وذكر موقع الاتحاد الوطني الكردستاني أمس الجمعة انه " في بداية الاجتماع رحب الرئيس بارزاني بمقتدى الصدر، واصفاً زيارته الى إقليم كردستان بالتأريخية، مشيراً الى العلاقات التاريخية بين الجانبين، معرباً عن تطلع الكرد لتعزيز وتطوير هذه العلاقات”.
واضاف"وبحث الجانبان الأوضاع الراهنة في العراق وتبادلا وجهات النظر حول الأوضاع الحساسة التي يمر بها العراق، وأكدا ضرورة ايجاد حلول مناسبة ومفيدة للتعامل مع المشاكل، وضرورة ان يكون الحوار طريقاً للوصول الى حلول لهذه المشاكل”. وتابع"كما اتفق بارزاني والصدر على رفض سياسة التهميش ضد أي طرف من الأطراف السياسية المشاركة في العملية السياسية، كما أعربا عن تطلعهما لاستمرار الاتصالات في المستقبل بصورة تخدم جميع أبناء الشعب العراقي”.
هذا وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قد وصل الى أربيل امس الأول الخميس، وكان في استقباله رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ، و نائب رئيس إقليم كردستان كوسرت رسول علي ورئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني وبرهم أحمد صالح وعدد من وزراء حكومة اقليم كردستان. وأكد التيار الصدري أمس أن غياب التفاهمات وضعف دور مجلس النواب وعدم وجود إستراتيجية موحدة لإدارة الملف السياسي العراقي منح رئيس الحكومة نوري المالكي فرص ملء العديد من الفراغات ما جعل شخصا واحدا يتولى إدارة العديد من مفاصل الدولة. ويتولى المالكي إضافة إلى منصبه رئيسا للوزراء منصب القائد العام للقوات المسلحة وفقا لصلاحيات حددت في الدستور العراقي. والمالكي هو وزير بالوكالة لوزارة الداخلية منذ أكثر من عام ونصف العام وتسنم المنصب بعد فشل سياسي للاتفاق على تسمية مرشح لتسنم منصبي الداخلية والدفاع. وقال القيادي في التيار الصدري أمير الكناني إن "التفاهمات الغائبة بين الكتل السياسية وعدم تشريع بعض القوانين وضعف دور مجلس النواب أعطت مساحة للسلطة التنفيذية للتفرد بالقرارات ورسم سياسة بعيدة عن مشاركة الآخرين”. واوضح الكناني أن "الكتل السياسية لو كانت موحدة بمواقفها لوضعت إستراتيجية تكون حاكمة على المالكي وأي رئيس وزراء آخر...هناك قرارات منفردة تتخذ من قبل المالكي خصوصا الأمنية”.
وتابع القيادي في الكتلة الصدرية قوله إن "خلافات الكتل السياسية أوجدت فراغات عديدة وسمحت للمالكي بملئها ما أوجد شخصا واحدا يتولى إدارة العديد من مفاصل الدولة العراقية”.
من جانب آخر قال التحالف الكردستاني أمس الجمعة إن مقاطعة القائمة العراقية لاجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لا تعطي نسبة نجاح للمؤتمر الوطني المزمع عقده لاحقا بدعوة من رئيس الجمهورية جلال طالباني. مؤكدا أنه ماض لتلبية اي دعوة تسهم في حلحلة الإشكاليات السياسية في البلاد. ورفضت العراقية المشاركة في اجتماع اللجنة التحضيرية الذي انعقد الثلاثاء الماضي بدعوة من رئيس الجمهورية جلال طالباني الا بعد تطبيق ائتلاف المالكي خمسة شروط في مقدمتها اتفاقيات اربيل. وخول التحالف الكردستاني اعضاء اللجنة التحضيرية في التحالف الوطني بإعداد ورقة عمل المؤتمر الوطني بعد رفض القائمة العراقية الحضور الى الاجتماع. وكشف التحالف الوطني امس عن الانتهاء من اعداد مسودة ورقة عمل المؤتمر الوطني وأكد عقد اجتماع للجنة التحضيرية لغرض اقرار المسودة ورفعها الى طالباني. وقال نائب رئيس الكتلة محسن السعدون لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) "شاركنا في جميع اجتماعات اللجنة التحضيرية وما زلنا نؤيد الاجتماعات اللجنة ولكن نقول إن عدم حضور الاطراف السياسية لا يعطي نسبة نجاح للمؤتمر الوطني". واوضح السعدون أنه "من غير المعقول أن يحضر الطرف الذي تغيب عن اجتماع اللجنة التحضيرية الى المؤتمر الوطني ويتبنى ورقة العمل".
وتابع أن "التحالف الكردستاني مع المؤتمر الوطني ومع دعوة بارزاني لاجتماع القادة السياسيين فأيهما تقود الى حلحلة المشكلات السياسية سنمضي اليها”.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، فضّل الخميس، تأجيل التعليق على ما إذا كان سيتحالف مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني والقائمة العراقية لإسقاط رئيس الحكومة نوري المالكي الشعب، ولفت إلى أنه جاء إلى أربيل ليسمع أراء وتوجهات الكرد، كاشفا عن سعيه لحل المشاكل القائمة بين الكتل السياسية. وقال الصدر خلال مؤتمر صحفي عقده بعد وصوله إلى أربيل في رد على سؤال بشأن تحالفه مع الكرد وغيرهم لاستبدال المالكي، "سنعلق لاحقا”. وفي شأن آخر أضاف الصدر أنه جاء ضيفاً على"الإخوة في كردستان بعدما التقى رئيس الوزراء نوري المالكي في طهران وسمع منه الأمور المتعلقة بالوضع العراقي، وجاء إلى أربيل ليسمع آراءهم وتوجهاتهم"، موضحاً أنه "من دعاة التقرب للشعب العراقي، وحفظه قبل أن نحفظ أحزابنا وتكتلاتنا"، بحسب تعبيره. ودعا الصدر الجميع إلى أن "ينظر للمصلحة العامة والشعب"، معتبراً أن "وحدة السياسيين كلها تصب في مصلحة الشعب، وأن الفرقة والشتات لا تصب في مصلحته"، وشدد على أن "يكون الجميع على قدر المسؤولية وفي خدمة الشعب”.
وبشأن دعوة رئيس إقليم مسعود بارزاني للحوار، قال الصدر "إنها التفاتة مهمة لكنني جئت إلى أربيل فقط للإطلاع على آراء الجميع، وإنا لا دخل لي في الحوار وعدم الحوار، وإنا لي دخل بخدمة الشعب العراقي”. وكشف الصدر عن سعيه "لحل المشاكل القائمة بين الكتل السياسية"، معرباً عن وقوفه "ضد سياسة الإقصاء والتهميش".
وفي رده على سؤال آخر بشأن دعم النظام الإيراني للنظام السوري، قال الصدر "المهم لدي دعم الشعوب وإيقاف الدم فيها سواء في البحرين وسوريا ولا دخل لي من يدعم من المهم أن يقف نزيف الدم في سوريا".
ووصل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، عصر الخميس إلى أربيل بدعوة رسمية من رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لبحث الأزمة السياسية وإيجاد الحلول المناسبة لها. وأكد التيار الصدري ان زعيمه يسعى لمنع وجود "دكتاتوريات جديدة" في البلاد، وفيما أشار إلى أن زعيمه سيترك موضوع التحالفات السياسية لكتلة الأحرار ولن يدخل في تفاصيلها، لفت إلى أن الصدر متخوف من وضع الدولة بكاملها.