ونحن نعيش هذه الايام المفجعة كما بارك سماحته ايضاً بولادة الامام الباقر (ع) . وايضاً ايام هذا الشهر الذي اجتمعت فيه العديد من المناسبات المفرحة .
هذا وقد اكمل سماحته حديثه الذي تسلسل به في الخطب السابقة عن رسالة الحقوق للامام زين العابدين (ع) . والذي تحدث من خلالها عن حق الله تعالى وحق النفس ومن ثم حق اللسان وحق السمع . فاما اليوم تحدث سماحته عن حق البصر عند الانسان ومالذي يجب ان يراه ومالذي يغض البصر عنه .
مبيناً ان هناك بصر وبصيرة والبصر يختلف عن البصيرة فالبصير هو للعين اما البصيرة فهي للقلب وعندما يعمى البصر فتبقى لدى الانسان البصيرة والكثير من الناس نجدهم عمي البصر ولكن بصيرتهم في قلبهم مفتوحة وترى الله سبحانه وتعالى وبالعكس حين نجد انسان يرى بعينيه ولكنه اعمى القلب وقد عمت بصيرته . فبالنسبة للبصر هناك ممنوعات ومحضورات وهناك ايضاً مسموحات فيمكن من خلال البصر ان نصل الى مراحل التقوى والفضيلة والايمان وينبقي علينا ان نعرف حقوق البصر علينا ومنها حرمة كلما يجر الانسان الى المفاسد والفجور والرذيلة وان يسخر للفضيلة والتقوى والايمان ونوظف عيوننا ونصونها في ما يرضي الله سبحانه وتعالى فالعين هي بريد القلب فهي الجالبة والتي تجر الانسان الى مجالات الخير وهي كذلك التي تجره الى مجالات الشر ..
اما في خطبته الثانية التي بدأها بأبيات من الرثاء لشهيد المحراب (قدس) . كما واصل حديثه عن هذه الشخصية المعطاء بمناسبة ذكرى شهادته التي امتازت عن بقية الشهادات في مكانها وفي زمانها وفي حجمها وتأثيرها . هذه الشهادة العظيمة التي طالب من خلالها سماحته ان تثبت تثبيتاً رسمياً ويكون هذا اليوم هو يوم الشهيد العراقي الذي افجع الكثير من العراقيين .. لكي يكون هناك يوم للشهيد العراقي ونحن نحتاج الى يوم للشهيد كي نستذكر به شهداء العراق ونستذكر من هذا اليوم تلك المسيرة الطويلة للمجاهدين والشهداء والسجون الكثيرة التي تغيب فيها وتعذب فيها شهيد المحراب وبقية الشهداء ونستذكر عظماء وعلماء الامة لا سيما الشهيدين الصدرين (قدس) .
ونستذكر المعاناة التي عانى منها المجاهدون ايام الغربة والحرمان والشهداء الذين ضحوا على منحر العقيدة والفداء . لان الحكيم مثل امة في رجل وقد مثل كل هذه المسيرة التي فيها محطات ومراحل متعددة ففي كل محطة له موقف وفي كل مرحلة له مواقف متعددة .
داعياً سماحته جميع الشرفاء والمؤمنين والمجاهدين والمخلصين ان يقفوا ويؤبنوا شهيد المحراب (قدس) . الذي ضحى من اجل العراق لانه ولد من رحم هذه الامة وعاش لاجلها وضحى من اجل حريتها واستقلالها ونحن فقدناه وبأمس الحاجة لوجوده فقد ترك فراغاً كبيراً ولو كان الحكيم بيننا اليوم لما عانينا من ازمات ومشكلات كثيرة يمر بها العراق اليوم فهناك عوامل ثلاث صنعت من الشهيد الحكيم ان يكون مرجعياً سياسياً ودينيناً واولها هو تربيته في احضان المرجعية الدينية المتمثلة بزعيم الطائفة الشيعية الامام محسن الحكيم (قدس) . وايضاً تتلمذ على يد مفجر الثورة الاسلامية في العراق الامام الشهيد محمد باقر الصدر (قدس) . وثالثها هو معايشته ومعاصرته للامام الخميني (قدس). الذي جعل منه المثل الاعلى له . فالحكيم هو ابن الشعب وابن المواقف وابن التضحيات وهو ليس ابناً للشعارات فالحكيم هو صادقاً مع شعبه ولا يعرف اللف والدوران وصريح في مواقفه واضح في خطواته كاشفاً مصارحاً مع شعبه وهذه هي مزايا القائد الحقيقي فالحكيم بصبره استطاع ان يبني امة مجاهدة يفتخر بها الشعب العراقي الحكيم اسس مؤسسات بحكمته واصبحت انموذجاً للتعامل مع شعبها فللحكيم دين علينا جميعاً فعلنا وفي كل ذكرى ان نجدد العهد مع الحكيم من خلال المضي على نهجه ومسيرته وان نتمسك بتلك الثوابت التي سار عليها شهيدنا الحكيم (قدس) .
اما في محور اخر يخص الواقع السياسي العراقي والمشكلات والازمات التي يمر بها البلد والعملية السياسية والتي نتمنى ان يكون حاضراً معنا الشهيد الحكيم (قدس) . متناولاً قضية المئة يوم التي حددها رئيس الوزراء والتي انتهت الان متسائلاً سماحته عن ما هي النتائج التي تحققت خلال المئة يوم ؟. فالشعب عندما خرج بتظاهراته ومسيراته كان يحمل جملة من المطالب واوعدتموه بتحقيق مطالبه فقد كان يطالب بالقضاء على الفساد والبطالة وتوفير الخدمات وفرص العمل والقضاء على الفوارق والتمييز وكان يطالب بمعالجة الترهل في الحكومة وكان يطالب بتوفير مفردات البطاقة التموينية .
مؤكداً سماحته انه خلال هذه الفترة هناك تراجع كبير من سيء الى اسوء في كل الامور ومن ضمنها الكهرباء ونحن نمر بموجة حر قاتلة والكهرباء لاتاتي الا ٦ ساعات متقطعة ولا نجد اي حل او اي تنفيذ لمطالب الشعب فامام الحكومة خيارات . اما ان تكون شجاعة وتعالج هذا الترهل في الحكومة لان هناك ستة عشر وزارة بلا عمل . فاما ان تحل الحكومة ويقف رئيس الوزراء امام الشعب ويعترف بعجزه واما ان يطلب من الشعب مهلة اخرى ولكن مشروطة بارادة حقيقية فاذا كانت هناك ارادة حقيقية سوف يكون هناك حل لجميع المشكلات . وعلى مجلس النواب ان يقف وياخذ موقفه الصريح خصوصاً مع التقييم الذي سمعناه على بعض الوزارات فالشعب يريد الصراحة وليس اللف والدوران كما كان شهيد المحراب يطالب بالصراحة والوضوح .
اما عن الصراع السياسي بين الكتل السياسية فقد بين سماحته انه وبعد اتفاقية اربيل الذي اتفقت عليه الكتل السياسية بالشراكة معبراً عنها سماحته بانها حكومة محاصصة وليست شراكة فالصراع الدائر بين دولة القانون والعراقية هو صراع من اجل المصالح وهناك بعض الاطراف التي لم تلتزم بهذه الاتفاقية ونقضت جميع العهود والمواثيق .
هذا وقد شكر سماحته فخامة الدكتور عادل عبد المهدي لتقديمه استقالته من منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية فقد وقف هذا الموقف التاريخي الاول من نوعه في عراقنا الحديث حيث عبر عن استقامته ووقوفه وشعبه وانكاره لذاته وامتثاله لاوامر المرجعية . مطالباً سماحته ان تكون هناك مواقف كموقف الدكتور عادل عبد المهدي معرباً عن اسفه الشديد لما يحاول البعغض القيام به من تسقيط وتوهين وطعن بهذه الاستقالة التي كشفت عن الكثير من زيف شعارات بعض السياسيين والمزايدين على المواقع .
الديوانية / بشار الشموسي