مؤكدا بان الدم العراقي عزيز ويجب ايقافه عبر رصد الخروقات الامنية وتقديم المقصرين الى المساءلة، مستنكرا العملية الارهابية الاخيرة التي استهدفت اهالي مدينة ابو دشير في العاصمة بغداد.
كما دعا سماحته في كلمة له في الملتقى الثقافي الاسبوعي الاربعاء ٤/٥/٢٠١١، الى حسم قضية اشغال الوزارات الامنية، معتبرا بان اطالة الامر اصبح من غير المبرر بوجود مرشحين كفوئين لهذه المناصب والتي سبق وان طرحتها بعض الكتل السياسية.
الجانب الامني
( من حق المواطن الاطلاع على الحقائق واسباب تردي الوضع الامني مؤخرا وتقديم المسؤولين عن تلك الخروقات للمسائلة )
حمّل سماحته المسؤولين والقوى السياسية مسؤولية كبيرة للتعامل مع الملفات الامنية والخدمية وحسمها بأسرع وقت ممكن، والتخفيف من أعباء المواطن في الجانب السياسي والأمني والخدمي.
منتقدا التطورات البطيئة في حسم تلك الملفات، لاسيما فيما يخص موضوعة الوزارات الامنية, مؤكدا بان الملف الامني يشكل ضغطا على المواطنين.
كما طالب الحكومة الاسراع باختيار من يدير تلك المؤسسات الامنية، مشيرا الى ان هناك فرصة حقيقية لذلك عند الابتعاد عن الرغبات الخاصة.
واستنكر سماحته العملية الارهابية التي استهدفت اهالي مدينة ابو دشير يوم الثلاثاء الماضي، والتي راح ضحيتها عددا من المواطنين الابرياء، فضلا عن استهداف عدد من الشخصيات وكبار الضباط بعمليات اغتيال بالمسدسات الكاتمة, مشددا على ان من حق المواطن الاطلاع على الحقائق واسباب تردي الوضع الامني مؤخرا وتقديم المسؤولين عن تلك الخروقات للمسائلة , مشيرا الى ان الدم العراقي عزيز ويجب ان يكون ذلك كاف لايقاف نزيف ذلك الدم عبر رصد الخروقات الامنية.
قضية العفو العام
(المشروع الوطني قادر على استيعاب كل القوى الراغبة بالانسجام مع العملية السياسية شرط ان لايتم ذلك على الزهد بدماء الشهداء)
وفيما يخص موضوعة العفو العام، اكد سماحته بان المشروع الوطني العراقي قادر على استيعاب كل الطاقات وكل القوى الراغبة بالانسجام مع العملية السياسية وخدمة العراق، شرط ان لايتم ذلك على حساب الامن العام للمجتمع او الزهد بدماء الشهداء الذين سقطوا جراء الارهاب الاعمى.
مشيرا الى ان التقارير الامنية تؤكد ان العديد من المجرمين المتورطين في الجرائم الاخيرة كانوا من اولئك الذين اطلق سراحهم في الاشهر القليلة الماضية وهو ما يبعث تساؤلات حول طبيعة الاجراءات التي تسمح بخروج المجرمين ليعودوا الى اساءاتهم واجرامهم.
كما اكد سماحته على أهمية التوازن في موضوعة العفو العام والتفريق بين الابرياء وبين اولئك الذين تلطخت اياديهم بدماء العراقيين والذين يتربصون الفرص للاساءة من جديد الى أبناء الشعب العراقي.
استهداف المرجعية الدينية
( للصبر حدود امام محاولات الاستهداف المستمرة تجاه رموز المرجعية الدينية)
كما حذر سماحته من مغبة استهداف المرجعية الدينية من قبل بعض الجهات المغرضة، من خلال توزيع المنشورات الصفراء في العديد من المحافظات وعبر مواقع الانترنيت ووسائل الاعلام ومن خلال شخصيات سياسية وحركات منحرفة. مؤكدا بأن هذا الاستهداف لن يزيد الا التفاف العراقيين واندكاكهم بالمرجعية الدينية ، مشيرا بأن المرجعية الدينية لها من المكانة الكبيرة في عقول وقلوب العراقيين، كونها تمثل صمام امان وقوة لهم ، وانها لطالما استُهدفت عبر التأريخ من قبل الطغاة والظالمين.
منوها بأن للصبر حدود امام محاولات الاستهداف المستمرة تجاه رموز المرجعية الدينية، محذرا الجهات المتورطة من الاستمرار والعبث بما هو مقدس لدى العراقيين جميعا .
يوم العمال العالمي
(الغبن الذي يعيشه شريحة العمال العراقيين هي جراء الاستمرار بتطبيق قوانين مرتبطة بالنظام البائد)
وعلى صعيد اخر هنأ سماحته شريحة العمال بيومهم العالمي في الواحد من آيار، مستذكرا فيها دور العامل في العراق والمعاناة التي تواجهه هذه الطبقة في ظروفهم المعيشية والحياتية ولطبيعة الضوابط والمقررات الضاغطة عليهم، والتي لم تسمح لهم باخذ حقوقهم كاملة وتحسين ظروفهم في المجالات المختلفة.
معتبرا بأن الغبن الذي يعيشه شريحة العمال العراقيين هي جراء الاستمرار بتطبيق قوانين مرتبطة بالنظام البائد، والتي منها القرار سيء الصيت المرقم ١٥٠ لسنة ١٩٨٧ ومن قانون ٧٢ لنفس السنة، فضلا عن القوانين والتشريعات التي أقرت في عهد النظام البائد والتي حولت العمال الى موظفين وحرمتهم من التنظيم النقابي ، وكذلك الأمر الديواني عام ٢٠٠٥ والذي وضع اليد على كل ممتلكات النقابات والاتحادات المهنية لإعادة التوازن لها وإخراجها من احتكار الحزب الواحد.
مطالبا سماحته مجلس رئاسة الوزراء بتشريع قانون العمال الجديد وتقديم مسودته الى مجلس النواب للمصادقة عليه.
الامتحانات النهائية
(نوجه نداءنا للمعلمين بمراجعة الدروس وتقديم الدعم الكامل للطلبة بما يحقق نسب نجاح مرجوة لهذه السنة)
كما وجه سماحته نداءه الى المعلمين بمناسبة قرب الامتحانات النهائية، عبر مراجعة الدروس وتقديم الدعم الكامل للطلبة بما يحقق نسب نجاح مرجوة لهذه السنة، متمنيا للطلبة التفرغ للدراسة واجتياز الامتحانات لتحقيق النتائج الباهرة، كما عبر سماحته عن اسفه بأرتفاع نسبة الامية في العراق وحسب احصائيات اليونسكو الى ٢٠ %، فضلا عن شيوع أمية الحاسوب في ظل التطور التكنولوجي في العالم، داعيا سماحته الجهات المسؤولة الى تجاوزها وتمكين المواطنين من التعلم والتعامل مع الحاسوب بما ينسجم مع مايمثله العراق من موقع في العلم والفكر والمعرفة.
ستراتيجة التغيير الديموقراطي
( المبادرة تحفظ التوازن بين النزعة في الحفاظ على السلم الاهلي وبين الرغبة في التحرر والانتظام في دساتير وقوانين ترمي اليها الشعوب الثائرة)
وفيما يخص الشأن العربي، اعرب سماحته عن اسفه لتشبث بعض الحكام العرب بالسلطة، واستعدادهم لازهاق الارواح البريئة والاساءة لمقدرات الشعوب من اجل البقاء على كراسيهم دون الاكتراث بكل هذه المضاعفات الحساسة والخطيرة من جراء هذه المواقف.
مؤكدا بان ارادة الشعوب سوف تقهر كل الإرادات الضيقة والانانية والانتهازية لبعض هؤلاء الحكام، وستبقى الشعوب الحية والثائرة قادرة على تحقيق تطلعاتها الصالحة في العزة والكرامة وحقوقها المسلوبة.
مجددا دعوته لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والامم المتحدة وسائر المؤسسات والمنظمات الدولية الاستفادة من مبادرة (ستراتيجية التغيير الديمقراطي) التي أطلقها سماحته في الأسبوع الماضي، مشيرا الى انها قادرة على ان تمثل الحل والإطار للتعامل مع هذه التحولات الديمقراطية الكبيرة التي تشهدها المنطقة.
مشيرا الى ان المبادرة تحفظ التوازن بين النزعة في الحفاظ على السلم الاهلي والامن المجتمعي الذي تجنح اليه الحكومات والانظمة، وبين الرغبة في التحرر واستعادة الحرية والكرامة والانتظام في دساتير وقوانين ترمي اليها الشعوب الثائرة، واصفا القرن الواحد والعشرين بانه عصر "الشعوب المتحررة والشباب".
مقتل ابن لادن
( نتساءل عن عجز الولايات المتحدة الامريكية من اعتقال ابن لادن طيلة السنوات العشر الماضية، فضلا عن قتله بدلا من اعتقاله )
كما اشار سماحته الى إن مقتل ابن لادن يمثل بسمة وفرحة على شفاه كل أولئك الأرامل والأيتام الذين تسبب بمقتل ذويهم في مناطق مختلفة من العالم ، مضيفا بانها فرحة ايضا لكل إنسان يبحث عن السلام ويقف بوجه التشدد والتطرف، واصفا بان مقتله "انتصار للرؤية السمحاء للدين الاسلامي الحنيف".
كما اشار سماحته بان ممارسات بن لادن الارهابية تحمل أعباءها المسلمون بالدرجة الأساس وانعكست على العالم الإنساني برمته، وما خلفه من تركة ثقيلة وسمعة سيئة عن الإسلام دين السلام والتسامح والانفتاح على الآخر.
متمنيا بان يكون مقتله سببا في انكسار التشدد والتطرف والظلام، وانبثاق الأمل في المستقبل المشرق للمسلمين من خلال التعايش بين المذاهب والأديان والتوجهات السياسية المختلفة.
كما تساءل سماحته عن عجز الولايات المتحدة الامريكية من اعتقال ابن لادن طيلة السنوات العشر الماضية، فضلا عن قتله بدلا من اعتقاله والذي كان سيسهم في التعرف على الجهات الداعمة لهذا التنظيم الارهابي والمستفيدة من وجوده.
مستشهدا بما تحدثت عنه التقارير الاعلامية في امريكا، في ان الاخيرة أبقته طليقا لمصالح خاصة بها، مضيفا بانه من غير المعقول ان يعيش بن لادن في قصر كبير على مقربة من واحدة من اكبر القواعد العسكرية الباكستانية لشهور طويلة مع ازواجه وابنائه ولا يعثر عليه احد.
واصفا اجراء مقتله بدلا من اعتقاله بانه من "الغاز القرن الواحد والعشرين، وستكشفها الايام وان طالت".
زيارة محافظة واسط
واشاد سماحته في ختام حديثه بأهالي محافظة واسط، مؤكدا بأن زيارته الاخيرة لهم كانت فرصة ثمينة في التعرف على هموم ومشاكل المواطنين، مشيرا الى انه سيحرص تمام الحرص على متابعة هذه المشاكل وحلها مع السادة المسؤولين.