وقال عبد المهدي في بيان أصدره مكتبه الإعلامي تلقت "شبكة فدكـ الثقافية" نسخة منه اليوم انه" جرى جدل طويل حول مقترح القانون وانه مجرد فكرة، وانه لا يحق لمجلس النواب تشريع القوانين ما لم تقدمه السلطة التنفيذية كمشروع قانون، وهو ما عطل الدور التشريعي لمجلس النواب، وجعله تابعاً للسلطة التنفيذية، فتعطلت قوانين وصارت البلاد تدار باوامر لادستورية ولامؤسساتية، وسياسات الامر الواقع، والتعارض بين السلطات، وتعطيل بعضها البعض الاخر، بدون مرجعية نهائية لحسم الأمور، بينما النظام الدستوري يقوم على ان العراق بلد جمهوري، ديمقراطي، تعددي، لامركزي واتحادي-فيدرالي". وبين ان" النظام السياسي هو نظام نيابي برلماني قائم على الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وقد جاء قرار المحكمة الاتحادية واضحاً لحد كبير في اعادة الدور التشريع النواب مؤكدة ان "السلطة التشريعية تمارس مهامها واختصاصاتها المنصوص عليها في المواد {٦٠، ٦١، ٦٢، ٦٤/اولاً} من الدستور، وفي مقدمة هذه المهام القيام بتشريع القوانين الاتحادية التي تقتضيها المصلحة العامة ووفقاً للسياقات الدستورية". وأضاف" وممارسة هذا الاختصاص والصلاحية يلزم ان يكون مراعياً لمبدأ الفصل بين السلطات الذي مرت الاشارة اليه، وان لا يكون من بين القوانين التي يشرعها مجلس النواب مباشرة ما يمس هذا المبدأ، ومن تلك القوانين التي تمس هذا المبدأ هي القوانين التي ترتب التزامات مالية على السلطة التنفيذية لم تكن مدرجة في خططها او في موازنتها المالية دون التشاور معها واخذ الموافقة بذلك، وكذلك القوانين التي تتعارض مع المنهاج الوزاري الذي نالت الوزارة ثقة مجلس النواب على اساسه، وكذلك ان لا تكون ماسة بمهام السلطة القضائية دون التشاور معها لان في ذلك تعارضاً لمبداً استقلال القضاء.. الخ". وأشار الى ان" هذا القرار يزيل الكثير من الالتباس والغموض لادوار السلطات المختلفة، ويؤكد ان مجلس النواب يستطيع عبر مقترح القانون شرعنة القوانين، عدا فيما يمس استقلالية القضاء او في الامور المالية دون موافقة السلطة التنفيذية، او بما يناقض المنهاج الوزاري"، مبينا ان" هذا تطور مهم، لعله سيعيد محورية مجلس النواب في النظام السياسي، ويسمح له بتصفية التناقضات بين القوانين الموروثة والدستور، كما انه امر مهم لمنح الشرعية لعدد غير قليل من القوانين اصدرها مجلس النواب، ومنها قانون الولاية الثالثة والمحافظات وغيرهما". واستطرد قائلا" لا نعتقد ان التعارض او ان الفوضى سيزولان تماماً.. لكن هذا القرار اوضح بما لا يقبل الشك مرجعية مجلس النواب كمحور للنظام السياسي، واوضح ان الدستور سيبقى حبراً على ورق ان لم تشرعن القوانين التي تبث الدماء فيه، وان السلطتين التشريعية والتنفيذية مسؤولتان عن تشريع القوانين عبر مقترحات القوانين ومشاريع القوانين التي يوافق عليها في النهاية مجلس النواب، وان القوانين ستبقى بدورها مواداً قابلة للتأويلات والتفسيرات المختلفة بين الدوائر والسلطات، ما لم تصدر التعليمات وفق ذلك من الجهة التي يكلفها القانون ذاته".