وبحسب شاهد العيان فان بارزاني كان جادا ومصمما على المضي في معركته مع المالكي الى نهايتها اضافة الى ذلك من جهة ذكرت مصادر سياسية واعلامية عن أوامر اصدرها رئيس اقليم كردستان السيد مسعود البارزاني لمساعديه ومستشاريه لشن حملة اعلامية منظمة ضد رئيس الوزراء السيد نوري المالكي.
وذكرت تلك المصادر ان البارزاني وجه كادره الخاص بالقيام بهذه المهمة وبالتعاون مع بعض الفضائيات والصحف والكتّاب والمواقع الالكترونية، وقد أمر بتخصيص مبلغ قدره ٢٥٠ مليون دولار للقيام بهذه المهمة من خلال توفير الدعم المادي لتلك الجهات على أن تكون تلك الحملة منظمة وأن لاتثير الانتباه أن البارزاني أو الحزب الديمقراطي الكردستاني يقف خلفها ويتم ذلك من خلال شن حملة تتركز على أظهار المالكي بأنه دكتاتور وأنه سائر على طريق صدام وإنه يقصي خصومه ويهمّشهم ، وأنه السبب في اثارة النزاعات بين المركز والاقليم أو بينه وبين الكتل الأخرى وكذلك تتطلب المهمة التاثير على بعض الشخصيات (غير الكردية) والتي لاتتفق مع المالكي في طروحاته بأن تصرح للاعلام أن المالكي وراء الأزمة الأخيرة وانه يثير الأزمات من أجل مصالحه وغيرها من الشعارات التي تلامس مشاعر المواطن.
وقد أكدت بعض المصادر القريبة من الحزب الديمقراطي الكردستاني تلك الأنباء وذكرت أن البارزاني منزعج جدا من المواقف الأخيرة للحكومة العراقية ومن رئيسها المالكي. وأن الحزب الديمقراطي الكردستاني لايسمح لاي شخصية أن تفرض سيطرتها على الاقليم أو المناطق المتنازع عليها وإن هذا يعد خطا أحمرا بالنسبة للكرد ، وعلى المالكي أن يدفع ثمن اصراره الأخير وأن يدرك أن الأقليم ليس محافظة من محافظات العراق ، بل أن الاقليم لديه سيادته المستقلة التي كافح من أجلها الشعب الكردي لعقود طويلة ، والأكراد ليس على استعداد للتنازل عن المكاسب التي تحققت لهم بعد سقوط النظام البائد على حد تعبير أحد السياسيين الكرد.
هذا ومن جهة كشف التحالف الكردستاني، الأربعاء، أن رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني سيعقدان بعد ظهر اليوم، اجتماعا مغلقا في محافظة السليمانية لمناقشة الأزمة الحالية التي تشهدها البلاد.
وقال القيادي في التحالف فرهاد الاتروشي إن محافظة السليمانية ستشهد، بعد ظهر اليوم، اجتماعا مغلقا بين رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني للتباحث حول الأزمة الحالية وسبل حلها موضحا أن التحضير لهذا الاجتماع تم قبل رجوع رئيس الجمهورية جلال الطالباني إلى كردستان.
وكان ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي، أمس الثلاثاء (٢٩ أيار الحالي)، أن الاجتماعات الأخيرة التي عقدت في أربيل والنجف فشلت بسحب الثقة من حكومة نوري المالكي، فيما جدد التأكيد أن تشكيل حكومة أغلبية بات الحل الأمثل للأزمة السياسية المستمرة حيث وعقدت القائمة العراقية والتحالف الكردستاني وكتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري اجتماعاً أمس في أربيل برعاية رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، فيما أكد المجتمعون التزامهم بتنفيذ جميع مقررات التي صدرت خلال اجتماع النجف، ومواصلة عقد اللقاءات التشاورية وتوسيعها في الأيام المقبلة.
وتشهد البلاد أزمة سياسية يؤكد بعض المراقبين أنها في تصاعد مستمر في ظل حدة الخلافات بين الكتل السياسية، بعد أن تحولت من اختلاف بين القائمة العراقية ودولة القانون إلى اختلاف الأخير مع التحالف الكردستاني والتيار الصدري وغيرها من التيارات والأحزاب.