وذكر عبدي المهدي في مقالة تلقت "شبكة فدكـ الثقافية" نسخة منها "لا يبدو الوصول لقاسم مشترك لمفهوم الدولة مستحيلاً لكنه يتطلب جرأة وشجاعة تنظر للمستقبل والمصالح العليا والبعيدة لكل الاطراف، وليس لشخص او طرف واحد. اذ يمكن للعُقد الاجتماعية المختلفة للمكونات المختلفة ان تتفكك عند القاسم المشترك للدولة الموحدة.. ولتحقيق ذلك لا يطلب من احد التخلي عن هويته او تذويبها، كما يقترح البعض، بل المطلوب الجرأة مع النفس في نقل ما نقوله علنا الى غرف لقاءاتنا السرية.. المملوءة بركام كبير من ردود افعال هي بذاتها طبيعية، لكنها سلبية مما ثوارثناه بسبب الانظمة الفاسدة المستبدة.. فاستشرى عندنا جميعاً المرض والخوف من الاخر والعقد المعطِلة.. والكثير من الممارسات التي نلجأ اليها, لكننا نخجل من اعلانها ونغلفها بكلمات نتستر بها. فضميرنا وفطرتنا تصونان لسان معظمنا على الاقل".
واضاف ان " التصريح العلني هو واحد من الحجج لصوابية شعارات وحدة الوطن واخوة الكرد والعرب والتركمان وغيرهم.. ووحدة الشيعة والسنة.. وتعايش الاسلام والمسيحية وبقية الديانات.. ونبذ الطائفية والكراهية والعنف.. وحبنا للحرية والاستقلال والعدالة.. ورغبتنا في افضل العلاقات مع محيطنا وعالمنا. فاذا عززت افعالنا بقية الحجج لما نصرح به، فاننا نستطيع الاطمئنان من توفر المرتكزات الاساسية للعقد التاسيسسي.. وستتحقق التعبئة الاجتماعية الكبيرة باثارها التوليدية المتضاعفة لعناصر القوة، القادرة على محاصرة الازمات وتجاوزها.. وسنسير ولو من زوايا مختلفة نحو اهداف مشتركة تزداد سياساتها تكاملاً ووحدة.. مما سيسهل تنظيم العلاقات والرؤى مع الجوار بكل الامتدادات والارتباطات.. ليعود للعراق الانسجام مع نفسه ومحيطه.. ودوره التاريخي، كعقدة المنطقة، وليتجاوز العطل التاريخي الذي اصابه منذ قرون، وليدخل في دورة اعادة انتاج نفسه كمركز لواحدة من اهم حضارات العالم.
واكمل بالقول "سيكون تعاقد الشيعة والسنة والكرد اساس تعاقد جميع الشركاء الاخرين.. فالتعاقد بطبيعته يرسي اسس الاعتراف بالاخر وحقوقه، فلا يقوم على الاستفراد او التعطيل.. فاساسه القاسم المشترك الذي هو الدولة الديمقراطية الاتحادية التعددية المتوزعة الصلاحيات، الحريصة على مجتمع قوي وشعب متعايش.. واجبها رعايته وخدمته وتحقيق مصالحه ومطامحه.. حيث يجد الجميع حقوقهم ومطالبهم بكامل ابعادها وصورها البناءة والمتعايشة. وحيث الاعتراف بالاخر ليس اعداداً او هويات مجردة فقط لا مضامين او اثقال نوعية لها.. بل بالضرورة اعترافاً بالوزن والنوع والخصوصية والتاريخ والارض والامتداد والمستقبل حقوقاً، بكل تفاصيلها الدينية والمذهبية والاعتقادية والقومية. لذلك يجب ان نرفض في كتاباتنا وقوانينا تسمية الاخرين كالمسيحيين والشبك والازديين والصابئة والفيليين اقليات، بل هم هويات ونوع بذاته بغض النظر عن اعدادها.. وان الاجراءات التمييزية الايجابية الخاصة هي لحمايته ومنحه عناصر القوة امام موجات تسعى لتذويبه وسحقه وتهريبه".