مجددا سماحته موقف المجلس الاعلى الداعم للحكومة في اية خطوة ايجابية فيها مصلحة الشعب العراقي وابداء التحفظ على أي خطوة سلبية تبدر منها، مبينا بان ذلك الدعم مستمر حتى وان كان المجلس الاعلى خارج التشكيلة الحكومية، معتبرا ان ذلك الموقف ثابت ولا يتغير.
كما دعا السيد الحكيم خلال الملتقى الثقافي ليوم الاربعاء ١/٦/٢٠١١المسؤولين والسياسيين الى وحدة الصف والكلمة والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق طموحات الشعب عبر التسامي على الجراح والتنازل عن المصالح الحزبية والشخصية خدمة للعراقيين.
منتقدا استمرار نزيف الدم العراقي عبر استهداف الشخصيات والمسؤولين، داعيا الى ضرورة اتخاذ اجراءات وخطوات لازمة لحفظ دماء المواطنين والعمل على اشغال الوزارات الامنية بشخصيات ذات كفاءة ومؤمنة بالعراق الجديد.
واشار السيد الحكيم الى اهمية توقيع اتفاقية مشتركة مع الجارة تركيا لضمان حقوق العراق المائية كتلك التي بين سوريا وتركيا، مؤكدا ان العراق وتركيا تربطهما روابط تاريخية واقتصادية منذ امد طويل، داعيا الى الاعتماد على الدبلوماسية الفاعلة المصحوبة بعمل اللجان الفنية بعيدا عن المهاترات الاعلامية التي لا تقدم الحلول لاية اشكاليات مع دول الجوار.
الدكتور عادل عبد المهدي مشجعا ومتفهما للاستقالة
رد السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي على المنتقدين والمشككين بجدية استقالة الدكتور عادل عبد المهدي القيادي في المجلس الاعلى والنائب الاول لرئيس المجهورية، مؤكدا بان هذه الخطوة جاءت استجابة للارادة الشعبية وتحفظات المرجعية الدينية الكريمة، ولايمكن للمجلس الاعلى الا ان يكون في صف الشعب وهو التزام لا رجعة فيه، مبينا بان المجلس الاعلى لاينتظر الشكر على ذلك من احد.
منوها الى هؤلاء المشككين والمنتقدين بان عليهم ان يدعموا خطوة الدكتور عادل عبد المهدي بدلا من اطلاق التبريرات، مضيفا ان هذه الخطوة جادة وصادقة، ومن يسأل عن سبب تأخيرها فالجميع يعرف ان سفر رئيس الجمهورية وتكليف الدكتور عبد المهدي بمهامه حال دون تقديم الاستقالة في موعدها، مشيرا الى ان هؤلاء تناسوا تلك الاستقالات التي قُدمت سابقا ورفضت بضغط من الكتل السياسية ورئيس الجمهورية بالذات وذلك للكفاءة التي يحملها الدكتور عادل عبد المهدي. مبينا انه ما ان حطت طائرة الرئيس جلال طالباني في مطار السليمانية حتى قدمت الاستقالة لمكتبه في بغداد، مضيفا بان الاعلان عن الاستقالة لم يتم الا بعد التأكد من وصولها لرئيس الجمهورية.
وشدد السيد عمار الحكيم على ان استقالة الدكتور عادل عبد المهدي جاءت لتقدم درسا من اجل ترشيق المناصب التي تدفع الى المزيد من الترهل، معلقا سماحته على تلك الاقاويل التي تريد ان تدحض مصداقية الخطوة، بان المجلس الاعلى حينما فاتح الدكتور عادل عبد المهدي عن موضوعة الاستقالة كان حينها مبادرا ومشجعا ومتفهما لها، مضيفا بانه ساهم في صياغة القرار.
وبخصوص التأويلات التي تحاول النيل من خطوة الاستقالة في انها جاءت نتيجة فتوى حرمت اخذ الرواتب من مناصب غير ضرورية، بيّن سماحته بأن الدكتور عادل عبد المهدي يشغل النائب الاول لرئيس الجمهورية، وهو منصب دستوري مهم وضروري.
كما انتقد سماحته التعليقات حول انزعاج السيد عادل عبد المهدي من رئيس الجمهورية لعدم توقيع الاخير على احكام الاعدام، مبينا ان الجميع يعرف ومنذ سنوات ان الرئيس طالباني لايوقع على تلك الاحكام لالتزامات شخصية مخولا نوابه للقيام بذلك.
وحول الرأي القائل ان خطوة المجلس الاعلى تأتي لتشجيع بعض الكتل السياسية على الانسحاب من الحكومة حتى يكون الدكتور عادل عبد المهدي بديلا لرئيس الوزراء، جدد السيد عمار الحكيم موقف المجلس الاعلى الداعم للحكومة في اية خطوة ايجابية فيها مصلحة الشعب العراقي وابداء التحفظ على أي خطوة سلبية، مؤكدا ان هذا الموقف ثابت ولا يتغير وليس له علاقة ببقاء المجلس الاعلى في الحكومة من عدمه.
التنازل عن المصالح الشخصية خدمة للمصلحة العامة
ودعا السيد الحكيم المسؤولين والسياسيين الى الترفع عن صراعاتهم وتراشقهم الاعلامي الذي اصبح المواطن يدفع ضريبته وبات يعتقد ان هذه الصراعات هي السبب وراء تراجع الامن والخدمات.
مشددا على ضرورة التقارب والتنازل عن المصالح الشخصية لصالح مصلحة الشعب حتى ان تطلب الامر العض على الجراح حتى لو كانت موجودة، مبينا ان الشعب تحمل من المحن والالام مايكفي وعلى الجميع العمل بروح الفريق واليد الواحدة من اجل تقديم الخدمة للمواطنين.
ضمان حقوق العراق المائية
من جانب اخر شدد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي على ضرورة الاتفاق مع الجارة تركيا وتوقيق اتفاقية تضمن حصة العراق من المياه، خاصة ان فصل الصيف يشهد استهلاكا كبيرا مما يسبب نقصا في المياه، مؤكدا على ان العراق له علاقات ومصالح تاريخية مع الجارة تركيا، موضحا اهمية اعتماد الدبلوماسية الفاعلة مقرونة باللجان الفنية المتخصصة مع تجنب المهاترات الاعلامية التي لاتساعد على حل أية اشكالية مع دول الجوار.
ضرورة ابعاد الملف الامني عن المماحكات السياسية
وجدد رئيس المجلس الاعلى انتقاده للوضع الامني المتدهور وازدياد حالات استهداف المسؤولين بالكواتم بنفس الطريقة وذات المكان مما يؤشر وجود تقصير واضح في المنظومة الامنية.
داعيا الى اتخاذ الخطوات والاجراءات الضرورية للحفاظ على المكتسبات الامنية مبديا اسفه لاستشهاد السيد علي اللامي المدير التنفيذي لهيئة المساءلة والعدالة مؤكدا على ضرورة عدم التساهل مع مسألة الحماية الشخصية للمسؤولين، مشيرا في الوقت ذاته الى نقد المواطنين لكثرة الحمايات غير المبررة، وتساؤلهم عن خروج شخصيات مهمة كالسيد علي اللامي بمفرده وبدون اصطحاب حماية له.
وشدد سماحته على ضرورة اخذ الحذر في اشغال المناصب الامنية خاصة بعد اعتقال منفذ جريمة استشهاد علي اللامي والذي تبين انه ضابط في مخابرات النظام الصدامي البائد، معتبرا ذلك رسالة تثير مخاوف حقيقية من وجود اختراقات داخل الاجهزة الامنية، معطيا مثالا على ماذكر في وسائل الاعلام من اعتقال كبير الذباحين الذي نفذ عشرات الجرائم من القتل والذبح وهو يتقمص مهام شخصيات حكومية ويتواجد في اماكن حساسة، مضيفا بان ذلك يضع الجميع امام مسؤولية ملأ الشواغر الامنية وابعاد الملف الامني عن اية مماحكات سياسية، مؤكدا على ضرورة ووجوب اختيار الاكفأ لهذه المناصب.
حقوق الطفل العراقي
واستذكر سماحته اليوم العالمي للطفولة مناشدا المسؤولين والمنظمات الراعية للطفولة الى سن قوانين مهمة وضرورية لضمان حقوق الطفل العراقي خاصة اذا ما استعرضت تلك الارقام التي اطلقتها منظمة اليونسيف والتي تشير الى وجود مليون طفل عراقي دون خط الفقر و٨٠٠ الف يعملون دون السن القانوني اضافة الى مليون ونصف يعانون نقص الغذاء و٧٥٠ الف طفل بلغوا سن التعليم ولم يسجلوا واشارت التقارير الى وجود ٨٠٠ الف يتيم و٩٠٠ الف مهجر، موضحا ان هذه الارقام اذا كانت دقيقة فهي مقلقة ولابد من تظافر جميع الجهود من اجل ضمان حقوق الطفولة في العراق.
المنطقة العربية تعيش معادلة سياسية جديدة
واشار السيد الحكيم الى استمرار تأزم المشهد المحفوف بالغموض في بعض الدول العربية، مؤكدا ان مايجري من تحديات واستمرار سفك الدماء وانتهاك الاعراض يمثل وصمة عار في جبين بعض الانظمة العربية الجائرة، مضيفا بانه عامل سيرفع من عزيمة الشعوب المغتصبة اراداتها والتواقة للحرية.
مشددا على ان استمرار نهج التعنت والتشبث بالسلطة لبعض الانظمة التي تواصل قمع شعوبها سيولد حروب اهلية طاحنة خاصة اذا ما عمل هؤلاء الحكام على تمكين المتطرفين والقاعدة من شعوبهم من اجل مد فترة حكمهم لايام او اسابيع وهو ماسيزيدهم عزلة.
مؤكدا ان هذه الاحداث كلها دروس مهمة في ان ارادة الشعوب لاتقهر وعلى الحاكم ان يتنازل ويخرج من الحكم امام ارادة شعبه قبل ان يرحل بطريقة لا تسره.
واشار سماحته الى ضرورة الاستمرار في تطبيق الاصلاحات التي ترقى الى تحقيق طموحات الشعوب ولا بد للجميع ان يعرف ان المنطقة العربية تعيش اليوم معادلة سياسية جديدة ليس كتلك التي كانت سائدة سابقا.
مشددا في الوقت ذاته على اهمية وجود الحوار الوطني بين الانظمة والشعوب للوصول الى اعطاء الحريات الحقيقية وتكافؤ الفرص والعدل والانصاف، مشيرا الى ان تخصيص الدول الصناعية الثمان مبلغ ٤٠ مليار دولار لدعم الديمقراطية في دول المنطقة انما هي رسالة واضحة للجميع للتعرف على طبيعة الصورة التي يراد ان تكون فيها.