واعرب سماحته عن سروره بما تم الاعلان عنه من اجتياز ست وزارات اختبار المائة يوم، مطالبا في الوقت ذاته على اطلاع الشعب لتلك الانجازات التي تم تحقيقها، فضلا عن اسباب اخفاق ٣٧ وزارة الاخرى وعدم نجاحها.
الحوار سبيلنا للخروج من الازمات
وطالب السيد الحكيم عدم التصعيد في المواقف السياسية والاعلامية بشأن انشاء ميناء مبارك "الذي تنوي الكويت اقامته على جزيرة بوبيان " سلبا او ايجابا، منتقدا في الوقت ذاته بطء الدبلوماسية في التحرك من اجل حل هذا الاشكالية، واكد ان الحوار والتواصل لا يمكن ايجادها في التصريحات الاعلامية والمواقف السياسية المتشنجة، مشيرا الى ضرورة خلق بيئة تساعد على فتح حوار من اجل الوصول الى الطرق الصحيحة لمعالجة هذا الموقف مع الاخذ بعين الاعتبار المصلحة العراقية.
كما دعا سماحته اصحاب القرار في العراق للنظر للمصلحة العراقية في معالجة مثل هكذا امور، مشددا على ضرورة التعامل مع هكذا ملف حساس بأنزاله من السقف السياسي والاعلامي الى السقف الفني المختص.
مبينا اهمية الاحتكام الى التوافقات الاقليمية والدولية، فضلا عن الرجوع الى المرجعيات القانونية التي من شأنها انصاف كل الاطراف.
وبين السيد الحكيم ان العراق الديمقراطي الجديد لا بد له من المحافظة على مصالحه عبر بناء الثقة وتجنب التصعيد والازمات مع دول الجوار، من اجل استحصال حقوقه وعدم التفريط بها، مشيرا بانه لن يتم الاعبر دبلومسية فاعلة ونشطة.
القيادات الامنية الكفوءة والمؤمنة بالعراق الجديد
في الجانب الامني واصل السيد الحكيم انتقاده للوضع الامني المتقلب عبر استمرار مسلسل الاغتيالات وحوادث سقوط الصواريخ في ظل عدم معرفة ابناء الشعب العراقي من يقف وراء هذه الاعمال التي تؤثر على الواقع الامني ، مما يتطلب من الحكومة اتباع اجراءات سريعة لاستعادة زمام المبادرة لعودة الاستقرار الامني وطمأنة المواطنين لذلك.
ومن خلال مايدور الان من نقاشات حول اختيار الوزراء الامنييين ، ركز سماحته على ضرورة ايمان أية قيادة عسكرية او امنية بالنظام السياسي الجديد في العراق، حتى تكون عاملا مكملا للكفاءة التي بدورها تعتبر شرطا مهما في اختيار من يتسنم الوزارات الامنية. ويأتي كلام السيد عمار الحكيم هذا بعد الكشف عن وجود اختراقات في الجانب الامني والمتمثل بعملية الهروب الفاشلة التي حدثت في سجن الرصافة، وغيرها من الحوادث الامنية الاخيرة.
من يقدم الخدمات سيسجل اسمه في التاريخ
وعرج رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في كلمته على الخدمات المقدمة للشعب، مشيرا بانها مازالت تشهد الكثير من التلكؤ لاسيما في استمرار انقطاع التيار الكهربائي ولمدد طويلة مما يشكل عامل ضغط على الناس.
داعيا الى تخفيف ذلك الضغط عبر تواصل المسؤول ليل نهار من اجل تقديم الخدمة للناس في الوقت الذي عبر فيه سماحته عن سروره لاجتياز ست وزارات امتحان المائة يوم. مطالبا باطلاع الشعب على طبيعة المنجزات التي قامت بها هذه الوزارات الست.
وتساءل عما انجزته بقية الوزارات السبع والثلاثين الاخرى، كي يعلم الجميع عملية النجاح والاخفاق لهذه الوزارات.
مؤكدا اهمية ترشيق الوزارات ومعالجة الترهل الذي تعاني منه الحكومة، من اجل تقديم خدمات افضل للمواطنين، داعيا الى اعتماد تقديم الخدمة عنوانا للمرحلة.
وشدد سماحته في هذا الامر على تقديم كل الدعم والعون لكل وزارة او مسؤول يقدم خدمة للمواطنين، مؤكدا بان من يقدم الخدمة اليوم سيدخل سجل التاريخ من اوسع ابوابه، وسيجعل البسمة ترتسم على شفاه المواطنين.
لولا دماء الشهداء لما نال العراق الحرية
واستذكر السيد الحكيم خلال كلمته يوم المقابر الجماعية الذي صادف في السادس عشر من ايار، التاريخ الذي اكتشفت فيه اكبر مقبرة جماعية خلفها النظام البائد في منطقة المحاويل، مشيرا سماحته الى ان عدد المقابر الجماعية وصل الى ٣٤٦ مقبرة وان ٨٠ % منها تقع في منطقة الفرات الاوسط والجنوب، والباقي في الاجزاء الاخرى من العراق.
وطالب سماحته بأنشاء قاعدة بيانات تفصيلية للمفقودين العراقيين، خاصا بالذكر المركز العراقي للمفقودين، وحث مجلس النواب على اصدار التشريعات والقوانين التي من شأنها اعتبار المقابر الجماعية جريمة ابادة جماعية وجريمة ضد الانسانية، داعيا المنظمات الدولية والانسانية للاعتراف بها.
كما دعا سماحته وزارتي التعليم العالي والتربية الى تخليد ذكرى المقابر الجماعية في المناهج الدراسية حتى تتعرف الاجيال على تضحياتهم، مشددا في الوقت ذاته على ان لولا تضحيات الشهداء لما تمتع العراقيون بالحرية.
مبينا بان الانتصار للشهداء يكون عبر تقديم المجرمين والذين يقفون وراء هذه المقابر الى العدالة، وانصاف عوائل الشهداء، مشيرا بانها مسؤولية تضامنية على الجميع تحملها.
يوم النكبة.. يوم للعودة
حيا السيد عمار الحكيم بطولة الاف الفلسطينيين الذين زحفوا من سوريا ولبنان والاردن لاحياء يوم النكبة والعودة الى ديارهم، مستنكرا همجية تعامل القوات الاسرائلية ضد هؤلاء العزل، مشددا على ان رشق الفلسطينيين للقوات الاسرائلية بالحجارة انما هي رسالة واضحة بتمسكهم بالعودة الى وطنهم المغتصب.
كما اكد سماحته على ان محورية القضية الفلسطينية عربيا واسلاميا، داعيا كل المنظمات واصحاب القرار الدولي لبذل المزيد من الجهد لضمان حقوق الشعب الفلسطيني من اجل حياة حرة وكريمة.
واعرب سماحته عن تضامنه مع مطالب هذا الشعب الكريم ،والتطلع الى ذلك اليوم القريب بان تكون فلسطين دولة عربية تعبر عن نفسها وتتمتع بالسيادة الكاملة.
سماحته يرحب بالامين العام الجديد للجامعة العربية
ورحب السيد الحكيم باختيار السيد نبيل العربي امينا عاما جديدا للجامعة العربية متمنيا له الموفقية في ظل ظروف بالغة الحساسية يمر بها الشأن العربي .
من جانب اخر جدد سماحته التأكيد على مسألة الاصغاء للشعوب واراداتها من اجل تحقيق انظمة تعتمد على هذه الارادات، منتقدا خطابات بعض الحكام المشوهة للحقيقة واعتبار (التصدي لارادة الشعوب هو انتصار للوطنية والسيادة)!.
مؤكدا بان الشعوب والارادة الشبابية المتحضرة ستنتصر وتتغلب على الصعاب في النهاية، مشيرا الى ان القربب العاجل سيشهد واقعا تتمكن فيه الشعوب العربية من تحقيق طموحاتها واستعادة حقوقها المسلوبة.