وأعرب رئيس جماعة علماء العراق في الجنوب الشيخ خالد الملا في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي اليوم عن إدانته اغتيال رئيس هيئة المساءلة والعدالة علي اللامي، معتبراً أن "هؤلاء المجرمين استرخصوا دماء العراقيين على مدى السنوات الماضية في ظروف تشهد فيها البلاد انهياراً كبيراً في الملف الأمني".
وحمل الملا، وهو عضو في الائتلاف الوطني، مسؤولية اغتيال اللامي إلى "الخصومات السياسية الشخصية التي ساهمت بشكل كبير في ترهل بعض مؤسسات الدولة وخاصة الأمنية، إضافة إلى العصابات المسلحة من القاعدة وزمر البعث المنهزم الذين تورطوا في قتل العراقيين"، مشيراً إلى أن "بعض القنوات الفضائية المأجورة المعادية للعراق تساند هذه العصابات، فقد سمحت لنفسها أن تستضيف عدداً من المأجورين لكي يتشفوا ويشمتوا بعلي اللامي".
وتساءل الملا "أين الحكومة والمسؤولون الأمنيون من هذه الجرائم والتجاوزات على دماء الأبرياء، أم أنها تصب أيضاً في إنجاح مشروع المصالحة الوطنية ولابد للشعب أن يسلم بالكامل لمثل هذه التخرصات"، حسب تعبير البيان.
وكان رئيس هيئة المساءلة والعدالة علي اللامي اغتيل مساء أمس الخميس، بهجوم مسلح نفذه مجهولون على طريق محمد القاسم السريع، الواصل إلى شرق بغداد.
ويعتبر علي اللامي الذي يعرف بأبو زينب من الشخصيات السياسية المؤثرة في المشهد السياسي العراقي وكانت القرارات التي أصدرتها هيئته قبيل الانتخابات النيابية ٢٠١٠ قد أثارت جدلا واسعا استمر نحو عشرة أشهر، وتسببت بإقصاء نحو ٥١٧ مرشحا بحسب ما أعلنت مفوضية الانتخابات، بموجب قرارات المساءلة والعدالة واجتثاث البعث وأبرز هؤلاء نائب رئيس الوزراء الحالي صالح المطلك والنائب السابق ظافر العاني والقيادي في القائمة العراقية راسم العوادي الذين رفع الاجتثاث عنهم في تشرين الثاني من العام نفسه بموجب صفقة تشكيل الحكومة الحلية التي نتجت عن طاولة مسعود البارزاني.
كما شملت قرارات هيئة المساءلة والعدالة التي صدرت في شباط من العام ٢٠١٠ اجتثاث ٣٧٦ ضابطا كبيراً في الجيش والشرطة، من بينهم ٢٠ قائداً رفيعو المستوى، إضافة إلى مدير الاستخبارات العسكرية، لشمولهم بإجراءات اجتثاث البعث.