مبينا ان منهج الامام علي (ع) لا يعد التنازل من اجل الشعب انكسارا وضعفا، مؤكدا ان تيار شهيد المحراب ليس جزءا من الأزمة السياسية الراهنة، مستدركا "لكنه جزء من الحل انطلاقا من مسؤوليته أمام الشعب العراقي".
جاء ذلك في كلمته بذكرى مولد الإمام علي (ع) في مكتبه ببغداد الأربعاء ٦/٦/٢٠١٢ .
اعتراضنا على الحكومة مفاده التقويم لا الكسر والتعطيل
رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أكد إن المجلس الأعلى دفع ضرائب مواقفه الداعمة لنجاح المشروع دون النظر لموقعه في المشروع، مشيرا إلى إن موقف المجلس الأعلى من الحكومة كان موقف الداعم لكل خطوة فيها مصلحة الشعب العراقي والمعترض على كل خطوة لا تلحظ مصلحة الشعب العراقي اعتراضا من اجل التقويم لا الكسر والتعطيل، مذكرا بدور المجلس الأعلى في عراق ما بعد ٢٠٠٣ ورفعه للواء خدمة الناس وكتابة الدستور والدعوة للانتخابات والقبول بنتائجها والمباركة لكل المتقدمين فيها، مؤكدا إن المجلس الأعلى أول من دعا للشراكة الوطنية ودافع عن حقوق الشركاء وأول من دعا للترشيق وبدأ بنفسه بموقف الدكتور عادل عبد المهدي واستقالته من منصب سيادي كمنصب نائب رئيس الجمهورية .
الشعب يعي الغاية من مجزرة تفجير الوقف الشيعي
أكد السيد عمار الحكيم ان الدماء التي سالت في مجزرة تفجير ديوان الوقف الشيعي لن تزيد العراقيين الا تلاحما، مشددا على ان الإرهاب بفعلته لا يدافع عن طائفة لأنه بلا دين او مذهب، مشيرا الى الإرهاب سفك دماء العراقيين سنة وشيعة ومسلمين ومسيحيين، مبينا إن الإرهابيين مخطئون وواهمون إن ظنوا إن فعلتهم هذه ستشق الصف العراقي، مطالبا المؤسسة الأمنية بتحمل مسؤولياتها في وضع حد لنزيف الدم العراقي.
أسئلة تستهدف فهم الطالب بعيدا عن المحفوظات
دعا السيد عمار الحكيم المؤسسة التربوية إلى أن تضع الفهم معيارا في وضع الأسئلة الامتحانية بعيدا عن تركيزها على النصوص والمحفوظات ، داعيا جميع المؤسسات الثقافية إلى إعداد دورات ثقافية تشغل الطلبة وقت العطلة الصيفية وتزيد من إمكانياتهم وتستثمر أوقات فراغهم كي لا يذهبوا إلى الخيارات غير النافعة، مبديا أمنياته أن يشهد العام الدراسي الذي شارف على الانتهاء أعلى نسب نجاح عالية مطالبا المؤسسة التربوية بتوفي مناخات الدراسة الايجابية للطلبة.
علي (ع) شخصية أسطورية فرضت نفسها على الجميع
وعن الإمام علي (ع) بين السيد عمار الحكيم ان عليا (ع) اجبر الجميع على الاعتراف بشخصيته من مصلحين وثوار وأصحاب علم لتعلقهم به، عادا عليا (ع) حالة إنسانية وبطلا أسطوريا لكل البشرية، مشددا على ان الوقوف عند الإمام علي(ع) سببه بناء النفس لأنه عرف العظمة بكل جوانب حياته حتى مثل الكمال الإنساني لافتا إلى انه (ع) كان ينظر إلى المشروع دون النظر إلى موقعه في المشروع وكان قائدا وهو جالس في بيته لحاجة الآخرين إليه، مبينا ان علي (ع) اتسم بالتضحية وسعة الصدر والأفق والحكمة والشجاعة وضحى عندما جلس عن حقه في الحكم وعندما تصدى للمسؤولية رغم علمه بكثرة الأعداء وقلة الأصدقاء مؤكد انه كان همه الأول إصلاح الناس دون الفتك بهم.
سماحته أكد إن أمير المؤمنين (ع) وضع قواعد بناء الدولة ونجاح المشروع باعتماده العدالة الاجتماعية والرفق بالتعامل مع الناس وترسيخ الحرية واستقلال والكرامة الوطنية وتعميق الحقوق الفردية والاهتمام بالأقليات رافضا سفك الدماء والقرارات الانفعالية في ادرة الدولة واستئثار الحاكم على حساب الناس والمصلحة العامة، مشيرا الى ان قواعد بناء الدولة في العلاقات الخارجية كانت ازالة التوتر مع البلدان والاستفادة من تجارب الأمم مع الحفاظ على الاستقلال الثقافي للشعوب الإسلامية دون الانصهار والذوبان، مشددا على ان منهجه (ع) كان ينص على الدفاع عن الإسلام دون ان يكون اي طرف حجة فيه، مؤكدا الحاجة لمنهج الإمام علي (ع) في دعم الحكم وهو مختلف معه ومنهجه في مشروعه الإصلاحي، مشددا على ان المراجعة لمنهج علي (ع) تمنح المناعة والقوة بعدم الانكسار مهما كانت الأزمات شديدة، مجددا المضي على منهج علي (ع) من اجل رفاه وخدمة الشعب.
استكشاف القواعد العامة للسلوك الإنساني
سماحته أشار إلى إن ولادة الإمام علي (ع) تعيد استكشاف القواعد العامة للسلوك الإنساني والعدل الإلهي في المنظومة الكونية وعلي (ع) جزء لا يتجزأ منها فهو الفتى الهاشمي الذي أنجبته الأرض العربية لكنها لم تستثمر عبقريته، مبينا إن الإسلام تفجر في الإمام عليه السلام لكنه لم يكن للمسلمين بل امتد بمشروعه للإنسان بكل تلاوينه حتى صارا نبراسا للبشرية، مشيرا إلى انه (ع) هو من فسر نظرية التطور البشري بقاعدته الأزلية (لا تقسروا أولادكم على أخلاقكم فأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم)، لافتا الى انطلاقة علي (ع) بولادته من الكعبة، مبينا إن قيادته انطلقت من بيت النبوة ومهبط الرسالة، موضحا إن القيادة الحقيقية تنتج من تابعية حقيقية، مشيرا إلى إن قيادته عليه السلام تنبع من المشروع الذي تبناه وليس من الموقع الذي يشغله، مضيفا أن الإنسان الهدف الأسمى لمنهج الإمام علي (ع) وشعاره العدالة وما بينهما جوهر المشروع الإلهي ودولته.