محذرا من تمييع عملية المصارحة والمكاشفة بما تختلط فيها الأمور ويضيع فيها الناجح من غير الناجح، مبينا بان ذلك من شأنه ان يثير اشكالية كبيرة وفجوة عظيمة بين المواطنين والمسؤولين.
واشار السيد عمار الحكيم في الملتقى الثقافي الاربعاء ٨/٦/٢٠١١، الى ان مبدأ المصارحة والمكاشفة هو المنهج الذي كان يؤمن به شهيد المحراب وعزيز العراق وسبق وان دعيا الى اعتماده بما يعزز الثقة بين المواطن والمسؤول.
واضاف سماحته، ان مهلة المائة يوم انتهت ولا بد ان نسجل موقفا واضحا في هذه المرحلة الحساسة والحرجة من تاريخ بناء العملية السياسية في العراق، مشيرا الى عدة نقاط مهمة داعيا المسؤولين والسياسيين الى العمل بروح الفريق الواحد لخدمة المواطنين.
المواطن هو المحور الاساس في الدولة العراقية
جدد سماحته التزام المجلس الاعلى بدعم كل خطوة ومشروع يهدف الى خدمة المواطنين والتخفيف من اعبائهم، معتبرا بان المواطن هو المحور الاساس في الدولة العراقية بحسب الدستور، داعيا المسؤولين الى التركيز على مصلحة المواطن والنظر بهمومه وقضاياه، مؤكدا على ان المجلس الاعلى سيبقى وفيا للشعب ومدافعا عن قضاياه، مبينا بانه شرف ورفعة لمن يريد خدمة الناس.
اتباع منهج المصارحة والمكاشفة
رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي شدد على ضرورة تعزيز مبدأ استمرار فكرة المائة يوم ومصارحة الشعب بعد انتهاء كل فترة عما انجزته الحكومة في تلك الفترة، مبينا بان ذلك سيوفر اربعة تقارير في العام الواحد، مشيرا الى انه كلما تعزز مبدأ المصارحة والمكاشفة بين المسؤول والمواطن، كلما ازدادت الثقة بينهما وقطع الطريق امام الانتهازيين واصحاب النوايا السيئة للعبث بمقدرات الشعب.
واكد السيد الحكيم على اهمية ان تكون المسؤولية تضامنية بين الجميع، وان لا تستحوذ جهة ما على النجاحات واخرى تكون في خانة الاخفاقات واخرين يتنصلون من المسؤولية، شرط ان تكون حسب نسبة المشاركة في الحكومة.
مبينا ان من لديه نسبة ٤٠ % يتحمل انجازا او اخفاقا بذات النسبة وكذلك الاخرين وبحسب حجمهم. مضيفا ان تحمل المسؤولية المتبادلة بين الاطراف المتشاركة وهي قاعدة ملموسة في الشراكة الاقتصادية والسياسية ، ولابد للاطراف العراقية التي تشارك في المشروع الوطني ان تشعر بادوارها في خدمة هذا المشروع الذي تحمل الجميع اعبائه.
الشراكة الحقيقية في تحمل الجميع مسؤولية القرار وادارة الدولة
جدد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي دعمه للشراكة الحقيقية التي يتحمل فيها الجميع مسؤولياتهم في تحمل تبعات المشروع الوطني والتلكؤات التي تحصل، مشيرا الى ضرورة ان تكون الشراكة بين الاقوياء والوطنيين والاكفاء والنزهاء حتى تلبي طموح المواطنين وتحقيق تطلعاتهم. منتقدا المحاصصة السيئة التي حولت المواقع الى ملكيات للاحزاب والتي تريد منع اية فرصة لتصحيح المسارات والانحرافات.
واشار سماحته الى ان المجلس الاعلى ليس مع المحاصصة التي تفرط بمصالح الشعب، وانما مع الشراكة الحقيقية التي تعمل على تعزيز سلطة المسؤول والتي تقف بوجه الترهل وايقاف هدر المال العام وازالة الفوارق بين المسؤول والمواطن والحد من نيل عدد محدود من المسؤولين لامتيازات ورواتب عالية على حساب الشعب المحروم.
مؤكدا سماحته على ضرورة العودة الى السياقات الاصولية كما في الدول المتقدمة حول عدد الوزارات التي لا تتجاوز العشرين وزارة خدمة للناس .
الثقة المتبادلة بين المسؤولين هي المدخل لتحقيق الانجازات
ودعا سماحته الى تعزيز الثقة المتبادلة بين المسؤولين والقوى السياسية والعمل بروح الفريق الواحد، مبينا بان مثل هذه الثقة ستساعد على توحيد الرؤية وحسن الظن بالآخر وتشكيل فريق العمل الواحد الذي يسخر كل الامكانات من اجل خدمة المواطنين والانطلاق بهذا البلد الكريم.
مشيرا الى اهمية اعتماد مبدأ الثقة المتبادلة وتعزيزها بما يسهم في ردم الهوة بين المسؤول والمواطن من جهة، ويحقق اسرع النتائج المرجوة من جهة اخرى.
اتخاذ الاجراءات الصارمة والواضحة على ضوء نتائج تقييمات المسؤولين
واكد السيد الحكيم على ضرورة اتخاذ الاجراءات الصارمة والواضحة على ضوء النتائج في تقييمات السادة المسؤولين في الحكومة، معتبرا جدية عملية المصارحة والمكاشفة تتمثل حينما تتخذ تلك الاجراءات.
واضاف ان الاختلاف في الرؤى بين الفرقاء السياسيين لابد ان يكون بعيدا عن ملفي الخدمات والامن ، مشددا على ضرورة العمل وفق مبدأ اليد الواحدة والشراكة الحقيقية، مضيفا انه متى ماقدمت الخدمات مدعومة بالامن يحق للسياسين ان يختلفوا ، داعيا الحكومة بدءأ من رئيس مجلس الوزراء الى نوابه ووزرائه الى تقديم التقارير وشرحها باسهاب وعلى ممثلي الشعب في مجلس النواب ان يدققوا ويسألوا عن الانجازات والاخفاقات ، مشددا على محورية دور وسائل الاعلام في شرح تلك الانجازات والاخفاقات الى الرأي العام والقرار يبقى للشعب فهو صاحبه اولا واخيرا.
ضرورة ابعاد الاختلافات عن ملفي الخدمات والامن
واستمرارا في تنبيه المسؤولين الى تردي الواقع الامني ، اشار السيد الحكيم الى التقرير الحكومي الذي كشف عن سقوط ٤٤٣ بين شهيد وجريح واعتقال ١٨٧ ارهابيا في شهر ايار الماضي مقارنا سماحته بين الرقمين مستنتجا ، ان المبادرة ما زالت بيد الارهاب وبفاعلية مما ادى الى ازهاق تلك الارواح بكواتم الصوت والعبوات الناسفة واللاصقة ، مطالبا سماحته بضرورة حل تلك الاشكاليات والحد من استمرار نزيف الدم العراقي.
كما انتقد مسلسل هروب السجناء والارهابيين والذي وضع العراق في مقدمة البلدان التي تعاني من هروب السجناء ، معتبرا اياها ظاهرة خطيرة تصيب سمعة الدولة والحكومة ، مستشهدا بهروب اربعة الاف سجين منذ عام ٢٠٠٣ الى اليوم بحسب ماذكرته منظمة الاصلاح الاجتماعي العراقية ، وكذلك تقارير وزارة العدل التي تؤكد وجود تواطؤ بين افراد الامن والسجناء وهو ما يمثل فسادا يتطلب جهدا لمعالجته.
الخدمة الطبية الجديدة والامتحانات الوزارية
ورحب سماحته بالخدمة الطبية الجديدة التي اطلقتها وزارة الصحة في استخدام الهواتف للاتصال المباشر مع الاطباء وتشخيص المرض وارسال سيارة الاسعاف الى المريض من اجل اتخاذ الاجراءات المناسبة ، حاثا سماحته جميع الوزارات على اتخاذ مبادرات تنفع الموطنين وتقديم افضل الخدمة لهم.
كما جدد سماحته دعوته لوزارتي التعليم العالي والتربية الرفق بالطلبة اثناء الامتحانات ومراعاة ظروفهم الصعبة هذه الايام، مؤكدا على ضرورة الاستفادة من العطلة الصيفية واستثمارها بشكل مفيد للطلبة.
الشكر للمحتفين بذكرى شهيد المحراب وعزيز العراق
وقدم السيد عمار الحكيم شكره وتقديره الى كل من ساهم في احياء ذكرى رحيل شهيد المحراب "قده" وعزيز العراق " طيب ثراه" والذين استحضروا الدروس والعبر المستقاة من الفقيدين عبر الفعاليات التي اقيمت بالمناسبة في داخل العراق وخارجه.
حجم التحولات لا تسمح الا بالاصلاحات الحقيقية
وشدد السيد عمار الحكيم على ان حجم التحولات الجارية في المنطقة العربية لا تسمح للحكام الذين يريدون الاستمرار في الحكم الا برفع لواء الاصلاحات الحقيقية التي تؤدي الى تحقيق طموحات الشعوب ، مؤكدا على ضرورة ابعاد العناصر السيئة والمستغلة والمستثرية بطرق غير مشروعة على حساب الشعب لان هذا من شأنه ان يعيد الكرامة والعزة والانتصار للشعوب خاصة وان قطار التغيير ماض وبدون توقف رغم استخدام القوة المفرطة والبطش الذي يخلف ردود فعل طبيعية لدى الثوار الذين عليهم الصبر والوقوف بثبات من اجل تحقيق طموحات ابناء الشعوب. مؤكدا سماحته على الوقوف معهم ومساندتهم والدعاء لهم، مبينا ان النصر قادم لا محالة مادام الثائرون ماضون في طريق الله ومستعينين به.