وقال خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الحسينية الفاطمية بالنجف الأشرف: مشروع قانون حظر حزب البعث والمعاودة عليه الذي رفعه مجلس الوزراء مؤخراً إلى مجلس النواب لأجل التصويب له بالإجمال مشروع صحيح، مشدداً على ضرورة تحذير شعبنا العراقي اليوم من عودة حزب البعث وخلاياه ووجوب ان تستمر الإرادة المضادة والاستنكار والمقت له في كل الأجيال العراقية حتى القادمة منها.
مشروع حظر حزب البعث الذي جاء منسجماً مع المادة السابعة من الدستور العراقي المصوت عليه شعبياً أكد سماحته حياله ان مصادقة مجلس النواب عليه حق للشعب العراقي وقال: المصالحة الوطنية حق ولكن مع الوطنيين وليس مع أعداء الوطن.
إلى ذلك وفي موضوعة المساءلة والعدالة ومحكمة الجنايات رفض إمام جمعة النجف الأشرف من يفكر ويدعو إلى إلغائها وأكد قائلاً: يجب ان تستمر هيئة المساءلة والعدالة في متابعة أصحاب الجرائم من البعثيين، واستمرار محكمة الجنايات في محاكمة البعثيين الجناة وأضاف: اليوم نشد على أزر السادة في مجلس النواب في المصادقة على هذا المشروع بعد دراسته التفصيلية ودعاهم إلى الوقوف ضد أي تفكير في حل هيئة المساءلة والعدالة أو أي تفكير في حل محكمة الجنايات، معرباً ان أسفه حيال احتضان بعض الدول العربية للبعثيين بأمل العودة بهم إلى العراق كما في اليمن والبحرين وقال: الله سبحانه رد كيدهم إلى نحورهم.
هذا وتناول إمام جمعة النجف محاور أخرى في الشأن العراقي هي:
الحذر من انهيار العملية السياسية في العراق الجديد:
سماحته بهذا الصدد بعد ان أشار إلى وجود أزمة سياسية اليوم في البلاد وخطر حقيقي من ان تنهار التجربة العراقية وانهيار كل العملية السياسية، دعا الكتل السياسية إلى التعامل بعقلانية وواقعية مع استحقاقاتهم وحذر الجميع من ان البناء حين وقوعه فانه سيقع على رؤوس الجميع ولن يسلم منه أحد.
إلى ذلك فقد حذر إمام جمعة النجف الأشرف حول ما يجري من حديث اليوم عن الدعوة لانتخابات مبكرة وفشل الشراكة الوطنية في مقابل الدعوة للأغلبية السياسية وقال: العراق هو لجميع العراقيين، مؤكداً عدم فشل مشروع الشراكة الوطنية وشدد قائلاً: يجب العمل على إنجاح هذه التجربة واستحقاقات الشراكة والعودة إلى طاولة الحوار والعقلانية وتقديم التنازلات لصالح الوطن من قبل كل الأطراف والابتعاد عن الاستبداد بالراي والتفرد.
الانفتاح المتبادل بين العراق والعالم العربي والإسلامي:
بهذا الخصوص أكد سماحة السيد القبانجي ان العالم العربي اليوم بدأ ينفتح على العراق وأصبح العراق يمثل مهد الأمن وقد بدأ يأخذ محوريته في العالم العربي والإسلامي. سماحته وبعد ان شدد على أهمية ديمومة هذه العلاقات والانفتاح المتبادل بهدف تحقيق النجاح الكامل، رحب بالعلاقات العراقية العربية أشد الترحيب بقدوم القادة والمسؤولين والوزراء العرب إلى العراق، واصفاً الشعب العراقي بالمحب والمسالم وان صدام هو من حاول ان يجعله معادياً.
في الصعيد نفسه وفي محور إعلان الكويت استعدادها للتعاون والتفاوض مع اللجان المختصة حول ميناء مبارك المزمع بنائه على المياه الدولية ومطالبة الكويت باستحقاقات الطيران المدني دعا إمام جمعة النجف إلى دراسة هذه الموضوعات بعيداً عن الإثارات الإعلانية وبعيداً عن تحريك الشارع مشيداً باستعداد الكويت لدراسة هذه القضايا والتفاوض مع اللجان المختصة في الجانب العراقي حولها وقال: العراق حريص على صداقة كل دول الجوار.
توجه(٨٠٠) جندي أمريكي إلى العراق لمهمات خاصة:
حيث أكد إمام جمعة النجف الأشرف بهذا الصدد وجود أكثر من علامة استفهام تجاه مجيء هذه القوات الخاصة إلى العراق سيما وان العراق في أجواء المطالبة بخروج القوات الأمريكية منه في إطار الاتفاقية الأمنية نهاية هذا العام وطالب في الصعيد نفسه الحكومة والجهات المختصة بالكشف عن هذا الموضوع للشعب العراقي الذي قال انه يرفض ذلك.
أزمة الكهرباء:
سماحته بهذا الخصوص أشار إلى تظاهرة قام بها أصحاب المولدات الأهلية في النجف بالأمس وإطفائهم للكهرباء عن الناس من الساعة الثانية عشرة ظهراً إلى صباح اليوم وبقاء مئات آلاف العوائل بدون كهرباء.
سماحته وبعد ان استهجن هذا العمل وأكد انه محرم شرعاً انتقد موقف الحكومة في عدم توفيرها الكهرباء للمواطنين خلال السنوات الثماني المنصرمة مشيراً ان ليس هناك أي تحسن في هذا المجال بل بالعكس هناك تراجع وقال: الحكومة في المنطقة الخضراء تعيش في رفاه وامتيازات ويقولون للناس عيشوا على المولدات.
إمام جمعة النجف وبعد ان أشار إلى قرار الحكومة الأخير بتجهيز أصحاب المولدات بوقود الكاز مجاناً مقابل سعر الأمبير(٦ أو ٧ أو ٨) آلاف دينار وتجهيزهم المواطنين بالكهرباء من الساعة الثانية عشرة ظهرا وحتى الخامسة من فجر اليوم التالي ورفض أصحاب المولدات ذلك ،ناشد الحكومة معالجة الأزمة وقال مخاطباً إياها: أنتم لم تنجحوا في معالجة الأزمة خلال ٨ سنوات وحولتم القضية على أصحاب المولدات وهم أيضاً أخطأوا وإذا كانت الحكومة ووزارة الكهرباء ليس لديها رحمة فلماذا أصحاب المولدات ليس لديهم رحمة؟ وشدد قائلاً: الحكومة مدعوة لمعالجة حقيقية وواقعية والناس يجب ان يتعاونوا أيضاً.
هذا وتناول في الشأن الدولي قضية فشل المبادرة الخليجية لحل أزمة اليمن، كذلك الازدواجية الأمريكية في قضيتي البحرين وسوريا حينما قالت: "البحرين حليف استراتيجي ولا نستطيع ان نتدخل في شأن المملكة" وقال: هم يديرون ظهورهم للناس ولإراداتهم وهم ليسوا مع الشعوب مؤكداً ان هذا العصر هو عصر إرادة الشعوب وسوف تأخذ الشعوب إراداتها وحريتها في كل العالم ان شاء الله تعالى.
النجف الأشرف- حازم خوير
الجمعة ٣-٦-٢٠١١م