جاء ذلك في كلمة سماحته في الملتقى الثقافي الأسبوعي الذي عقد بمكتبه في بغداد الأربعاء ٩/٥/٢٠١٢ ، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي شدد على ان الوضع العراقي يشهد حالة من التفكك والتراجع في واقعه السياسية ويمر بمنعطفات خطيرة، مذكرا بتحذيراته المتكررة من تحول الأزمات السياسية الى عقد سياسية مبينا ان سياسة كسر الآخر التي تتبعها بعض الإطراف السياسية فيما بينها لا يمكن ان تنفع اي منها.
مؤكدا سماحته على ان الحوار الجاد هو الحل الأمثل مذكرا التيارات السياسية بانها لا تمثل نفسها ولا قياداتها بل تمثل جماهيرها، مطالبا اياها بضرورة ان تلحظ مصلحة الشعب وتعزيز الامن والامان له عندما تتخذ القرارات المصيرية.
رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي شدد على حاجة الوضع السياسي الى النوايا الصادقة والارادة الجادة وعلى التحدث بلغة الوطن والوطنية لا التحدث بلغة السياسة والسياسيين، مشيرا الى ان ذلك الحديث يتطلب مرونة من جميع الاطراف لحل الازمة السياسية التي وصفها بـ(المفخخة)، منوها ان نزع فتيل الازمة لا يمكن ان يكون الا بالحوار والذهاب الى اللقاء الوطني بما يحقق الاطمئنان للشعب العراقي.
الشعب يستحق تقديم التنازلات من القوى السياسية
سماحته اكد على ان الشعب العراقي يستحق من القوى السياسية تقديم المرونة عند حل الاشكاليات، مشيرا الى ان العراقيين عبروا عن وفائهم لقياداتهم وقت الشدائد ويستحق ان يرى من القوى السياسية المرونة المتبادلة وتقديم التنازلات محذرا من ان تمسك كل طرف برؤيته والتمترس خلفها لا يمثل حلا للمشاكل السياسية بل يؤدي الى مزيد من التفكك والظنون السوداء، معربا عن اسفه للحرب الكلامية والتصريحات المتشنجة بين القوى السياسية، متسائلا سماحته ان لكل طرف ملاحظاته ومؤاخذاته فلما لا يجلس الجميع ويناقشوا ملاحظاتهم ويعودوا الى الوئام والانسجام والمحبة والفريق الواحد الذي يطمئن الجميع معربا عن عدم مقبولية ان تكون الخيارات حادة وحدية .
العلاقة العربية الكردية علاقة تاريخية
سماحته شدد على ان العلاقة العربية الكردية علاقة تاريخية استراتيجية لم تفرض على الواقع بل كانت نتاج وحدة النضال والمصير والتاريخ المشترك محذرا سماحته من ان الإخلال بهذه العلاقة يمثل اخلال بوجود العراق الواحد العراق الدولة والأمة، مؤكدا على ضرورة الحرص على هذه العلاقة، مشددا سماحته على عدم تحويل الخلاف السياسي الى صراع ذا أبعاد قومية او طائفية، مخاطبا سماحته القوى السياسية الكردية والعربية بان العلاقة بين العرب والأكراد ليست ملكا للسياسيين انما ملك للشعبين العربي والكردي، مذكرا بان العلاقة الكردية العربية علاقة اسسها الزعماء الكبار خلال عقود من الزمن مشيرا الى انها توثقت بفعل الدماء الطاهرة التي سالت سوية، مشددا على ان العلاقة بين المكونات العراقية هي التي ستحفظ العراق، مذكرا سماحته بتلاحم ابناء الشعب العراقي بمكوناته العربية والكردية في المقابر الجماعية وفي القيود التي فرضها السجانون خلال تاريخ مشترك من الظلامات والتحديات والمنجزات المشتركة.
السيد عمار الحكيم بين ان دماء العرب والكرد امتزجت على جبال كردستان وهم يقارعون اعتى دكتاتوريات العالم المتمثلة بالنظام الصدامي، مشددا سماحته على العمل من اجل صون العلاقة العربية الكردية والتركمانية والسنية والشيعية والاسلامية والمسيحية والصابئية والايزيدية، مطالبا الجميع بمغادرة منطقة الاختلاف الى منطقة الحوار والتعاون المشترك محذرا من خدش العلاقات التاريخية بين مكونات الشعب العراقي.
اللامركزية خيار ناجع لحل الإشكاليات
اكد السيد عمار الحكيم على ان اللامركزية هي الخيار الناجع لحل الكثير من الاشكاليات ومنها الفساد الاداري والتخلف الاداري والبطالة المقنعة، مشددا على ان اللامركزية ليست خيارا يقبل او يرفض بل هو حقيقة دستورية مؤكدا في الوقت ذاته على احترام صلاحيات الحكومة الاتحادية كي تكون حكومة قوية مشيرا الى ان اللامركزية ليست دعوة للتفكيك، مبينا ان وحدة البلد تكون عبر منح الصلاحيات الواسعة للمحافظات العراقية بكونها قادرة على ان تنهض بمشاكلها وستقلل من الضغط على الحكومة الاتحادية ويعزز دورها لمحوري ويحفظ هيبتها ويبقيها حكومة لكل العراقيين، مضيفا سماحته ان اللامركزية ستقلل الحساسيات تجاه السياسات المتعثرة من الحكومة الاتحادية لاسيما انتقادات المواطنين لملف الخدمات والتبرير من قبل الحكومات المحلية ان المشاريع في المحافظات تتبع لوزارات الحكومة الاتحادية ولا يحق لنا التدخل فيها وفي الوقت نفسه تدفع الحكومات المحلية ثمن تلكؤ المشاريع امام الجماهير، معربا عن اسفه لضياع وقت وجهد المواطن في المحافظات وراء المعاملات التي يطالب فيها بالمجئ الى بغداد متسائلا سماحته عن سبب عدم منح الصلاحيات لمجالس المحافظات كي تخفف العبء عن المواطنين.
١٠ الاف بعثة دراسية خطوة جيدة
ثمن السيد عمار الحكيم موافقة مجلس النواب العراقي على تخصيص ٤٨٠ مليار دينار عراقي للبعثات الدراسية بمعدل ١٠ آلاف بعثة دراسية، معتبرا هذه الخطوة خطوة على الطريق الصحيح لبناء الانسان وتطوير القدرات وستساعد لمواكبة العراق للتطور العلمي والتكنلوجي وستبني مستقبلا مشرقا الذي حرم منه وقت النظام البائد الذي حصر البعثات بمجموعات تتبع لسياسته وحزبه الحاكم شاكرا مجلس النواب ووزارة التعليم العالي على منحها هذه الاهمية ومضاعفة التخصيصات الى خمسة اضعاف من السنة السابقة ٢٠١١، مشددا على ضرورة الاخذ بتجارب الاخرين والبدء من حيث انتهى الاخرون ، عادا الاهتمام بالبعثات رسالة كبيرة للشباب كي يتنافسوا ويدرسوا في ارقى الجامعات العالمية مشيرا الى ان وزارة التعليم العالي امام تحدي كبير بوضع وسائل شفافة وعادلة تضمن توزيع الفرص على الطاقات والكفاءات المستحقة لها بعيدا عن التسييس والتمييز كي تظهر حقيقة المشروع العراقي الجديد امام الاخرين مؤكدا على ضرورة ان تلحظ البعثات توزيعا على النسب السكانية للمحافظات كي لا نشهد محافظات متخومة واخرى محرومة.
انسحاب الجيش من المدن خطوة بالاتجاه الصحيح
اكد السيد عمار الحكيم ان انسحاب الجيش من المدن وتسليم المهام الى الشرطة المحلية خطوة في الاتجاه الصحيح، مثمنا دور الجيش في الدفاع عن ابناء الشعب وصده للارهاب ومساهمته في احلال الامن، متمنيا على الجيش ان يزيد من امكانياته واستعداداته امام اي خطر يهدد العراق خارجيا او امام اي تطورات واحداث داخلية دون ان يكون طرفا فيها، معربا عن امله من تمكن الشرطة العراقية من التعبير عن امكانياتها وطاقاتها في احلال الامن والدفاع عن الموطنين مؤكدا ان فتح الشوارع وتقليل السيطرات وازالة الحواجز الكونكريتية رسالة طيبة لابناء العاصمة بغداد.
تأجيل مشروع النجف عاصمة الثقافة الاسلامية خبر مؤسف
السيد عمار الحكيم أعرب عن أسفه لتأجيل مشروع النجف عاصمة الثقافة الإسلامية، مشددا على ان المشروع كان فرصة مهمة للتعريف بالنجف وبحضارتها وانجازاتها وإسهاماتها الفكرية في خدمة الإنسان وفرصة للتعريف بكبار علمائها عبر ألاف السنين، مطالبا بضرورة دراسة اسباب تأجيل المشروع إلى عام ٢٠٢٠.