واصفا بانه كان محبطا للعراقيين وللعرب جميعا, وان ذلك يسيء لسمعة الجامعة العربية ودولها والعمل العربي المشترك.
وفيما يخص ارتفاع نسبة البطالة في العراق، أشار سماحته الى ان البطالة ونسبها المرتفعة باتت تشكل ظاهرة خطيرة تترك اثارا سلبية في الواقع النفسي والاقتصادي والامني في مجتمعنا العراقي، معتبرا ان زيادة عدد العاطلين ربما يؤدي الى ارتفاع معدلات الجريمة.
مؤكدا بان صندوق دعم العاطلين عبر توفير رواتب وقتية لحين توفير فرص العمل يمثل مدخلا اخرا لحل هذه المشكلة ، فضلا عن وضع الحلول للمشاكل التي تواجه عدد كبير من اصحاب العقود الذين يمارسون دورا وظيفيا منذ عدة سنوات في وزارات ودوائر مختلفة، خاصا بالذكر موظفي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. مؤكدا بانه ليس من المنطقي بقاء الالاف من الشباب وبما يملكون خبرة متراكمة في مجال الانتخابات على العقود المؤقتة، مستغربا عن عدم تفعيل الدرجات الوظيفية المخصصة للمفوضية في موازنة عام ٢٠١١.
وفيما يلي اهم ماجاء في الملتقى الثقافي الاسبوعي
الوضع العربي
وفي موضوع الاحداث الجارية في العالم العربي، اكد سماحته انه يتابع بقلق والم مايجري في الساحة العربية من صراع بين الشعوب الطامحة للحرية والكرامة والراغبة ببناء دولها على اسس دستورية تشريعية وتنفيذية والعودة الى الانتخابات والتداول السلمي للسلطة وتحسين الواقع المعيشي والالتزام بالديمقراطية اساس لادارة شؤونهم وامورهم , مؤكدا بان الحكام المستبدين الطغاة الظالمين لايرون الا انفسهم ومصالحهم .
وبين سماحته ان كرامة الدول من كرامة شعوبها وليس من كرامة حكامها، معبرا عن امتعاضه من تبديد المال العام وتجميد ارصدة مالية هائلة بعشرات المليارات من الدولارات لهذه الدولة او تلك , وقال سماحته "بدات تظهر الارقام وبدانا نتعرف على حجم الميزانيات التي اودعت في المصارف الاجنبية، و الناس يعيشون الفقر والفاقة والحرمان في بعض هذه الدول العربية وان ماسمعناه اليوم من ان في ليبيا وحدها بلغ عدد الضحايا عشرة الاف ضحية وخمسة وخمسون الف جريح بحسب الاحصائيات المتاحة، وربما الارقام الحقيقية اكبر بكثير من ذلك ما يثبت ان هؤلاء الحكام لايعلمون ان كل قطرة دم لبريء ستتحول الى بركان يهز عروش هؤلاء الطغاة والظالمين ".
وناشد الحكام العرب الى ان يقفوا عند هذا الواقع وان يتخذوا الاجراءات الصحيحة التي تبقي لهم الذكر الحسن من خلال الانصياع للارادة الشعبية والتماشي مع الحقوق المشروعة والمطالب الحقة لهذه الشعوب الكريمة.
وعبر رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عن " التضامن والنصرة والتاييد لكل كلمة صادقة ولكل شعار عادل ولكل خطوة صحيحة تنسجم مع المباديء والمطامح الحقة والمشروعه لهذه الشعوب الكريمة".
مؤكدا وقوفه ودفاعه عن الانسان اينما كان وتمنياته بالخير للشعوب العربية والاسلامية والانسانيه اجمع لان هذه هي ثقافة رسول الله ص واهل بيته الكرام (ع).
ثورة الشعب العربي درس بليغ للعراق
وأكد سماحة السيد عمار الحكيم ان ما يجري في المنطقة العربية اليوم يمثل درسا بليغا لنا في العراق وهي رسالة مفتوحة للسادة المسؤولين في هذا البلد الكريم تذكرهم على الدوام بمسؤولياتهم الشرعية والوطنية في تلبية احتياجات الناس والاهتمام بخدمتهم وتوفير الظروف المعيشية الملائمة لهم والوقوف عند همومهم وقضاياهم ، معتبرا ان امام العراق فرصة حقيقية وتاريخية لتحقيق الاعمار والازدهار وتحقيق الانطلاق الكبير والواضح في هذه التجربة حيث اصبح العراق يتقدم العديد من الدول العربية الكريمة بتجربته الديمقراطية ونظامه السياسي التعددي وعليه ان يثبت قدرته على ان يقدم النموذج الطيب والمتميز في مجال الخدمة العامة وفي تحقيق الاعمار والازدهار وفي تلبية احتياجات الناس وفي توفير الامن والاستقرار لهذا الشعب الكريم حتى يكون قدوة تقتدي به الدول العربية الكريمة ، مشددا على قدرة العراق في مد يد العون والمساعدة الى اشقاءه العرب وتقديم تجربته الديمقراطية المميزة خصوصا مع توفر عناصر النجاح في هذه التجربة والمتمثلة بالعقول العراقية الزاخرة والثروة والامكانات و العمق الحضاري، معتبرا ذلك عناصر قوة مهمة تمكن العراق من الانطلاقة الحقيقية ولاينقصنا نحو الاعمار والبناء وانجاح التجربة وتعزيز الشراكة والثقة بين الاطراف العراقية وتوحيد الرؤية في عملية بناء الدولة وترميم المنظومة الادارية والتشريعية مما يسهل عملية انسجامها مع متطلبات المرحلة ووضع الرجل المناسب والكفوء غي الموقع المناسب حتى يحقق النتائج المرجوة التي يريدها المواطن العراقي في الاعمار والازدهار.
تطورات الوضع الامني ..وتعيين الوزراء الامنيين
اشار سماحته الى ان التطورات الامنية الاخيرة والانفجارات واستهداف بعض المحال التجارية واغتيال بعض كبار المسؤولين في الايام القليلة الماضية انما هي مؤشرات على تراجع الوضع الامني ، مشددا على ضرورة الوقوف في اسبابها والدوافع التي دفعت لمثل هذه الخروقات الامنية ومعالجتها معتبرا الحفاظ على الامن والاستقرار يمثل مدخلا مهما من مداخل تحقيق النجاح والاستقرار ، اضافة الى ان مليء الشواغر في الوزارات الامنية ووضع الشخصيات المستقلة الكفوءة في هذه الوزارات يمثل مطلبا ملحا وضروريا علينا ان نقف عنده وان نتخذ فيه الاجراءات السريعة ولاسيما ان المؤسسة الامنية والعراقية تستعد لتحمل مسؤولياتها الكاملة في تحقيق الامن والاستقرار في ظل انسحاب القوات الاجنبية بالكامل في نهاية هذا العام .
البطالة ..ودور القطاع الخاص في معالجتها
أشار سماحته الى ان البطالة ونسبها المرتفعة في العراق باتت تشكل ظاهرة خطيرة تترك اثارا سلبية في الواقع النفسي والاقتصادي والا مني في مجتمعنا العراق معتبرا ان زيادة عدد العاطلين ربما يؤدي الى ارتفاع معدلات الجريمة ما يتطلب وضع حل سريع لمثل هذه الاشكاليات وهذه الظاهرة التي باتت ترهق كاهل العراقيين وتضغط عليهم بشكل كبير .
وأكد سماحته ان الاضرار الكبيرة التي لحقت بالقطاع الزراعي والصناعي جراء سياسات الانظمة البائدة والتي لم تلقى طريقا للمعالجة خلال السنوات الثمانية الماضية بما ينبغي وعدم تمكين القطاع الخاص في اخذ دوره المناسب لمليء الفراغات ولتقديم الخدمة المناسبة لابناء شعبنا كان له اثر كبير في اتساع رقعة البطالة وتحمل المسؤولية الكاملة من قبل الحكومة في توفير فرص العمل للعاطلين وهي قضية تكاد تكون خارج قدرات الحكومة ، داعيا الى وضع السياسات القصيرة والطويلة الامد لمعالجة هذه الاشكاليات وهذه المعضلة الكبيرة مشدا على أهمية تفعيل القطاع الخاص بكافة مستوياته ومدياته على ضوء القانون والدستور وتنفيذ كل المتطلبات التشريعية والتنفيذية لهذا الغرض مما سيوفر ملايين من فرص العمل مما سيساعد في حل المشكلة بشكل كبير وواسع وسريع .
في هذا السياق أكد سماحته ان صندوق دعم العاطلين عبر توفير رواتب وقتية للعاطلين عن العمل لحين توفير فرص العمل يمثل مدخلا اخرا لحل هذه المشكلة ، فضلا عن وضع الحلول للمشاكل التي تواجه عدد كبير من اصحاب العقود الذين يمارسون دورا وظيفيا منذ عدة سنوات في وزارات ودوائر مختلفة ولا زالوا يعانون من التعامل معهم على اساس العقود مما يجعلهم في قلق مستمر في مدى امكانية استمرارهم بالعمل وهو ما يترك اثاره الواضحة في ضعف الحماس لدى هؤلاء وشعورهم بالاحباط مما يؤثر على طبيعة العمل المطلوب. وخص سماحته بالذكر موظفي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، مشيرا بقوله: "ان هؤلاء الالاف من الشباب الذين عملوا في المفوضية العليا في محافظات مختلفة منذ سبع او ثمان سنوات واداروا عدة عمليات انتخابية ناجحة واصبحت لهم خبرة متراكمة وليس من المنطقي او المعقول بقائهم على العقود المؤقتة بالرغم من وجود درجات وظيفية بالموازنة عام ٢٠١١ ولكنها لم تفعل لحد الان" .
معرض الكتاب الدولي الاول
وفيما يخص افتتاح المعرض الدولي الاول للكتاب قال ان " افتتاح المعرض الدولي الاول للكتاب بعد انقطاع دام اكثر من عقدين من الزمن والذي يشارك به ٢٥٠ دار نشر من ٣٠ دولة عربية واجنبية اصبح يمثل تظاهرة ثقافية كبرى ويعطي رساله واضحة في عودة بغداد كدار للسلام ".
واوضح ان ذلك يدل على " استعادة بغداد عافيتها واخذ دورها في اشاعة الفكر والثقافة , داعيا الى أستثمار هذه الفرصة من قبل طلاب الجامعات والنخب والمثقفين واصحاب الفكر والقراءة من قبل الشعب العراقي الذي عرف بالقراءة والاستفادة منها ، وشكر جهود القائمين على هذا المعرض داعيا الحكومة الى توجيه الدعم للطلبة وللاساتذة والنخب في شراء الكتب بسعر مدعوم كمساهمة في اشاعة الاجواء الثقافية في بلادنا وهو ما يحصل في دول كثيرة من دول العالم حينما تدعم الجامعات والطلاب لشراء تلك الكتب بسعر مخفض.
وفي سياق متصل اعتبر سماحته افتتاح مهرجان بغداد الدولي للزهور رسالة اخرى من رسائل الحياة في بغداد تشير الى اهمية الحفاظ على البيئة والتصالح معها في ايام الربيع التي نعيشها.
وقال ان مكافحة التصحر والحفاظ على البيئة والامن البيئي امام عوامل العواصف والغبار التي باتت تضر بحياة المواطنين له اهمية كبيرة متزايدة ، داعيا الى اعادة الحزام الاخضر الى المدن العراقية المختلفة والعمل الجاد على اشاعة ثقافة غرس الاشجار والنخيل في كل مناطق البلاد ومكافحة التصحر واستصلاح الاراضي وتوفير فرص الحياة الكريمة والبيئة الملائمة للمواطن العراقي.
تأجيل عقد القمة العربية
وفيما يخص القمة العربية في بغداد اعرب سماحته عن شعوره بالاحباط من تأجيل اخر للقمة العربية وانه كان محبطا للعراقيين وللعرب جميعا , موضحا بان ذلك يسيء لسمعة الجامعة العربية ودولها والعمل العربي المشترك, حينما تعجز هذه الدول عن اقامة قمة لمناقشة همومها المشتركة في ظل هذه التحولات الكبرى التي يشهدها العالم العربي.
وتمنى ان يتم تجاوز هذه الاشكالية وان تعقد القمة العربية في موعدها المحدد او في وقت قريب مما يعيد الامل للمواطن العربي في امكانية العمل المشترك في المنظومة العربية ويساعد على اشاعة الاعمار وتحقيق الاستقرار والسلام ورص الصفوف بين الدول العربية الكريمة .