ويتعين على قرابة ٥١ مليون ناخب وناخبة الذين يحق لهم التصويت الاختيار بين ١٣ مرشحا يخوضون اول انتخابات لا تعرف نتيجتها مسبقا، ما ولد في كافة انحاء البلاد حالة غير مسبوقة من الاثارة والترقب.
لكن المنافسة الحقيقية تدور بين خمسة مرشحين فقط، ينتمي اثنان من المرشحين للتيار الاسلامي هما رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي والقيادي السابق في الجماعة والاسلامي المعتدل عبد المنعم ابو الفتوح.
والمرشحان الآخران عملا مع حسني مبارك هما وزير خارجيته طوال عقد التسعينات الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى وآخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع، القائد الاسبق للقوات الجوية المصرية احمد شفيق.
اما المرشح الخامس، الذي صعدت اسهمه اخيرا وجاء في المرتبة الثالثة في انتخابات المصريين في الخارج فيأتي من اليسار الناصري وهو حمدين صباحي.
مرحلة الصمت التي عاشتها البلاد طوال الساعات الثماني والاربعين الماضية كسرها الاعلان الرسمي من قبل اللجنة العليا عن نتائج اقتراع الخارج حيث حصد المرشح محمد مرسي غالبية الاصوات تلاه عبد المنعم ابو الفتوح ثم حمدين صباحي ليستقر اخيراً كل من عمرو موسى واحمد شفيق.
في جانب مرتبط ارجأت اللجنة العليا للانتخابات النظر في الشكوى المقدمة من أبو الفتوح بتزوير الانتخابات في المملكة السعودية إلى ما بعد الانتهاء من الانتخابات وأكدت الشكوى وجود أكثر من ٤٠٠ بطاقة مكتوبة بخط يد واحدة، وبطاقات مطوية بنفس الشكل بما يدل على أنها وضعها شخص واحد.
والاستطلاعات التي اجرتها بعض الصحف اخيرا لا تتيح التكهن باتجاهات التصويت اذ اظهرت جميعها ان اكثر من ٤٠% من المصريين لم يكونوا قد حسموا امرهم حتى نهاية الاسبوع الماضي.
والحملات الانتخابية للمرشحين الخمسة حاولت مخاطبة الهموم المختلفة والمتغيرة للمصريين.
مرشح جماعة الاخوان محمد مرسي يعتمد اساسا على ماكينة انتخابية كبيرة للجماعة، التي ماتزال اكبر القوى السياسية في مصر واكثرها تنظيما.
ويخوض مرسي الانتخابات استنادا الى مشروع لتحقيق "النهضة" وضعه اساسا نائب المرشد العام للاخوان الرجل القوي في الجماعة خيرت الشاطر الذي لم يتمكن من خوض السباق الرئاسي لصدور حكم ضده في عهد مبارك يترتب عليه حرمانه من حقوقه السياسية.
اما عبد المنعم ابو الفتوح، فيطرح نفسه مرشحا للتوافق او "الاصطفاف الوطني" ويؤكد انه قادر على انهاء حالة الاستقطاب السياسي ما بين القوى الاسلامية من جهة والقوى الليبرالية واليسارية التي شهدتها مصر بعد اطاحة مبارك.
واستهدفت حملة حمدين صباحي كسب اصوات الفقراء، الذين يشكلون الاغلبية في بلد يعيش ٤٠% من سكانه حول خط الفقر، وظل يكرر خصوصا خلال الايام الاخيرة للحملة الانتخابية انه سيكون "سندا وظهرا للفقير".
عمرو موسى، ركز في دعايته على خبرته كرجل دولة سابق يستطيع ادارة البلاد بعد فترة انتقالية مضطربة وشدد على ان مصر "لا تحتمل ان تكون حقل تجارب" مشككا بذلك ضمنيا في قدرات "مرشحي الثورة" الذين لم يعمل اي منهم في الجهاز التنفيذي للدولة مسبقا.
احمد شفيق اعتمد بشكل اساس في حملته على انه سيضمن استقرار البلاد وسيوقف الانفلات الامني الذي صاحب اهتزاز جهاز الشرطة منذ سقوط نظام مبارك في شباط/فبراير ٢٠١١.
ومن المقرر ان تجرى جولة ثانية للانتخابات في ١٦ و١٧ حزيران/يونيو المقبل اذا لم يحصل اي مرشح على الاغلبية المطلقة في الجولة الاولى وهو امر مرجح.
وكرر رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري الثلاثاء النداء الذي وجهه المجلس العسكري الاثنين الى احترام وقبول نتاج الانتخابات اياً كانت .