داعيا المسؤولين العمل لخدمة المواطنين ، مبينا أن خدمة الناس المرجوة من الحكومة هي الكفيلة بتعزيز الثقة بين المواطن والمسؤول.
وأشار السيد الحكيم في الحفل التأبيني الذي اقيم في النجف الاشرف بحضور عدد من ممثلي المرجعيات الدينية والشخصيات السياسية وجمع غفير من كوادر وانصار تيار شهيد المحراب بذكرى استشهاد أية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قده) الخميس ٢/٦ /٢٠١١ والذكرى الثانية لرحيل عزيز العراق (طاب ثراه) ويوم الشهيد العراقي، إلى اعتماد شراكة الأقوياء من خلال ترشيح الأكفأ لمواقع المسؤولية، مبينا أن الشراكة لا تعني أن يشترك الجميع، بل تعني ان تشترك كل مكونات الشعب العراقي في إدارة الدولة وهذه الشراكة القوية التي نطمح لها ممكن أن تتحقق بعشرين وزارة وعندها يمكن أن نقضي على حالة الترهل الحكومي المتمثل بتشكيل حكومة من ٤٣ وزارة.
واضاف سماحته، أن المطلوب من حكومة الشراكة أن تكون حكومة خدمة تقدم للناس ، داعيا المسؤولين العمل لخدمة المواطن، وان يخففوا من أعباء الناس، منوها إلى أن خدمة الناس المرجوة من الحكومة هي الكفيلة بتعزيز الثقة بين المواطن والمسؤول .
ابعاد الامن والخدمات عن الصراع السياسي
وعرج السيد الحكيم على الوضع الامني ومايشهده من تدهور حقيقي، مؤكدا ان مشكلة الأمن لا بد ان تعالج من خلال الاعتماد على الأكفاء والمؤمنين بالعراق الجديد، موضحا أن الدول الأخرى تتساهل في كل شئ إلا امن الناس، وزاد إذا كان هناك من فتح الباب لدخول اصحاب التاريخ السيء للاجهزة الامنية في زمن الحكومات السابقة، فعلينا اليوم حل هذه الإشكاليات، مؤكدا انه لايمكن انهاء هذه الإشكاليات إلا عند ابعاد الأمن والخدمات عن المناكفات السياسية.
رعاية عوائل الشهداء
واستثمر السيد الحكيم يوم الشهيد العراقي بدعوة المسؤولين الى رعاية عوائل الشهداء سواء الذين سقطوا على يد النظام السابق او الذين سقطوا بعد ٢٠٠٣ على يد الإرهاب الأعمى، معتبرا إن كل الشهداء الذين سقطوا على ارض العراق ساهموا في إنجاح التجربة العراقية.
وتساءل السيد الحكيم عن النسبة المخصصة لعوائل الشهداء من موازنة تشغيلية مقدارها ٧٠% من الموازنة العامة التي تجاوزت المليار دولار مخاطبا المسؤولين بان عوائل الشهداء أرباب نعمة عليكم.
وبين السيد الحكيم في معرض حديثه عن ذكرى شهيد المحراب بان الغاية من استذكار الماضي هو العبر والدروس المستوحاة من هذا الماضي للانطلاق نحو الحاضر والمستقبل ، مخاطبا الحضور بأنه يجب الوقوف اليوم لنستذكر شهيد المحراب(قده) هذه الشخصية التي اثرت في التاريخ العراقي المعاصر والتي افنت وجودها وحياتها بعزة وكرامة وإرادة لا تلين في الانتصار للقضية العادلة للشعب العراقي الكريم.
مشددا على ان شهيد المحراب واجه الظلامة والمرارة من الأصدقاء قبل الأعداء وتحمل ما تحمل من معاناة لا توصف ومازادته هذه المحن إلا صمودا ووضوحا ورباطة جأش.
ورع وتقوى شهيد المحراب
وأكد السيد الحكيم ان شهيد المحراب تميز بمميزات عدة فكان تقيا ورعا لاولاده وذويه ومقربيه فكان يقف أمام الملايين ويبكي ويجهش بالبكاء ويعبر عن رغبته في احضان الحاضرين فردا فردا لا بل استعداده لتقبيل ايدي الحاضرين.
واضاف السيد عمار الحكيم، ان هناك جوانب كثيرة في شخصية شهيد المحراب ماتزال مجهولة وغير معلومة للجميع مبديا اسفه الى دوام الاحتفاء بالعظماء عند مماتهم وعدم معرفة قيمة هذا الشخص إلا عندما يموت على خلاف الأمم التي تحتفي بعظمائها وقادتها في حياتهم قبل مماتهم.
وعن المراحل التاريخية في حياة شهيد المحراب اشار السيد الحكيم الى السيد محمد باقر الحكيم دخل الحوزة بعمر ١١ سنة واستمر بالدراسة بجد ومثابرة وفي اواسط العشرين رفع بحوث الاجتهاد ووقع عليها السيد مرتضى أل ياسين (قدس سره) بطلب من السيد محمد باقر الصدر(قده) مبينا ان شهيد المحراب كان رجلا منهجيا يعتمد على الاطر والقواعد في كل خطوة يخطوها فكان يعرض المواقف على قواعده وضوابطه وكان كثير التأمل حتى اتهم بالبطء في اتخاذ القرارات.
وشدد السيد الحكيم في حديثه عن شهيد المحراب بان الأخير كان يقف كثيرا عند التاريخ ومجريات الأمور مستفيدا من سنن التاريخ، مؤكدا ان سنن التاريخ التي كان يعتمدها هي التي خلقت منه شخصا متفائلا فكنا كلما وقفنا عند مسالة واشتدت علينا الصعاب كان يقول لنا إن هذه المحنة مرت على قوم فلان وسنتجاوز هذه المرحلة بإذن الله.
ترعرع على يد ثلاث مرجعيات
واعتبر السيد الحكيم ان شخصية شهيد المحراب القوية والتي يتفق عندها الجميع جاءت من ترعرع شهيد المحراب على يد ثلاث مرجعيات كانت الأولى مرجعية والده الامام السيد محسن الحكيم وكيف أثرت هذه المرجعية فيه فترعرع على يدها وانتهل من علمها ومن ثم مرجعية السيد محمد باقر الصدر والعلاقة التي اتسمت بالصداقة بين شهيد المحراب والسيد محمد باقر الصدر وكانا يطيلان النقاش في مسالة ما ومن ثم مرجعية الإمام الخميني واخذ من هذه المرجعية كيفية إدارة الدولة الإسلامية الحديثة .
وبين السيد الحكيم على ان شهيد المحراب كان يعتمد اسلوب الصراحة ومكاشفة الناس بما يجري منطلقا من رأيه الذي يقول كيف لنا ان نعتمد على الناس في مواجهة النظام من دون ان نفهم هذا الشعب ما المطلوب منه وكيف تجري الامور، وهذا المطلب يحتاج إلى أن نكاشف ونصارح الشعب والنقطة الثانية التي كان يركز عليها هي الثقة في التعامل مع الناس لانهم هم اصحاب القرار كما يرى شهيد المحراب.
الوضوح والصراحة
واستشهد السيد عمار الحكيم بموقف شهيد المحراب عندما اوكل عزيز العراق الى اميركا عام ٢٠٠٢ ورفضه التعتيم على المسألة وكان كلام السيد عبد العزيز الحكيم ينزل على الانترنيت بعد كل كلمة يلقيها سواء في الكونغرس او وزارة الخارجية الاميركية او أي مكان والدليل على انه لم يكن هناك شئ مبهم هو وجود بعض السياسيين مع السيد عزيز العراق ولم يذكروا وقتها ان هناك كلام مقطوع من حديثه.
وعن رؤيته للخصوصيات التي يتمتع بها الشعب العراقي أكد السيد عمار الحكيم بان شهيد المحرب يؤمن بان الاحترام يحصل عندما يعترف الوطن بخصوصيات الافراد دون القفز على الهوية الخاصة ومعتقدات المكونات العراقية تحت حجة الوطنية كما كان يفعل النظام السابق عندما يغيب حقوق الناس تحت حجة الوطنية، مشيرا إلى تركيز شهيد المحراب على الهوية الإسلامية للشعب العراقي التي لا يجب أن تظلم تحت لافتة المدنية، وكان يعتقد (قدس سره) ان هناك ثلاث ركائز حفظت الإسلام في العراق اولها المرجعية الدينية والعشائر العراقية والشعائر الحسينية لما لها من دور في التعبئة الروحية فكان يعتقد بالشعائر الحسينية المدرسة المعطاء لشعب كامل.
وعن رؤيته (قدس سره) في بناء الدولة بين السيد الحكيم ان شهيد المحراب كان يؤمن بدولة المؤسسات بان تكون هناك مؤسسة تشريعية وحكومة منتخبة اتحادية وحكومات محلية وسلطة قضائية مستقلة ومنظمات مجتمع مدني التي يعتبرها غطاء الامة وركيزتها المهمة كما ان شهيد المحراب كان يركز على العشائر ويدعو إلى الاهتمام بها وكذلك كان يدعو لمناصرة المرأة وضمان حصولها على حقوقها .
عزيز العراق رفع شعار الشراكة الوطنية
ومن ثم انتقل السيد الحكيم في حديثه في الحفل التأبيني عن عزيز العراق، مبينا إن شخصية عزيز العراق كانت مجهولة في جوانب عدة لكثرة انشغالها بالعمل الجهادي حتى إن البعض كان يسمع به لكن لا يعرف شكله إلى حد الأشهر الأخيرة قبل سقوط النظام حيث تصدى لإدارة ملفات حساسة، مشيرا إن عزيز العراق عندما برز برز بشكل فاعل وكان عنصرا محوريا مؤثرا في بناء التجربة السياسية العراقية في الانتخابات ، وصياغة الدستور والموقف الحازم من الهيمنة الاجنبية على الوضع العراقي مشددا على إن عزيز العراق رفع شعار الشراكة الوطنية وتكافؤ الفرص وتحمل الظروف ووقف بوجهها ومنع انجرار البلاد لحرب اهلية.
واختتم الاحتفاء بالترحم على ارواح شهداء العراق بمناسبة يوم الشهيد العراقي، فضلا عن قراءة القصائد المناسبة للحفل، وهذا وقد شهد الاحتفاء حضورا كبيرا لكوادر وانصار تيار شهيد المحراب في النجف وباقي المحافظات.