعةٍ من أجلِ الحدِ من هذا الخطرِ المُحْدقِ والقضاءِ عليه، فأصدرَ عدةَ قراراتٍ ضدَّ التنظيماتِ الإرهابيةِ المختلفةِ ومنها تنظيمُ ما يُعرفُ {بداعش الإرهابي} تلكَ القراراتُ التي تضمنَتْ عقوباتٍ وقطعَ الإمداداتِ البشريةِ والماليةِ ونزعَ السلاحِ عن هذا التنظيم، فضلاً عن فرضِ عقوباتٍ على أي جهةٍ تساهمُ بتجنيدِ مقاتلينَ أجانبَ لصالحِ هذا التنظيم، وكل تلكَ القراراتِ والإجراءاتِ يتخذُهَا مجلسُ الأمنِ الدولي تحتَ البندِ السابع الذي يعني استخدامَ القوةِ في تطبيقِ تلكَ الإجراءات، وما نشهدُهُ حالياً من قيامِ قواتِ التحالفِ الدولي بشنِّ عِدةِ غاراتٍ جويةٍ ضدَّ هذا التنظيمِ في العراقِ وسوريا هوَ خيرُ دليلٍ على ذلك".
واشار الى ان " َ أبناءُ القواتِ المسلحةِ وقوى الأمنِ الداخلي وقوى الحشدِ الشعبي وأبناءُ العشائرِ العراقيةِ التي لبَّتْ نداءَ المرجعيةِ الدينيةِ في العراق، تمكنوا من قلبِ موازينَ {معركةِ الوجود} التي خاضَها العراقُ ضدَّ داعش الإرهابي المتطرفِ المسمى {داعش} الذي كانَ ينوي تهديدَ أمنِ العراقِ والنَّيْلِ من وحدتهِ، ومنَ المفيدِ أنْ نذكرَ أنَّ قوى الحشدِ الشعبي وأبناءَ العشائرِ العراقيةِ هم متطوعونَ مدنيونَ من أبناءِ المحافظاتِ العراقيةِ كافة، وتعملُ كقوةٍ مسانِدةٍ الى جانبِ صفوفِ القواتِ العسكريةِ وبإمرتِها، ونستطيعُ هنا وبكلِ فخرٍ واعتزازٍ أنْ نعتبرَ هذهِ التجربةََ فريدةً من نوعِها تستلهمُهَا الشعوبُ لسحقِ جماعاتِ الإرهابيينَ وللمحافظةِ على كيانِها وسيادتِها، وقد تحوّلَتْ تلكَ المعركةُ من معركةِ وجودٍ الى معركةِ زوالٍ لعصاباتِ {داعش} التكفيريةِ وطردِ هذهِ العصاباتِ من كلِ شبرِ قامَتْ بتدنيسهِ،".
واكد ان " أبناءُ القواتِ العسكريةِ وقواتُ الشرطةِ وقواتُ الحشدِ الشعبي يستعدون لخوضِ آخرِ معركةٍ لهم في تحريرِ مدينةِ الموصلِ في الوقتِ القريبِ العاجلِ بإذنِ الله، ومن بعضِ تشكيلاتِ قواتِ الشرطةِ المقاتلةِ والمتمثلةِ {بقواتِ الشرطةِ الاتحادية}، هذا التشكيلُ الذي عملنا على تدريبهِ وتجهيزهِ بأحدثِ الأساليبِ والطرقِ المتطورةِ في مجالِ مكافحةِ الجريمةِ بصورةٍ عامةٍ ومكافحةِ الإرهابِ بصورةٍ خاصة، ورغمَ حداثةِ تشكيلِ الحكومةِ العراقيةِ الجديدةِ والتحدياتِ الكبيرةِ التي واجهتْهَا، باشرنا بإجراءاتٍ نعتقدُ أنها تنسجمُ معَ توجهِ السياسةِ العامةِ للدولةِ في الوقتِ الحاضر، هذا من جانب، ومن جانبٍ آخرَ نجدُهَا إجراءاتٍ مهمةً في ضوءِ التجاربِ السابقةِ وضروراتِ المرحلةِ الراهنةِ ومدى القدرةِ في تجاوزِ بعضِ الأخطاء، ومن بعضِ تلكَ الإجراءاتِ العملُ على إعادةِ هيبةِ الدولةِ وسيادةِ القانونِ من خلالِ السعي الى تكريسِ المهنيةِ واعتمادِها أساساً لعملِ ضباطِ ومنتسبي وزارةِ الداخليةِ وتحقيقِ الأمنِ لجميعِ العراقيينَ بغضِّ النظرِ عن مسمياتِهم وهوياتِهم وطوائفِهم، وقيامُنَا بإتباعِ سياسةِ الترشيقِ الإداري في هيكليةِ الوزارةِ والبناءِ التنظيمي لها، والعملُ على منع ترهّلِ هذهِ الهيكليةِ وإلغاءِ ما يمكنُ إلغاؤه من التشكيلاتِ التي تتضائل الحاجةُ إليها في الوقت الراهن، ولا يزالُ شغلُنَا الشاغلُ في هذهِ المرحلةِ هوَ التجهيزَ والتسليحَ والتخطيطَ لغرضِ إدارةِ المعاركِ الأخيرةِ، بإذنِ اللهِ تباركَ وتعالى، لإنهاءِ الخطرِ الإرهابي".
وقال "لقد أصبحَ واضحاً لكم أنَّ مهمةَ القضاءِ على الإرهابِ تقعُ على عاتقِ الجميع، وهذا يتطلبُ منا ومنكم المزيدَ والمزيد من الخطواتِ والإجراءاتِ الجديةِ والفعالةِ في مجالِ مكافحةِ الإرهابِ على مستوى التعاونِ والتنسيقِ الأمني والاستخباري والإعلامي من خلالِ تشكيلِ غرفِ عملياتٍ وربطِ أجهزةِ الاستخباراتِ وتبادلِ الخبراتِ والتجاربِ ومراقبةِ حركةِ الإرهابيينَ والمتطرفينَ عبرَ تنقلاتِهم على الحدودِ ومن خلالِ مراقبةِ البيئاتِ التي تُنتجُ هؤلاءِ المتطرفينَ فكراً وسلوكاً وتحريضاً وفتاوى، وكذلكَ الخطواتُ الأمنيةُ لمكافحةِ الإرهابِ وتجفيفِ منابعهِ وتقديمِ المزيدِ من الدعمِ والتأييدِ للحكومةِ العراقيةِ وقواتِها المسلحةِ الذينَ يقاتلونَ نيابةً عنكم وعن العالمِ أجمع في مواجهةِ الإرهابِ والإرهابيينَ،".
ودعا الى خطواتٍ وإجراءاتٍ ملموسةٍ وعاجلةٍ في تجهيزِ القواتِ المسلحةِ العراقيةِ بالعتادِ والسلاحِ من أجلِ إنجاحِ وديمومةِ المعركةِ الحاسمة، كما نتطلعُ الى خطواتٍ وإجراءاتٍ ملموسةٍ في تقديمِ العونِ لأبناءِ العراقِ من النازحين، الذينَ يعيشونَ ظروفاً صعبةً في ظلِ هذا الظرفِ الراهن، ومدى إمكانِ التعاونِ العربي وفقاً للإستراتيجيةِ العربيةِ للحمايةِ المدنية – الدفاع المدني او أي تشكيلٍ معنيٍ آخرَ في وزاراتِ الداخليةِ لتقديمِ العونِ لهم، وإننا نتطلعُ الى تقديمِ تلكَ الخطواتِ والإجراءاتِ من خلالِ أي وسيلةٍ يتوصلُ إليها المجتمعون، وتفعيلِ العملِ بالاتفاقياتِ الثنائيةِ والمتعددةِ الأطرافِ ووضعِ الآليةِ الواضحةِ في تنفيذِ بنودِ الاتفاقيةِ العربيةِ لمكافحةِ الإرهاب، كما يدعونا الى التعاونِ المثمرِ في جمعِ وتبادلِ المعلوماتِ وتوحيدِ الجهودِ الإعلاميةِ بهذا الصدد".