وجاء ذلك في كلمة الحكيم بديوان بغداد للنخب السياسية والكفاءات العراقية في مكتبه الرسمي ببغداد, السبت التي بين فيها أهمية التصدي إلى كافة محاولات التغيير الديموغرافي في البلاد ، لافتا إلى ضرورة إعادة النازحين إلى منازلهم ومدنهم على وفق معايير تمنع سيطرة داعش من جديد ، مشددا على ضرورة تحديد سقف لعملية المصالحة الوطنية متمثلا بالدستور والعملية السياسية وان يكون التعديل على وفق الأطر الدستورية التي حددها الدستور نفسه .
واوضح السيد عمار الحكيم ان " لقاءات القادة واجتماعاتهم لها صورة تخفف المشكلات لكنها لا تحلها ، ما يؤكد الحاجة إلى مصالحة وطنية متسلحة برؤية استراتيجية شاملة تطمئن الجميع وتوزع الأدوار بينهم ، داعيا إلى تحديد أطراف المصالحة وضماناتها ما يتطلب من المتصدي للمصالحة أن يكون قادرا على تهدئة ساحته ، مشددا على أن المصالحة لا تشمل الدواعش وكل من تلطخت أيديهم بدماء العراقيين " .
وقارن الحكيم بين " التنظيمات الإرهابية في البلاد من حيث وجود العراقيين في كل تنظيم منهم بدءً من القاعدة والتوحيد والجهاد بزعامة المقبور الزرقاوي ، مرورا بتنظيم الدولة الإسلامية بزعامة الارهابي أبو عمر البغدادي وصولا إلى عصابات داعش الارهابية بزعامة أبو بكر البغدادي ، مبينا ان المعالجات لا تقتصر على الأمنية منها وان كانت هذه ضرورية ولابد منها إنما هناك معالجات واجب توفرها على وفق السلة الواحدة كالاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، داعيا إلى استذكار الحلول الشاملة وعدم الاعتقاد بأن المسألة تنتهي بالانتصار العسكري ، مشيرا إلى أهمية التصدي للمناهج الدراسية التي تدعو للقتل والإرهاب ، حاثا الجميع على تمكين الصوت المعتدل والاستماع له ، مذكرا بتأكيدات المرجعية الدينية العليا المتكررة على ضرورة أن يكون لأبناء المحافظات المستباحة من داعش دور في تحريرها ؛ كي يشعروا بالانتصار على هذه العصابات الاجرامية ، مشيدا بالانضباط العالي لقوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي والعشائر العراقية وحضور زعماء القبائل حتى في غرف العمليات ، لافتا إلى أن تقدم القوات العراقية يفتك بداعش من جهة ويقوي العشائر وأبناء المناطق ما يزيد جبهة مواجهتها " .
واشار السيد عمار الحكيم إلى دور العشائر في إعادة اللحمة الوطنية ومعالجة التبعات النفسية التي خلفتها داعش على اسر الشهداء والأيتام والأرامل ، مبينا أهمية الإصلاح السياسي ان كان من القاعدة إلى القمة او العكس ، مؤكدا حاجة البلاد إلى مركز دراسات لمرحلة ما بعد داعش ، لافتا إلى أن المفسدين والمتشددين هم المتسببون بالإرهاب ، عادا الربح الأكبر والأوحد هو في عراق موحد من دون الدخول في أي محور وان تكون مصلحة البلاد أساس كافة العلاقات .
ودعا الحكيم إلى " تشريع قانون الحرس الوطني ضمن الإطار الوطني ، مبينا ان الحشد الشعبي من كافة الأطياف في طريقه لمزيد من التنظيم وهو يمتلك عقيدة وقادته في الصف الأول ، مشيدا بالروح العالية لجرحى القوات الأمنية الباسلة وابطال الحشد الشعبي " .